سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأخ عبد السلام جراد: نريد تونس جديدة واحة للحرية للجميع وفضاء للعمل والإبداع والتألق لا مجال فيها للمحسوبية والظلم والقهر ندوة الاعلان عن انطلاق البرنامج الخاص بالحقوق الاجتماعية والنهوض بالمواطنة
افتتح الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد بأحد النزل بالعاصمة بحضور ممثل المفوضية الاوروبية بتونس ورئيس المعهد المتوسطي بايطاليا وعدد من الجامعيين والخبراء والمختصين والقى كلمة جاء فيها: يسعدني ويشرفني ان التقي بكم، ابناء وبنات الاتحاد العام التونسي للشغل، للاعلان عن انطلاق البرنامج الخاص بتكوين نخبة من المنشطين والمنشطات حول الحقوق الاجتماعية وحق المواطنة، والذي ننظمه بالتعاون مع المعهد المتوسطي بايطاليا بدعم من المفوضية الاوروبية. ولا يسعني في مستهل كلمتي الا ان أنوّه بما قام ويقوم به الصديق اندريا آماتو رئيس المعهد المتوسطي بايطاليا لدعم مجهودات الاتحاد في تنمية قدرات مناضليه ومناضلاته. كما لا يفوتني ان أتوجه بالشكر والتقدير الى المفوضية الاوروبية لما نلقاه لديها من مساعدة لانجاز هذا البرنامج الذي نعول عليه كثيرا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر به بلادنا. يتزامن تنظيم برنامجنا الرامي الى دعم القدرات النقابية حول الحقوق الاجتماعية والنهوض بحق المواطنة واحترام الحريات الاساسية وتنمية الديمقراطية على الصعيدين الوطني والمحلي وفي مستوى المؤسسة، مع ما تعيشه بلادنا من استحقاقات سياسية ابرزها انتخابات المجلس التأسيسي الذي ستعهد اليه مهمة اعداد مشروع دستور جديد يحدد نظام الحكم في البلاد ويضع الركائز الاساسية للاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي وفق ما نادت به ثورة 14 جانفي المجيدة. ويعلم الجميع ان الاتحاد العام التونسي للشغل قد مثل منذ اندلاع شرارة الثورة في 17 ديسمبر من العام الماضي بسيدي بوزيد الحاضن الرئيسي لحركتها والدافع والمؤطر لها وطنيا وجهويا ومحليا. حيث انطلقت جل المظاهرات والمسيرات من امام مقراته، وتقررت جل اضرابات المساندة ومبادرات الدعم صلب هياكله، اضرابات ومبادرات قادها وصاغ شعاراتها نقابيون ونقابيات من مختلف الجهات والقطاعات. وعلى امتداد المرحلة الانتقالية التي عاشتها البلاد الى حد انتخابات المجلس التأسيسي، وبشهادة الجميع، كان الاتحاد المحاور الكفء امام الحكومة المؤقتة وفي مستوى جميع الهيئات التي تشكلت للاعداد للمرحلة السياسية المقبلة، وكان الاقدر على تبليغ صورة الثورة بأطيافها الوطنية والجهوية وبمكوناتها الحزبية والمدنية، وكان له ضلع كبير في ما حصل من انجازات وما تراكم من مبادرات ومكتسبات مهدت لخوض انتخابات المجلس التأسيسي بروح من الوفاقية نالت اعجاب العالم بأسره. وهو اليوم يستعد للمساهمة النشيطة في كتابة دستور البلاد ورسم ملامح تونس الغد وبلورة استحقاقات الاصلاح وفق الثوابت والقيم النقابية الاصيلة التي تأسس وتربى عليها. لقد انتهى الاتحاد العام التونسي للشغل منذ ايام من اعداد مشروع دستور صاغه فريق من الخبراء والجامعيين النقابيين المختصين في القانون العام وذلك استجابة لواجب المشاركة الفاعلة والفعلية في رسم ملامح النظام الذي سيحكم مجتمعنا على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وللتأسيس لجمهورية الحريات السياسية والديمقراطية الاجتماعية التي تطمح اليها. ولكن ايضا لمعاضدة مناضلي ومناضلات الاتحاد في التعاطي مع استحقاقات المرحلة الجديدة بما يخدم مصالح منظوريها وبما يستجيب لانتظارات الشغالين التونسيين وبما يضمن الاستقرار والعيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية لعموم التونسيات والتونسيين. وما يجدر التأكيد عليه، في مثل هذه المناسبة، التوافق الكبير بين ما نحن بصدد القيام به لتفعيل مشاركتنا في الاستجابة لاستحقاقات المرحلة الانتقالية وما يتضمنه مشروع النهوض بالحقوق الاجتماعية والمواطنة من اهداف نأمل ان تساعد على دعم قدرات مناضلينا ومناضلاتنا من اجل تعزيز موقع منظمتنا في المشهد السياسي الوطني الجديد كقوة حامية للحريات والحقوق الاجتماعية والسياسية ورقما لا يمكن تحييده في المعادلة السياسية التي هي بصدد التشكل. اننا في الاتحاد العام التونسي للشغل نأمل من هذا المشروع الذي يهدف الى تنمية قدرات ثلة من الشباب النقابي ومن نشطاء المجتمع المدني في مجال الحقوق الاجتماعية ان يساهم في نشر ثقافة المواطنية والترويج لمبادئ حقوق الانسان والحقوق الاجتماعية بما يتوافق مع استعداداتنا لتفعيل دورنا في رسم ملامح تونسالجديدة. تونسالجديدة التي نريدها واحة حرية للجميع وفضاءً للعمل والابداع والتألق ومجالا واسعا يمكن الفرد كما الجماعة من الكسب اللائق والتمتع المشروع بثمار الجهد. تونسالجديدة التي نريدها ساحة للمنافسة النزيهة والشفافة بين الجميع وتتويجا للأقدر والافضل والاجدر لا مجال فيها للمحسوبية والحزبية الضيقة سبيلا للارتقاء السياسي والاجتماعي. تونس جديدة بلد الكادحين العاملين بجد واخلاص، تونس التي تكافئ البذل والعطاء وتضمن منظومة تشريعية تكفل العمل اللائق والمساواة والحماية للجميع. تونسالجديدة بلد المستثمرين الاكفاء القادرين على خلق الخيرات وفرص العمل والجاعلين من ثرواتهم سببا للرقي والنهوض لا أداة للاستغلال واستباحة الحقوق الاجتماعية والحريات النقابية. تونس الشباب المنخرط في مسيرة الانسانية من اجل الرقي الاجتماعي ذلك الشباب المنتفض الرافض للاستبداد والظلم والقهر والبطالة. ذلك الشباب المحصن ضد آفات الانحراف والمخدرات، ذلك الشباب الحصن المنيع ضد التطرف والميوعة. الشباب المتطلع الى العمل والابداع والمساهمة الفعلية في الحياة السياسية والاجتماعية، الشباب المتمسك بقيم الحرية والمواطنة والمنخرط في مسيرة الانسانية على درب التقدم والرفاه. انها تونسالجديدة التي ندعو اليها من خلال تصورنا وصياغتنا لمشروع دستور يؤسس لجمهورية ديمقراطية اجتماعية، وهي تونس التي نأمل ان يساهم شبابنا النقابي في الاتحاد العام التونسي للشغل في الترويج لها من خلال ما سيحصل عليه من معارف وخبرات في مجال التنشيط حول الحقوق الاجتماعية والمواطنية بفضل هذا البرنامج الخاص بدعم القدرات الذي تنطلق اشغاله منذ اليوم وتستمرّ حتى نهاية العام القادم وهو تحديدا الاجل الذي ننتظر ان يستكمل فيه اعداد دستور بلادنا الجديد.