لم يخطر ببال عمال وعاملات مؤسسة ليوني بالزهراء من ولاية بن عروس ان يصابوا بالحيرة والقلق في بداية هذه الصائفة وخلال شهر رمضان الكريم بالذات حيث فاجأتهم ادارة المجمع بضرورة غلق وحدة الانتاج بالزهراء وتوزيع العمال على وحدتي الانتاج بالمسعدين من ولاية سوسةوماطر من ولاية بنزرت بتعلة ان الحريف الوحيد لوحدة الانتاج بالزهراء قلص من طلباته بسبب الازمة الاقتصادية العالمية في قطاع تصنيع السيارات واضافت الادارة ان الحريف نبه إلى انه بامكانه تقل طلباته المتعلقة الى رومانيا اذا لم تجد مجموعة ليوني تونس مصلحة في التعامل معه بهذا الحجم المتقلص من الطلبات مع العلم ان وحدة الانتاج بالزهراء هي وحدة مختصة في صنع كوابل السيارات التابعة للحريف «فيات». الهياكل النقابية لم تبق مكتوفة الايدي حيث قاد الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس والنقابة الاساسية للمؤسسة سلسلة من جلسات التفاوض أولا كانت للتصدي لقرار العرف تسريح 200 عاملا وعاملة في خطوة أولى تفاديا لغلق الوحدة حسب قوله لكن باتت الحقيقة واضحة وجلية وهي الغلق وتحويل العاملين في المؤسسة الى سوسة او ماطر، هكذا وبكل بساطة وبعد ان بين العمال ونظموا حياتكم انطلاقا من موقع شغلهم في بن عروس، يأتي العرف ليدخل بلبلة في الصفوف ويقلب الاوضاع رأسا على عقب دون الاخذ بعين الاعتبار المآسي العائلية التي ستحل بعائلات العمال والاوضاع الاجتماعية الجديدة المترتبة عن هذا القرار الذي وضع مصلحة المؤسسة فوق كل الاعتبارات ونسي العلاقة الجدلية بين العامل ومورد رزقه فلا عامل دون مؤسسة ولا مؤسسة دون عامل ولاعطاء وانتاج وتحسين وصياغة وحيرته وكثرة همومه. الوضع الجديد الطارئ في وحدة الانتاج ليوني الزهراء بن عروس الى جانب التصور النقابي لايجاد الحلول الملائمة للوضعية الجديدة للوحدة المذكورة كان محور الندوة الصحافية التي نظمتها يوم الثلاثاء 7 أوت 2012 بدار الاتحاد نهج محمد علي بالعاصمة اشرف عليها الاخ بلقاسم العياري الامين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن القطاع الخاص وحضور الاخ محمد علي البوغديري الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس والاخ سالم سعد الكاتب العام للنقابة الاساسية وعدد من النقابيين. الاخ العياري استعرض مراحل التفاوض بين الاطراف المعنية مبينا ان المؤسسة لم تعان من مشاكل اجتماعية بل كان المناخ الاجتماعي سليما ولم يشهد المؤسسة اضطرابات اثناء الثورة ولا بعدها بل ان صاحب المجمع وعد باحداث وحدة في سيدي بوزيد لتشغيل الف عاطل عن العمل واستبشر النقابيون بذلك ولكن الى حد الآن لم يحدث شيء بل الذي حدث ان المجمع طالب بغلق فرع الزهراء موفى اوت 2012 وتوزيع العمال على وحدتي ماطر والمسعدين مما خلق حيرة وبلبلة في نفوس العملة والبالغ عددهم (600 عاملا). الاخ بلقاسم العياري اعتبر مطلب العرف تعجيزيا ولم يراع اوضاع العمال واستقرارهم العائلي مؤكدا ان الاتحاد العام التونسي للشغل لن يقف مكتوف الايدي وسيبحث عن التصور الملائم لوضعية ليوني الزهراء ولن يفرط في حقوق العمال وسيدافع على مورد رزقهم مؤكدا من جهة أخرى ان الحوار يبقى السبيل الامثل والافضل لمعالجة الوضع الجديد لوحدة الانتاج ليوني بالزهراء. من جهته دعا الاخ محمد علي البوغديري الامين العام للاتحاد الجهوي للشغل الحكومة الى التحرك من اجل ايجاد الحلول الملائمة لوضعية 600 عامل ومن ورائهم عائلاتهم سيجدون أنفسهم في بطالة لم يرغبوا فيها معتبرا ذلك كارثة اقتصادية واجتماعية بالخصوص حيث سيقف على تفكك اسرى وعائلي رهيب وضعية اذا لم تعالج بما يحفظ مصالح كل الاطراف ستكون نتائجها وخيمة خاصة أن بن عروس جهة صناعية تشغل مئات الآلاف من العمال بالفكر والساعد وهي جهة مستقرة وكانت دائما الى جانب الحوار والتفاوض مما جنبها الكثير من الهزات والاضطرابات. الاخ البوغديري دعا المشرفين على المؤسسة الى ان يكون لهم تفكير ايجابي من اجل انقاذ المؤسسة وضمان استقرارها وديمومة أدائها لوظيفتها الاقتصادية والاجتماعية البوغديري اكد ايضا على التجاوب الحاصل مع السلط الجهوية والحرص المشترك على دفع عملية التنمية والاستثمار الذي يوفر موارد الرزق الجديدة ويضمن مواطن الشغل الموجودة. من جهته اكد الاخ سالم الكاتب العام للنقابة الاساسية ان نية العرف كانت واضحة في الغلق منذ سنة 2010 عندما عرض التخلي عن الامتيازات والاتفاقية كما تأكد له ان النقابة لن تفرط في حقوق منظوريها خاصة مع الاختلاف في المكاسب بين الزهراء والمسعدين ذاكرا أن فرع الزهراء وقت تهميشه من خلال عدم تمكينه من أدوات العمل والانتاج مشددا على انه لم تكن هناك صعوبات اقتصادية تعاني منها وحدة الزهراء وشدد على تمسك العمال بحقوقهم ومكاسبهم مستعرضا المتاعب والصعوبات التي ستنجر عن قرار تحويل العمال الى وحدتي المسعدين وماطر وما خلّفه هذا القرار من حيرة وقلق في نفوس العمال الذين ضحوا منذ سنوات من اجل ان يكون موقع ليوني بالزهراء في مستوى تعهداته والايفاء بمتطلبات الحريف حسب المواصفات والمعايير المتفق عليها. ان الوضع في موقع ليوني بالزهراء يتطلب تضافر جهود كل الاطراف وجلبوها على مائدة الحوار والتفاوض لايجاد حل مناسب ومقبول للخروج من قرار الغلق الذي لم يراع الاوضاع الاجتماعية والانسانية ل 600 عامل لهم من الكفاءة والقدرة على تقديم افضل الخدمات والاعمال التي يتطلبها عمل وحدتهم وعلى العرف ان يعي ان العمال شركاء في المؤسسة لا مجرد قوة عمل لانهم جزء من المؤسسة والمؤسسة جزء منهم.