ببادرة كريمة وانسجاما مع وطنية عريقة ومتأصلة اكتسبها منذ التأسيس ، قام الاتحاد العام التونسي للشغل بارسال قافلة مساعدات انسانية توجهت الى عدة مناطق ريفية معزولة من معتمدية عمدون الواقعة ضمن ولاية باجة وذلك في اطار دعم المناطق المتضررة من موجة البرد و الثلوج الاخيرة بصفة خاصة ودعما لأهالي الشمال الغربي الاقل حظا بصفة عامة . « الفرايجية» «خنقة الفحامة » ، « تاميسة » ، « الرمضانية» « ، «مغراوة» ، «الدغرق» «الجوزة» ، «سيدي مبارك» ، «الغرفة» ، «مرقاقة» ... هي اسماء غير موجودة على خريطة بلادنا و لا يعرفها الملايين من مواطنينا لكنها تبقى تجمعات سكنية تضم الآلاف من ابناء شعبنا الطيبين الذين كانوا في زمن سابق غير بعيد يكتوون بنار الدكتاتورية اللصوصية التي أغرقتهم في بحار التهميش و اهملت مناطقهم ما أدى إلى استفحال مظاهر الفقر و الخصاصة و انعدام ابسط شروط الحياة الانسانية الى حدود غير مسبوقة اما في زمننا الحاضر يشهد هؤلاء على وجود حكومة مؤقتة مرتبكة و ضعيفة الى حد العجز عن مجابهة غضب الطبيعة ودرء مفاعيله الكارثية عن مواطنيها. اذا ...و في ظروف مناخية قاسية زادتها قساة التضاريس الجبلية الوعرة للمناطق المذكورة صعوبة سارت قافلة الاتحاد و كانت اثناء تنقلها تقوم بتوزيع أطنان من المساعدات المتمثلة في الاغطية الصوفية ، الحشايا ، الألبسة، الادوية و المواد الغذائية بمختلف انواعها و ذلك على كل من اعترض سبيل قافلة الخير او من توجهت اليه هذه الاخيرة من مواطنين يتخذ اغلبهم من الارض مسكنا و من السماء غطاء ، و تجدر الاشارة الى مشاركة الاتحاد الجهوي للشغل بباجة في هذا المجهود حيث تحول مقره خلال الاسبوع الفارط الى ما يشبه خلية النحل التي لا تهدأ وهو يستقبل ما تجود به القطاعات النقابية في الجهة من تبرعات سخية مختلفة غص بها المقر الجهوي بمدينة باجة وقد انخرط الاخوة أعضاء المكتب التنقيذي الجهوي في هذا الامر الى حد اهمال مسؤولياتهم العائلية وقد توجت مجهوداتهم هذه بالمشاركة في القافلة التي ارسلتها المركزية النقابية كما اكد لنا الاخوة أعضاء الاتحاد الجهوي للشغل بباجة بأنهم سيوجهون خلال الايام القليلة القادمة مساعدات الى مناطق بعينها في ولاية باجة مازالت لم تنل حظها من العون. ان هذه الروح المميزة هي روح الاتحاد يستمدها من شهداءه الابطال و على رأسهم حشاد العظيم الذي احب الشعب الى آخر قطرة من دمائه الطاهرة فأحبه الشعب وبقي و فيا له و للمنظمة الشغيلة التي ستبقى شامخة عصية على كيد الكائدين من شذاذ افاق العمل النقابي ومؤامرات و ترهات بعض من يريدون تأبيد بقائهم في السلطة.