شكرا مجددا لجريدة الشعب التي أتاحت لنا فرصة جديدة لاكتشاف الاخ عبد الله بن سعد، المناضل النقابي المعروف بقطاع الفلاحة والباحث والدكتور والخبير في كل شيء تقريبا. والواقع ان الاخ عبد الله لم يذهب الى الهند أو السند ولم يعكف على اختراع جديد ولم يتفرغ لتطوير اكتشاف، وقد خلناه كذلك في السنة الاولى ثورة، بالنظر الى ما عرفناه عنه سابقا من دعوة اليها وحثّ عليها وادعاء بملك ناصيتها. لكن ها أن مسعانا قد خاب مثلما خابت النظريات التي يدافع عنها، بل الأدهى والأمرّ انه يكذب ويتجنى على الحقيقة ويطلع على الناس بمعلومات لا علاقة لها بالواقع. وأنا استغرب هاهنا كيف ان الاخ محمد العروسي بن صالح رئيس التحرير الاول، الذي عايش تلك الفترة بالذات من داخل المنظومة النقابية وآلياتها المختلفة وهو الذي تولى رئاسة التحرير في تلك الفترة بالذات والتي أدت الى اصدار الشعب في دورية يومية وهو الذي مازال يرأس تحرير جريدتنا الغرّاء، يغفل عن تلك الترهات ويأذن بنشرها. وربما ألتمس عذرا للأخ محمد العروسي، فقد عرفناه ديمقراطيا، يؤمن بالتعددية قولا وفعلا ويساعد على ممارستها، ولربما حسنا فعل عندما نشر مقال الاخ عبد الله، فكانت مناسبة متجددة اكتشفنا من خلالها قوقعة الرجل واصراره على «المعيز ولو طاروا»، فها هو ينفخ في طبل اليسار متناسيا ما جرى له في الانتخابات الاخيرة الخاصة بالمجلس التأسيسي وصار مثلما قال السيد محمد الكيلاني رئيس الحزب الاشتراكي اليساري في حديثه مؤخرا «للشعب» أو بالأحرى كان يحلم بمكاسب ومطالب، لما أينعت قطفها منه غيره ممن «كانوا على الأرائك متكئين»، والعاقبة له شخصيا في المؤتمر القادم للاتحاد حيث علمت انه يحزم حقائبه قصد السفر الى طبرقة أملا في اقتطاع مكان في المكتب التنفيذي الجديد. وبالمناسبة، أريد أن أسأل الاخ عبد الله عن نوعية المقالات الموالية للظلاميين والتي تكون «الشعب» قد نشرتها، فهلاّ تفضّل وأمدّنا جميعا بفحواها وتاريخ نشرها حتى نحاسب الجميع. من جهة اخرى، أعيب على الاخ عبد الله انه هضم حق الزعيم الكبير الحبيب عاشور وكذلك حق المناضل كما سعد، مضافا اليهما الاخ محمد العروسي بن صالح فلم يشر الى كونهم تحدّوا السلطة القائمة آنذاك وكان لهم السبق في اصدار «الشعب» في دورية يومية، والى ان السلطة لم تطق على تلك الجريدة صبرا فأوقفتها في عددها الخامس الذي صدر «بمانشيت» أحمر طويل جاء فيه: «زاد الخبز عام الصّابة» في إشارة الى رفع أسعار الخبز في حين سجلت البلاد صابة قياسية ذلك العام، كما أحالت الاخوة المذكورين على العدالة وانطلقت في حملة شعواء ضد الاتحاد وقياداته وكوادره انتهت بما يعرف بأزمة سنة 1985. وفي حين أُطرد من أطرد، وتشرد من تشرّد، وسُجن من سُجن، لم نسمع ان مكروها ولو طفيفا حصل للأخ عبد الله، بل لعلّي أذكر أنه كان يتابع دراسته العليا في احدى الكليات الفرنسية التي ذهب اليها بدعم مادي وأدبي من الاتحاد عندما كان يرأسه الحبيب عاشور!