أسدل الستار على المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي الذي تواصل أيام 25 و26 و27 ماي المنقضي. «أن تشعل شمعةً أفضل من أن تظلّ ليلاً كاملاً تعلن الظّلام»، بهذه الكلمات افتتح الشاعر والمناضل المنجمي سالم الشعباني الدّوة التاسعة عشرة للمهرجان الوطني للشعر بالمتلوي ثم تولى الترحاب الخاص بالضيوف الأستاذ محمد الخالدي مدير بيت الشعر الذي أكّد أن المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي مكسب كبير للثقافة والأدب وللجهة عمومًا. ثم كان أحبّاء الشعر على موعد مع الأمسية الشعرية الأولى بساحة بلدية المتلوي. نشط الأمسية الشعريّة الأولى الأستاذ الشاعر المولدي الشعباني حيث تتالت القراءات الشعرية بأصوات الشعراء أحمد المختار الهادي ونورالدين عزيزة ونزار الحميدي وجمال الجلاصي وسالم الشعباني وزهور العربي. يوم السبت ألقى الاستاذ الطيّب الحميدي في فضاء دار الثقافة مُداخلة بعنوان «ديالكتيكية الاختلاف والائتلاف» اثارت جدلاً بين الحاضرين الذين تساءلوا بحرقة عن دور الشعر قبل الثورة واثناءها وعن مكانة الشعر والادب عمومًا في الوقت الراهن... وفي المساء كان الجمهور على موعد مع دراسة نقدية للاستاذ الشاعر نورالدين عزيزة بعنوان «الشاعر في علاقته بالوطن والشعر» تطرّق خلالها إلى ارهاصات الثورة في الشعر التونسي قبل 14 جانفي 2011 من خلال نماذج نصية لشعراء عُرفوا بنفسهم الثوري خلال نصف قرن من الدكتاتورية على غرار قصائد منوّر صمادح والطاهر الهمامي وصالح القرمادي ونورالدين عزيزة وسمير طعم اللّه.. لكن المداخلة النقدية أثارت جدلاً حادّا بخصوص عدم وجود تجربة شعرية مكتملة وواضحة المعالم في ثوريتها وتبشيرها بالثورة وأعاد الاستاذ نورالدين عزيزة الامر إلى كون الشعر لا يغيّر مباشرة في الواقع وانّما يتنبّأ في المستقبل وفعله في الواقع بعيد المدى. ثُمّ كانت أمسية شعرية ثانية ببهو دار الثقافة بالمتلويّ اثثها الشعراء سفيان رجب وزياد عبد القادر وصبري الرحموني وعبد الفتاح بن حمودة وجمال الصليعي وراضية الشهايبي والطّيب الحميدي، والمولدي الشعباني.. يوم الاحد كانت للشاعر محمد الخالدي قراءة شعرية متميّزة أكّدت عمق تجربته وثراءها خلافا لشعراء اخرين (كبار في السنّ) فاتهم القطار وتجاوزتهم الأحداث ببروز حركة شعريّة جديدة في تونس قطعت مع الماضي. وإثر ذلك تمّ تكريم الأخ بوجلال بوجلال تقديرًا لمساهمته الفعّالة في انجاح كل المحطات الثقافية التي عرفتها الملتوي تحت راية شركة فسفاط قفصة الراعي الأوّل للثقافة بالجهة وتكريم الاخوة بوصيري بوجلال والطيب الحميدي ومحمد عمار شعبانية وحبيب بقلوش. لقد تمّ اختتام الملتقى بكلمات مؤثرة وبليغة للشاعر سالم الشعباني مدير المهرجان الذي أكّد ان رهان المتلوي على الثقافة رهان حقيقيّ من خلال احتفالها بالشعر وانتصارها للكملة التي تؤسس للمستقبل. والجدير بالذكر ان القناة الوطنية (2) وإذاعة قفصة كانتا حاضرتين لمتابعة فعاليات الملتقى.