للإجابة عن هذا السؤال يجب تحديد من نحن أولا، ثم ما هي أفكارنا التي ندافع عنها ثم لماذا بعد ان تم التعاقد معنا في مرحلة أولى على أن يتم دمجنا في برمجة الوزارة الأولى (ديسمبر 2011) أي قبل خروج السيد عز الدين باش شاوش (وزير الثقافة المؤقت) وكان هذا وعد شخصي منه وقضيته الشخصية حسب ما كان يقول لنا في اجتماعاتنا معه بعد أن شكلنا ايام الثورة لجنة وطنية للدفاع عن حقوق الادباء الشبان. إن المراوغة والمخاتلة أمر يذكّرنا بوعود المخلوع لشعب بسيط أعزل. فجأة، يتراجع وزير الثقافة عن وعوده والرجال موقف وكلمة حتى أنه أصبح يتهرّب من لقائنا هو ومكتبه المكلف بمتابعة ملفنا. وفي كل مرة يتحجّجون بغياب الوزير مع أننا نكون معه على موعد حدد من قبل مكتب الوزير نفسه! ولكن أعود الى الإجابة عن أسئلة البداية من نحن، نحن مجموعة من شعراء وذوات مفكرة من البلاد التونسية حاصلون جميعا على شهائد عليا، نحمل أفكارا ثورية ندافع عنها بعقولنا وأقلامنا وان لزم الامر بأظفارنا. لم ننتظر 14 جانفي حتى نخرج للشوارع بل خبرناها وخبرتنا، اسألوا عنا البوليس السياسي التونسي فهو يعرف مناضلي الكليات والجامعات فهو يعرف خالد الهداجي كما يعرف أحمد شاكر بن ضية وصابر العبسي وصبري الرحموني وأمامة الزاير وفريد سعيداني وأنور اليزيدي وجميل عمامي والقائمة طويلة من شاهين السافي الى جمال قصودة والمجال لا يتسع لذكرهم فهم كثر حملوا لواء الكلمة سنوات الجمر. تم التعاقد معنا باعتبارنا حملة شهائد جامعية وكتّابًا نمثّل مستقبل الأدب التونسي. قدمنا برامج حقيقية للنهوض بالمشهد الشعري التونسي وذلك بالقطع أولا مع سماسرة الثقافة الذين أفسدوا الذوق العام فكان ان حاربنا ميليشيات الثقفوت الذين مازالوا في مقاعدهم يسيّرن ويبرمجون السياسات اللاثقافية. يتلكّؤون عندما نقترح عليهم برامجنا بحجة ضعف الميزانية، مع أننا نعلم ان برامجنا تكاد تكون دون كلفة تذكرُ، فمن باب احترام الكاتب ان تخصص له منحة. هل هذا يثقل كاهل وزارة الثقافة في حين أن أغلبهم قد أثرى وبنى منزله الخاص واشترى سيارته الفارهة من عرق الكاتب التونسي المسكين. وهذا ما جعلهم يرفضوننا ويرفضون وجودنا لأننا نقض مضاجعهم ولا نسكت حيال لصوصيتهم، ففي مراكز عملنا في دور الثقافة التي لا ثقافة فيها، يحاول مديروها ان يمارسوا معنا الهرسلة والتعامل الفوقي وعلى أننا خدمهم الشخصيّون وحين نرفض بشدة يمارسون معنا سياسة الكيل بمكيالين ونقدم شكاوانا للوزارة فتغضّ الطرف لأن لهم في الوزارة حلفاؤهم المخلصون أبناء السياسات النوفمبرية والطرابلسية الذين مازالوا يملؤون أروقة الوزارات والادارات. وهذا يعرفه القاصي والداني ولأننا آلينا على أنفسنا محاربتهم لن نسكت.. لن نسكت حتى نزيحهم على آخرهم لذلك سيدي الوزير لا فكاك لمن سرقوا تونس من الحساب وسنحارب من اجل ثقافة وطنية تقدمية ومن أجل حقنا وواجبنا في البناء لبديل ثقافي وطني ومن هذا المنطلق ندعو كل القوى التقدمية الحرة دعم تحركاتنا التي سنخوضها ضد كل قوى الشدّ الى الخلف من اجل الدفاع عن عقولنا وحقوقنا المشروعة.