يوم السبت الماضي، كانت دار الجمعيات العاشورية فضاءً لمواكبة فعاليات تظاهرة «الثورةُ فعلاً إبداعيًا» (الظواهر الفنية الشبابية في تونس والمشهد الثقافي بعد 14 جانفي). وكانت هذه التظاهرة ضمن مشروع تخرّج الطالبة «صفاء متاع الله» (معهد التنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي). تم افتتاح التظاهرة في حصتها الصباحية بمداخلة للطالبة صفاء متاع الله جذّرت فيها مشروعها الذي اختارته وعيا منها بأن ظواهر فنية شبابية كثيرة برزت في المشهد الثقافي التونسي بعد 14 جانفي ومن ضمن الظواهر بروز مجموعات فنية وموسيقية شبابية جديدة (مثل Nouveau système ومجموعة «أهل الكهف» و «مسار» وغيرها). كما برزت حركة شعرية جديدة في تونس ضمت كوكبة من الشعراء. وإثر ذلك كان الجمهور الحاضر من طلبة وشعراء وأساتذة ومهتمين بالشأن الثقافي على موعد مع مداخلة نقدية للشاعر عبد الفتاح بن حمودة بعنوان «الحركة الشعرية الجديدة في تونس رافد من روافد الشعرية العربية الحديثة» تناول فيها بالدرس أبرز الأصوات الشعرية الجديدة في تونس مع التطرق الى الخصوصيات الفنية التي جمعت بين هذه الأصوات. وتلا هذه المداخلة نقاش حول بعض المسائل الفنية والنقدية المتعلقة بالنص الشعري التونسي الجديد. ثم كان الجمهور على موعد مع قراءات شعرية أكدت تغيّر المشهد الشعري التونسي نحو آفاق أرحب ورؤى أعمق وهذه النصوص كانت بأصوات أصحابها فقرأ خالد الهدّاجي وصابر العبسي ومحمد العربي قصائد مختلفة لها مذاق خاصّ... في الحصة المسائية كان الحاضرون مع مداخلة نقدية للأستاذ عادل بالحاج رحومة بعنوان «قراءة سوسيولوجية في التعبيرات الفنية الشبابية في الثورة» شفعت بنقاش وأسئلة. ثم تم عرض مجموعة من الافلام القصيرة من انتاج الشباب أثارت أسئلة المشاهدين. إثر ذلك تمّ اختتام التظاهرة بعرض موسيقي للفرقة الشبابية Nouveau système بقيادة الفنان الشاب الشاذلي الطاغوتي. وهي نوع من الموسيقات التي مزجت «الريڤي» ذي النمط الغربي بكلمات باللهجة التونسية، وقد أثارت هذه الأغنيات اهتمام الحاضرين بكلماتها الهادفة في أغنيات «أنا مواطن» و «بابا السّبسي وين ماشين» و «أحزاب الكاكاوية» وغيرها. أمسية ثقافية كان لرواد فضاء المركّب الثقافي «أبو القاسم الشابي» بالفي / الوردية على موعد مع أمسية ثقافية متنوعة وثرية حيث تم افتتاح معرضد الرسام والشاعر منذر القاسمي. وإثر ذلك كان الجمهور مع أغنية من أداء الفنان كمال الكافي ثم تتالت القراءات الشعرية لكل من الشعراء منذر القاسمي وسامي الذيبي وأمامة الزاير وعبد الفتاح بن حمودة مع مراوحات موسيقية من أداء الفنان كمال الكافي وفرقته. لقد شهدت هذه الأمسية حضورا لافتا من الجمهور كما كانت قناة نسمة في الموعد من خلال متابعتها لكل فعاليات الأمسية الثقافية. واسيني الأعرج في تونس مساء الاثنين 14 ماي، كان عشاق الرواية على موعد استثنائي مع الروائي الجزائري، واسيني الأعرج الذي كان في استضافة خاصة من نادي «ناس الديكامرون» بدار الثقافة ابن خلدون... وأدار الجلسة كل من الروائي كمال الرياحي والاستاذ شوقي البرنوصي والشاعر صلاح بن عياد... كان واسيني الأعرج في مواجهة أسئلة حارقة حول الرواية وشروطها وأنواعها وعلاقتها بالواقع والثقافة والتاريخ والانسان. إن محنة الكتابة لدى واسيني الأعرج تأتي من هذا التمزّق الداخلي الذي عاش خلال تجربته الروائية حيث تحوّل الخوف الى بطل روائي. إن سؤال الكتابة في جوهره متعلق بالموت أو كثرة الحياة... لقد كان اللقاء ثريا وحميميا بين واسيني الأعرج روائيا متمرّسا وبين قرّائه الذين يبحثون عن ربيع الرواية.