تضم عمادة «السقي القبلي» من معتمدية المتلوي منطقتان فلاحيتان: منطقة السبسب والسقي القبلي تعودان الى 600 فلاح يملكون 6000 هك على وجه الملكية الخاصة و 4000 هك أراض اشتراكية ترجع الى العروش وقد طال الضرر 2000 هك وهو تضرر مباشر جراء سيلان مياه الفسفاط بصفة دائمة وهذه الاراضي الملوثة تتسع رقعتها بمرور الزمن وقد أتت على أراض فلاحية كان الاجداد والآباء يزرعونها قمحا وشعيرا وتوفر انتاجا محترما من نزول الامطار الى جانب اشتغال هؤلاء بتربية المواشي خاصة : الاغنام الماعز الابل وتضم القطعان اليوم 4000 رأس غنم وماعز تبقى مهددة بالموت نتيجة تلوث التربة والنباتات بالمواد الكيميائية تؤثر على اسنان الحيوانات هذه وسقوطها وتستهدف كذلك عظامها وعضلاتها. أما الابل فهي تقع في المنخفضات والأودية ذات السيلان الفسفاطي أو في البرك التي تحدثها هذه المواد الثخينة فتقع فيها وتستمر ولا يمكن انتشالها ويكون مصيرها الموت اضافة الى انقراض عديد النباتات في هذا الوسط الفلاحي زيادة على تقلص عدد الحيوانات البرية كالذئاب والثعالب والارانب وكانت هذه المنطقة فضاء يعيش فيه الحبارى والابل وحتى الغزال بجبل «الهرة» والشارب وقد قامت شركة الفسفاط منذ السبعينات وما بعدها بحفر آبار عميقة ذات دفع قوي ونقل هذه المياه من هذا الوسط وانطلاقا من الاراضي الفلاحية المذكورة الى مغارستها بكل من المتلوي والمضيلة لاستغلال ذلك في غسل مادة الفسلفاط. ثم تجفيفه وتم استنزاف المائدة المائية بشراسة وقد تم مد قنوات عملاقة لنقل هذه المياه اضافة الى مد خطوط كهربائية متفاوتة القوة والضغط على طول وعرض المنطقة وأمام هذا الوضع الواقعي لهذه الأراضي وخصوصياتها لابد من اعادة النظر في اعتبارها رصيدا يمكن ان تبعث فيه فلاحة متنوعة ومشاريع تنموية رائدة وذلك بالبدء في تهيئة هذه المشاريع باقامة دراسات من قِبل خبرات وكفاءات عالية من وزارة الفلاحة والبيئة تستهدف مخزونات هذه الاراضي في مستوى الرصيد المائي والتربة والبيئة وعوامل الانجراف ومظاهر المناخ ونوعية الزراعات التي تتماشى وهذه الاعتبارات اضافة الى فصائل المواشي التي يمكنها الوسط من العيش والتأقلم معه وما يمكن ان تقام على هذه الاراضي من زراعات علفية وكل هذا في نطاق مشاريع متكاملة يكون للدولة ولشركة الفسفاط دور في هذه الاستحداثات وهذا البحث وفي شكل فضاء فلاحي واعد تركز من خلاله مساكن لكل مجموعة لتأخذ شكل قرية فلاحية نموذجا تخلق قطبا تشغيليا جديدا في هذا الوسط المنجمي حتى لا يبقى له اعتماد أحادي في استغلال الفسفاط ويتحول هذا المحيط الى فضاء يرغب المواطن في الاستقرار والعيش والشغل الفلاحي وينبعث معه صناعة فلاحية ويصبح مركزا تتوازى فيه الفلاحة مع الفساد لتتسع القاعدة التشغيلية ونقصي الافكار الخاطئة التي كان يروجها المسؤولون القدامى مدعين ان الاهتمام بالفلاحة وتركيزها سيكون له أثر على النسيج العمالي حيث سيطلق ابناء المناجم الداموس وينخرطون في الفلاحة من جديد وتخسر شركة الفسفاط اليد العاملة واليوم وعند تكاثر البطالة بهذا الوسط لابد من بعث فلاحة تكون معاضدة للتنمية ومكملة للفسفاط.