تحية للعامل البلدي عشية تصريح رئيس الحكومة المؤقت وبمناسبة عيد الجمهورية ... عيدهم عذابات الزمان لأجل الحياة والإنسان وكرامة الوجود الذي لا يخضع إلى من أوجد. من الألم للأم مسيرة الدم والعرق. نشيد العامل البلدي اليتيم في صخب أناشيد المؤتمر التاسع لحكومة حزب حركة النهضة المحكومة ببسط السياسي الموغل في هرسلة عيدك الذي لا حق لك أن تحتفل إلا بشرف مهنتك المهدور. هذا هو 25 جويلية ومن لم يحترق بناره ... فلا يقترب منه، انه عيد الجمهرية وما أدراك ما الجمهورية ... دم وضحايا ليستقيم الدم أبدا ... إما التحرر أو قيام الساعة. أن أتحرر أنا العامل البلدي من القهر والغبن والاضطهاد أو فليسقط المعبد علينا جميعا. الفقر للجميع أو الغنى لنا... والفناء . أنا العامل البلدي، أنا 25 جويلية . ولو لم أكن لما احتفل بي أحد ... وقبل أن يحتفل الآخرون بي لينسوني ما قدمت لهم في مخب عذابي...أصر أني أنا المعذب أحتفل بعيدي ... فتنحّوْا بعيدا... ودعوني أكون زوربا في السنة مرّة. أنا العامل البلدي . أنا صانع خبزكم وغدكم وأفراحكم... حين لا خبز لي ...ولا غد لي ... ولا فرح. أنا ضميركم حين تنامون في الفراش الوطني الفجاني، وحين تحلمون أنا ضميركم أيضا. أعذبكم في عيدي لأنكم أنتم ... ولأني أنا... دائما أنا أنظف وأمسح ... أبحث عن نظافة فقدت نظافتها ... وأبحث عن قلب بيع في مزاد عولمة السياسة القذرة اللانظيفة. أوزعها أولا لي .. وثانيا لي ودائما لي و25 جويلية عيد جمهوريتي . أوزعها في الأول والآخر لمن يقاسمني شقائي وبكائي ودعائي ورجائي .. عيد الجمهورية ... عيدي يسترد فيه عامل النظافة العامل المواطن، أي عامل في الأرض والسماء والجغرافيا، فرح مواطنة الكدح والفرح والكل والشقاء. هو عيد استثنائي والآخرون أعيادهم على مدار السنة بفضل دمعي ودمي وإهمال عيالي لأجلهم، ينكفئ فيه تجار الدين والرأسمالي ليحصوا مالهم وأرصدتهم التي جمعوها من عطالتهم وإهمالهم عيالهم لشؤون أخرى بالمجان وامتصاص الدماء وينبري العامل البلدي يتغنى بشرف ما بذل وأنتج ولم يجن إلا شرف الاحتفال وجدارة الوجود، لصوصية الرأسمالية والمتاجرة بالدين وشرف البلدي هوة سحيقة لا يمكن ردمها إلا بمزيد إصرار العامل البلدي على الحفر عميقا وبعيدا في الحياة لتستقيم الحياة للذي يسعى إلى تأمين حياة حرّة وكريمة، فالجدارة لا تكون إلا لعاشق الحياة، لا لعاشق استغلال العرق والدمع والتعب، وعشق الحياة تحدّ ... والتحدي إصرار ونضال وتشبث بغد أفضل وجمهورية أبهى وأرقى ... والتحدي صوت المنظف البلدي ... هذا الذي يلقبونه بالزّبّال، والمنظف يجرّ وراءه صندوقا أو يلهث في حرّ القيظ وراء جرّار، أو يصرخ وراء شاحنة جمع المنتوج المستهلك الملقى على قارعة الطريق أو في زوايا الأزقة المظلمة المهملة أو أمام عمارات مبنية بناء يدعو إلى الغثيان في أزمنة مختلفة وأوقات متغيرة ... يراه الجميع ويشاهده ولا يعرفه أحد... ولا يحييه أحد ولا يكلمه أحد ولا يرمي له أحد يحمل صبر أيوب وتحدي سيزيف وبين ضلوعه والترائب آلام وهموم وأتعاب لا تُحصى وأمراض لا تُسمع. يعمل في صمت وهدوء قاتليْن لتكون الشوارع والأزقة والعمارات والأنهج والمدن والبلاد جميلة ونظيفة لابن البلاد أكان ابن أمه أم كان وافدا أجنبيا. هذا الآخر المسكون بأنانية فجّة لا تلتفت لتعب الآخر العامل عموما والعامل البلدي تخصيصا. وهذا العامل مواطن أولا وإنسانا دائما... ويشترك ذلك الآخر مع العامل البلدي في المواطنة والانسانية ولكن لا يدرك الآخر أن هذا العامل البلدي أكثر إنسانية ... في دفئه زمن الشتاء الأبرد والرياح الغاضبة والأمطار النائحة وبين أحضان أغطية الوصف والسهرات العائلية المتلفزة وصبحيات وأمسيات المجلس التأسيسي المكيفة يكون العامل البلدي وحيدا، أعزل، يتيما يجمع ما تقيأت به موائد هذا الآخر وضميره الأناني وهمّه هذا الآخر أن ينهض صباحا وقد احتسى قهوته وتناول جبن فطوره ليجد المدينة في تفاصيلها نظيفة وجميلة ... يكسب عرقه بعرقه وجهده بجهده ويتحمل تعبه بمسؤولية وإنسانية فلا تحصل إلا على النّزر القيلي حين يجمع ذلك الآخر بين المال ونفاق السياسة واللامبالاة. هي ذي مناسبة بعد الهجمة المفبركة يحق للعامل البلدي أن يحتفل بوجوده وحضوره إنسانا مرفوع الهامة والقامة والكرامة، لا يعد تتسول ذلك ذلك الآخر... ولا يطأطئ رأسا إلا فقط للعمل حين يجمع فضلات ذلك الآخر...ليرفعه بعدئذ شامخا شموخ الصنوبر وتفاؤل السرّ والأخضر بالمستقبل للسواعد المجروحة الممتدة مقاومة لنفاق السياسي ولتجارة العرق في كل تلاوينها ولجحود الوطن... وإصرارا على التحدي. فيا عيد الجمهورية عشت عيدي ولا عيد لي سواك. توضيح على سبيل الإنارة نستغرب ما يتعرض له أعوان وعمال وإطارات البلديات وخاصة أعوان النظافة من هرسلة وتشكيك من بعض الأطراف المعلومة ديدنها إرباك القطاع البلدي الذي له علاقة مباشرة بالمواطن لمصالح حزبية ضيقة تستخف بالمواطن والرأي العام عموما وإخفاء المشاكل والحقائق التي تمرّ بها جلّ البلديات وهذا السلوك المستحق باستحقاقات المواطن في مدينة نظيفة ومقايضته بالاستحواذ على مختلف مفاصل الإدارة البلدية وخاصة النيابات الخصوصية وهي خطة اعتمدتها الحكومة في سياق محموم لتعكير الأوضاع وتأايب الرأي العام على عمال النظافة والنيابات الخصوصية خاصة المستقلة بقرارها وقد تجسد ذلك التصريح المبطن للسيد رئيس الحكومة المؤقت أثناء زيارته المعلن عنها فجئية يوم 14 جويلية 2012 صبيحة انعقاد المؤتمر التاسع لحزب حركة النهضة للمنطقة البلدية بالزهور وما يحمله توقيت هذه الزيارة من توظيف لمصالح سياسوية وما كثافة حضور وسائل الاعلام وخلايا النهضة لدليل على خلق مناخا مناسبا للبدء في تنصيب نيابات خصوصية تابعة لحزب السيد رئيس الحكومة وهذا التمشي يعكس إرادة لطمس واقع البلديات والتستر على الأوضاع الحقيقية ومسؤولية حكومة السيد حمادي الجبالي أمين عام حزب حركة النهضة وهي وحدها تتحمل ضعف آداء البلديات وعدم انضباط المواطن وتنامي ظاهرة البناء الفوضوي وما ينجر عنه من أطنان من الأتربة تلقى حيث شاء. إن الإجراءات الكفيلة بالنهوض بالعمل البلدي تتلخص كالتالي: - ترك المجتمع المدني المستقل لتسيير البلديات بعيدا عن التجاذبات السياسية والمحاصصة الحزبية. - التسريع بضخ الاعتمادات المالية الضرورية لاقتناء المعدات ووسائل العمل. - التسريع بانتداب إطارات وفنيين وعملة نظرا إلى محدودية الموارد البشرية وفي هذا السياق وإنارة للرأي العام أن عدد أعوان النظافة بالدائرة البلدية الزهور التي زارها السيد رئيس الحكومة المؤقت 43 عاملا يتحملون رفع فضلات ما يزيد عن 40 ألف ساكن(؟) عملة الجماعات المحلية والنظام الأساسي لسلك الكتاب العامين للجماعات المحلية . - على سبيل الخاتمة :