في اطار تسريع وتيرة الندوات الدستورية لأقسام الاتحاد انعقدت يومي 27 28 فيفري المنقضي الندوة الدستورية لقسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي بمشاركة المسؤولين في الاتحادات الجهوية والقطاعات على التكوين والتثقيف بالاضافة الى المكونين والمؤطرين التابعين للقسم واختار القسم ان يفعّل اشغال الندوة باعتماد ورشات عمل اهتمت بالتكوين النقابي الجهوي والقطاعي والمضامين والموارد البشرية مع عرض شريط في مجال الثقافة العمالية ونقاش مفتوح حول تفعيل النشاط الثقافي في الفضاء النقابي. وحضر جلسة الافتتاح الاخ حسين العباسي الامين العام للاتحاد الذي كان مرفوقا بالبعض من اعضاء المكتب الوطني وألقى بالمناسبة مداخلة ركز فيها على الوضع النقابي الداخلي والوضع النقابي في علاقة بالساحة الوطنية ومستجدات المرحلة الراهنة بينما افتتح الاشغال الاخ محمد المسلمي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي باستعراض مبسّط لبرنامج الندوة الموجه لسنة 2012 معلنا ان المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام المنبثق عن مؤتمر طبرقة وجد نفسه مباشرة بعد المؤتمر امام محطات تاريخية استوجبت منه الوقوف عندها بما أخّر نسبيا في التعاطي مع عديد الملفات والندوات. وفي سياق فعاليات هذه الندوة ذكّر الاخ المسلمي بما قام به الاتحاد في السنوات الاخيرة من اجل دعم التكوين وتعميمه منوّها بسلفه في هذا القسم الاخ عبيد البريكي لما تركه من بصمات بيّنة على صيرورة التكوين والتثقيف العمالي في الاتحاد وهنا افتح قوسا لأشير الى المشاركين دعوا الى تكريم الاخ عبيد ثم لاحظ الاخ المسلمي ان ما يطرح على الاتحاد اليوم في هذا المجال هو البحث عن السبل الأنجع من اجل قيام علاقة وطيدة بين مفهوميْ التكوين والتثقيف بما يساير مرحلة الثورة واكد ضرورة ان تستهدف هذه العلاقة الاطارات الوسطى والاساسية حتى لا يفقد الجهد الفوقي معناها وتضيع جدواه خاصة اذا لم يصل الى القواعد الاساسية ورأى ضرورة تعديل مناهج العمل لتجاوز السلبيات والنقائص. من أجل ثقافة بديلة وانطلقت اثر ذلك اشغال الورشات حسب برنامج العمل المحدد بينما شهد اليوم الثاني عرضا لتجربة جهة بنعروس في مجال الثقافة العمالية وذلك من خلال شريط وثائقي اثار عديد الاشكاليات منها اي ثقافة يريد النقابيون وما هي الاطراف التي يجب ان تكون فاعلة خاصة ان الاتحاد راكم في السنوات الاخيرة عديد الانشطة الثقافية لكنها لم ترتق الى مرتبة المؤسساتية رغم استعدادات البعض من النقابيين الذين لهم انفتاح على الثقافة والاتحاد له من القدرات ما يثري المشهد الثقافي العمالي في تلازم مع البعد الاجتماعي. وأثري النقاش حول هذه المسألة بانطباعات من عديد الفنانين والسينمائيين والنقاد والشعراء الذين تمت دعوتهم الى هذه الندوة بما ساهم الى حد كبير في بلورة مفهوم الثقافة العمالية والرهانات الموكولة لها من اجل خلق ثقافة بديلة تلازم بين البعدين الاجتماعي والثقافي وصدرت في هذا الغرض عدة مقترحات وتوصيات قد نعود اليها بالتفصيل في عدد لاحق.