واهمون ،هم بالتأكيد أكثر من واهمين، دنسوا ساحات مقراته، قذفوه بالزجاجات الحارقة، بعثروا وثائقه ومعداته، ولكنه في كل مرة كان يقف منتصب القامة وهو يردّ على عصابات الظلام وأعداء الشغيلة ان الجبال يا جبناء لا تنحني. هكذا هو الاتحاد العام التونسي للشغل وهكذا أصرت قواعده وإطاراته النقابية في سوسة على ترجمة هذا الاعتزاز بالانتماء إلى اتحادهم العظيم من خلال هبتهم يوم السبت المنقضي بالمئات لنصرة منظمتهم الشغيلة العتيدة وذلك بعد الاعتداءات الآثمة والسافرة التي طالت عددا من مقراته لسبب واحد يكمن في تغلغل الاتحاد في وجدان المواطن التونسي ووطنية هذه المنظمة النقابية العمالية العتيدة التي لا يمكن لأي كان المزايدة عليها باسم الانتماء والغيرة وغيرها من المصطلحات الاستهلاكية السياسية الركيكة،تغلغل نتبينه أيضا من خلال الدور التاريخي غير المسبوق للاتحاد الذي تقلده إبان الثورة وجعله بشهادة كل التونسيات والتونسيين حامي الثورة والبلاد حين كانت العين التي تنظر اليوم وتبحلق في شاشات الفضائيات عمياء والأذن المتخندقة صماء ! نعم في سوسة كان لنصرة الاتحاد العام التونسي للشغل ومساندته ودعمه طعم مختلف ، في يوم مختلف، وفي ندوة إطارات نقابية مختلفة سرعان ما تحولت الى تجمع نقابي وعمالي حاشد ، ولم الغرابة فلقد تعود النقابيون ان يكونوا أكثر قوة ولحمة في الأزمات، وعصابات الردة ممن ساءها هذا الإشعاع المتواصل للاتحاد كانت تعتقد أنها بزجاجاتها الحارقة قادرة على حجب نور الاتحاد عن النقابيين والعمال فإذا بها تحرق نفسها بهذه الزجاجات وتزيد بحماقاتها و من عدائها السافر الدفين لمنظمتنا الشغيلة في صلابة الاتحاد وتوحد النقابيات والنقابيين حوله من كل حدب وصوب. هذه الحقيقة عبر عنها الأخ مصطفى مطاوع الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة بالتأكيد على ان ما حدث لعدد من دور الاتحاد فظيع وينم عن عمل بربري يرتقي الى درجة الجريمة ولكنه في كل الأحوال عمل جبان ارتكبته خفافيش الظلام ولن يؤثر في المسيرة النضالية للاتحاد، ستأخذ في قادم الايام نسقا تصاعديا لان الاتحاد لا يمكن ان يصمت بعد ما أبداه من رحابة صدر وضبط للنفس تجاه كل الاعتداءات المعنوية والمادية التي لحقت بالنقابيين وبمراكز السيادة النقابية. وأوضح ان الاتحاد العام التونسي للشغل من حقه ان تكون له بصمة في رسم الخارطة السياسة والحريات والدستور وأكد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة ان هناك أكثر من استحقاق اجتماعي يجب ان يكون على طاولة المفاوضات الاجتماعية. واستنكر الأخ مصطفى مطاوع في خاتمة كلمته بشدة الدعوات البغيضة الى القتل التي صدرت من عدة منابر المساجد التونسية بحق تونسيات وتونسيين وعدم تحرك السلط المعنية لإيقاف نزيف التكفير والترهيب . من جهته حرص عضو المكتب التنفيذي الوطني الأخ سمير الشفي ان يحضر الندوة ويشارك أحرار جهة سوسة وقفتهم التاريخية نصرة للاتحاد وتعلقا به وبمبادئه الخيرة. وبعد ان حيا الحاضرين بحرارة وضع الأخ سمير الشفي الندوة في إطارها مؤكدا على أهميتها باعتبارها تأتي في وقت تشهد فيه بعض دور الاتحاد هجمات بشعة منظمة عجزت وستعجز عن كتم النفس النقابي في منظمة ولدت من رحم النضال وتستمد قوتها من تلاحمها مع قواعدها في مختلف الجهات. وبارك الأخ سمير الشفي الحضور المكثف للإطارات النقابية وتجندها في سوسة للدفاع عن الاتحاد والإبقاء على رايته خفاقة ، مبرزا بوضوح ان المجتمع التونسي كان وسيظل من المجتمعات الوسطية التي يميزها الاعتدال ولا يستهويها التعصب والتشدد تحت تأثير الأيديولوجيات. وقال في هذا الباب ان الاتحاد العام التونسي للشغل الذي حرص طيلة تاريخه الحافل بالنضال على ان يكون على مسافة واحدة من كل الحساسيات السياسية وعرف بصدق مناضلاته ومناضليه ووطنيتهم كيف يؤطر الثورة الشعبية التونسية المجيدة ويحمي شبابها حتى سقوط الدكتاتور والدكتاتورية .