الوضع مازال على حاله في مؤسسة دار سنيب لابراس والمناخ الاجتماعي آخذ في التوتر شيئا فشيئا بسبب عودة التصلّب للرئيس المدير العام وتمسّكه بعدم تطبيق ما تم الاتفاق بشأنه مع النقابة الاساسية بخصوص حقوق الاعوان والصحافيين المادية والمهنية. الشعب اتصلت بالكاتب العام للنقابة الأساسية الأخ نبيل جمور الذي استعرض الرؤية النقابية حول الوضع الاجتماعي الراهن بالمؤسسة وبرنامجها النضالي حتى تعود الامور الى نصابها... الاتفاقات، »كلام فارغ« بالنسبة للرئيس المدير العام في الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر انفراجا في المؤسسة بعد الاعتصام الذي نفّذه أعوان وصحافيو المؤسسة واثر الاتفاق الذي تم إبرامه بين النقابة الأساسية والرئيس المدير العام يوم 20 جوان الفارط والذي تضمّن 20 مطلبا، انقلب الوضع، وانقلب الرئيس المدير العام على تعهداته وعلى اتفاقاته التي أمضاها بيده ليعيد المناخ الاجتماعي إلى سالف توتّره. الأخ نبيل جمور قال إنّ الجميع تفاجأ بهذه التراجعات رغم أن لحظة تعيين الرئيس المدير العام كانت محلّ ترحيب منذ الوهلة الأولى باعتباره احد أبناء المؤسسة وطبيعي جدا أن يسعى إلى تطويرها والنهوض بها، لكن العكس هو الذي حدث، ويضيف »لقد اتفقنا على حوالي 20 نقطة من شأنها أن تعيد شيئا من الثقة المفقودة داخل المؤسسة لكن ما راعنا إلا بظهور تجاهل غريب من طرف الإدارة« فوضعية الزميل خليل الرقيق لم تسوّ ويرفض الرئيس المدير العام اعادته لعمله بتبرير »التقليص من المصاريف في الانتدابات« لكن في المقابل لاحظ الجميع ان هناك انتدابات عشوائية تتم دون الرجوع الى اللجنة التي تكوّنت للغرض، حتى ان »العرف« اعترف مرة امام تقنيين ان هناك من انتدب دون علمه (هكذا )... وعلى ما يبدو »ان الفاتق الناطق« في هذا الصدد هو المدير المالي والإداري الذي طالبت النقابة في السابق بإبعاده بسبب المظالم التي عمد اليها في السنوات الأخيرة حتى ان الرئيس المدير العام وعد بأن المدير المالي والإداري اذا عاود اخطاؤه وتجاوزاته فانه سيبعد... وهو الأمر الذي لم يتم رغم تراكم هذه الأخطاء. ويواصل الأخ جمور استعراضه لعناصر انقلابات الإدارة، فموضوع الترقيات والتسميات والترفيع في المنح الوظيفية لم يسوّ وبقيت هذه المسألة الى الآن مرهونة بالمحاباة والمحسوبية ويظهر ذلك مثلا في الإدارة التقنية هذا فضلا عن مواصلة ضرب شروط حفظ الصحة والسلامة المهنية وخاصة في مطبعة قصر السعيد وعدم تغيير التأجير الشهري الى التأجير الساعوي وتعطيل عمل اللجنة الاستشارية وعدم تشريكها في قضايا المؤسسة«... وعموما فان ما اتفقنا بشأنه للرقي بمؤسستنا ووضع إستراتيجية للنهوض بها» يؤكّد الأخ جمور«، بقي حبرا على ورق...« ممارسات وسلوكات غريبة ورغم هذا الجو المشحون، بقيت النقابة الأساسية متماسكة ومتمسّكة بالمرونة وبمبدإ الحوار لفضّ المشاكل، وقد اجتمعت مع الرئيس المدير العام في مناسبتين تمّ خلالهما التذكير بجملة الخروقات والتجاوزات الموجودة، وفي كل مرة يعترف »العرف« بذلك ويؤكّد ان المدير الإداري والمالي هو السبب في كل التعطيلات ويقدّم الوعود لتجاوز الوضع الرديء. وفي نفس الوقت، يشير الأخ نبيل جمور، يعمد الرئيس المدير العام مثلا إلى ضرب الحق النقابي عندما سعى الى الضغط على احد أعضاء النقابة الأساسية حتى يستقيل من المنظمة الشغيلة أو انه سيُقال من خطته الوظيفية ليعود إلى خطته السابقة إذا لم يمتثل إلى ذلك. ومن الأمور التي تبعث للضحك في هذا السياق، هو اتصال الرئيس المدير العام المباشر بالأعوان للتشهير بالنقابة الى جانب انسياقه وراء العداء غير المبرر للاتحاد العام التونسي للشغل وللعمل النقابي حتى أنه قال في احدى الاجتماعات مع النقابة الأساسية ان »الاتحاد هو سبب الانفلاتات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد« كما انه صرّح في احدى الوثائق انه مستعد لإجبار الأعوان على الانسلاخ من الاتحاد... في الوقت الذي كان من المفروض ان يركّز فيه على الرقي بالمؤسسة وتنقية الأجواء وأن يكون بحق عنصر تجميع وليس تفريق... لا اختيار لنا غير النضال يعتبر الاخ نبيل جمور ان مؤسسة دار سنيب لابراس ليست معزولة عما تعيشه البلاد وخصوصا عما يشهده المشهد الاعلامي المتميّز بسيطرة بارونات المال، واكّد ان المؤسسة مثلها مثل عدة مؤسسات اعلامية اخرى هي هدف للاخضاع وللتراجع عن مكاسب اعوانها وصحافييها وهو أمر وعت به النقابة الاساسية ومنشغلة منه، لذلك أحاطت الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الأخ عبد السلام جراد علما بهذه الوضعية الذي يقوم حاليا باتصالات مع الهياكل المعنية بالشأن الاعلامي في اتجاه تنقية الاجواء والتراجع عن القرارات التعسفية ولكن في المقابل، ستكون النقابة الاساسية مجبرة على اتخاذ كل الخطوات العملية والنضالية اللازمة بما في ذلك الاضراب وذلك بالتنسيق مع الهياكل النقابية القطاعية اذا لم تَعِ الادارة بهموم ومشاغل الاعوان والصحافيين وعادت الى طاولة التفاوض المسؤول وتطبيق الاتفاقات المبرمة للنهوض بالمؤسسة.