دلق فنجان قهوته على الأرض فتقاطرت الظلمة. رائحة البنّ الأغبرة الصّاعدة الليل يهبط الدرج. ظلال السّعتر تتضاءل شيئا فشيئا الأرانب تتعشى. كلّ شيء بنّي: الحلفاء، الشيح، قرن الجدي، الأعشاب البرية أسلاك شائكة. على قشعريرة الماء على الصخور الطحلبية تختبر اليعاسيب طيرانها العسكري. القمر كلب وفي أقذفه بحجارتي فيرتعش. لكنّه يواصل السير بمحاذاتي ويتسرب بين الضباب مثل لص. يسير عندما أسير يتوقف عندما أتوقف القمر مخبر... أصطدم بشجرة كاليبتوس لم تقلم بعد. مثل قط مصعوق. عيون فضية تكتحل بالأعشاب، الرهبة وثاق، أعصابي أسيرة الأرنب اللّعين يفرّ. حتى لا أبلل القشابيةَ (1) رفيقة الشتاء أسمّي الماعزات لكنّها لاترد. إنّها تعشق الغميضى. تلك الماشية في مظاهرة تلك العنيدة على الصخور تفرقت بين الصنوبريّات كقلّة ختان. أبلّل شفتيّ أدخن سيجارة جبانة لأمسح الارتباك: أيّها القمر أنا لم أخرج للمواعدة حتى تخفي خجلك خلف غيمة. مازالت مصابيح مغيلة (2) بعيدة خربشات الرعاة على الجذوع وحدها تحفر الطريق. قد أتعثّر ولا يعود القطيع أيّها القمر أرسل ضوءك لتحملني قدماي... بدلا من النظر إلى السماء والتلفّت الأعمى كان من الأجدى أن أتسمّع إيقاع الأرض وأشم التربة.