منذ عقود وصفاقس عاصمة الجنوب تعيش بثلاثة فصول فقط فهي محرومة من الصيف منذ أن إنقطعت سبل التواصل مع البحر الذي كانت شواطئه متعددة تأخذ القادم إليها بجمال تربتها و صفاء مياهها و أجوائها المنعشة وذلك قبل أن تفعل بها «آنبيكا» والسياب فعلتهما من تلوث فظيع أصبح مصدر أمراض خطير وفتاكة تعفن كذلك من جرائها هواء صفاقس ولدلك لم يعد لأهالي مدينة صفاقس من فرصة للتنزه والترويح عن النفس سوى التوجه إلى جزيرة لقضاء أمسية أو يوم أو بعض أيام بحثا عن الهواء النقي و البحر الرقراق الصافي . لذلك نرى هذه الجزيرة التي تعد 15000 ساكنا على إمتداد الخريف و الشتاء و الربيع تتحول إلى خلية نحل تعج بمعدل 150000 إلى 170000 في شهري جويلية و أوت خاصة. وبهذا الإرتفاع الجنوني لعدد الوافدين على الجزيرة يصبح العيش صعبا في هذه الفترة حيث ترتفع الأسعار بصفة لا تحتمل و يفتقد الخبز منذ الساعات الأولى من النهار أما عن الماء والغلال والخضر فحدث ولا حرج. إن أهالي مضيافون وكرماء يفرحون كثيرا يالضيف ولكن على حساب حياتهم اليومية ومقدرتهم الشرائية. فمتى يتصالح أهالي صفاقس مع شواطئ مدينتهم ويعودون إلى أيام زمان ومتى يتحقق ما وعدت به منذ عقود و يرى مشروع تبرورة خاصة النور وبصفة جدية ؟