شنّ أساتذة المعاهد الإعدادية والثانوية إضرابهم المقرر ليوم الخميس 22 نوفمبر 2012 بنسبة فاقت 94 بالمئة فكانت أصدق من ادعاءات وزارتي التربية والشباب والرياضة وفي نسبتها العالية الحد بين الإشاعة المغرضة المشككة والواقع الذي جسّد التفاف القاعدة حول هياكلها النقابية. إثر الإضراب مباشرة تحول الأساتذة من داخل صفاقس ومن معتمدياتها إلى الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس حيث كان في استقبالهم أعضاء النقابة الجهوية للتعليم الثانوي وعلى رأسهم الأخ الكاتب العام عامر المنجة وبحضور مساند ومدعّم لهذه المحطة النقابية. الأخ محمد شعبان أكد في كلمته أن نجاح الأساتذة في إضرابهم يبرهم مرة أخرى اعتزاز هذا القطاع بمنظمته العتيدة وأنه جسم واحد لا يمكن لأي قوة معادية اختراقه أو حل صفوفه المتراصة ثم هنأ القاعدة الأستاذية بإضرابهم الذي يعتبر خير ردّ على الكائدين ودعاهم إلى مزيد اللحمة والانسجام والحفاظ على منظمتهم التي يتوهم البعض أن يصل في يوم من الأيام للنيل من سمعتها وتاريخها العريق. «الشعب» التقت بالأخ عامر المنجة الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي كي يقيم إضراب 22 نوفمبر 2012 والخطوط العملية الممكن اتخاذها مستقبلا فأجاب مشكورا: «يأتي الإضراب في ظرف استثنائي يتميز أساسا بنكوص وزارتي الإشراف عن تعهداتهما السابقة وإمضائهما على عديد محاضر الاتفاق مع النقابة العامة للتعليم الثانوي كما يأتي بعد أكثر من سنتين تعفف أثناءهما المدرسون عن كل مطالبة مادية واعتنوا فيهما بالشأن العام وبتأطير أبنائهم التلاميذ وحماية المؤسسة التربوية العمومية والامتحانات الوطنية. ولهذه الأسباب كان قرار الهيئة الإدارية القطاعية بالدعوة إلى الإضراب يوم 22 نوفمبر 2012 استجابة مطلقة لدى جميع منظوريها الذين وقفوا عند عديد الحقائق منها تلكؤ وزارة التربية وشرعية المطالب وتحولوا يوم الإضراب إلى جسم نقابي واحد صلب كالفولاذ دفاعا عن استحقاقاتهم وعن العمل النقابي المناضل، وقد كانت نتائج الإضراب بجهة صفاقس مشرفة جدا وتجاوزت 94 بالمئة رغم كل حملات التشكيك والتضليل التي سبقت موعد الإضراب والتي قام بها أناس لا علاقة لأغلبهم بالنضال قبل 14 جانفي 2011 والأنكى من ذلك أن من لم يضرب يتشدق بعديد الشعارات كالانتصار للمضطهدين ومهضومي الحقوق ويروج بدعا غريبة عن القطاع كالدعوة إلى أن الإضراب كان فوقيا وسياسيا والحال أن الجميع يعلم علم اليقين أن المطالب الوردة في اللائحة المهنية للهيئة الإدارية القطاعية تعكس الانتظارات العميقة للمدرسين ورغيتهم الجامحة في إصلاح المنظومة التربوية وإرساء هياكل ديمقراطية تساهم في تسيير المؤسسة التربوية العمومية وقد كان لإضراب جهة صفاقس مذاق خاص لأنه امتزج بما قام به المدرسون من مسيرة جابت شوارع مدينة صفاقس وعبرت عن ثوابت قطاع التعليم الثانوي في الدفاع عن فلسطين ونصرة أهالينا في غزة في وجه العدوان الصهيوني الغاشم. كما تجدر الإشارة أن أغلب اللوائح الصادرة عن الاجتماعات العامة طالبت بتصعيد النضال واقترحت إضرابا بيومين متتاليين في بداية شهر جانفي 2013 برفع سقف المطالب وبما يمكن المدرسين من العمل في ظروف مادية ومعنوية أفضل تسمح لهم بتحمل مسؤولياتهم التاريخية إزاء شعبهم ووطنهم. كما لا يفوتنا أن نثمن رفض المديرين تقديم قائمة اسمية في قائمة المضربين الأمر الذي أزعج وزارة الإشراف التي تريد إعادة إنتاج القديم. كما أننا نعتبر ردة فعل المديرين مستجيبة للحظة التاريخية ومتماهية مع دورهم التربوي بعيدا عن كل وشاية وتخريب نظرا لأن زملاءنا المديرين واعون أن مشاغل الأساتذة ومطالبهم هي مطالبهم في نفس الوقت.»