أبرزت الأحداث التي جدّت يوم 4 ديسمبر 2012 بمناسبة احياء الاتحاد العام التونسي للشغل للذكرى 60 لاغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد والتي هاجم خلالها معتدون مقر الاتحاد نهج محمد علي بالعاصمة والاعتداء على بعض أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وعدد من الاطارات النقابية وموظفي الاتحاد. هجوم سافر وبشع استهدف أكبر وأعرق منظمة نقابية عمّالية تونسية تلازم فيها البعد الاجتماعي بالبعد الوطني ليُشكّلا مبدأ أساسيا تأسست منه اجل هذه المنظمة العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل. هذه الهجمة الشرسة لرابطات حماية الثورة جعلت النقابيين يتصدّون وبقوّة لهذه المحاولات البائسة والفاشلة ولاتخاذ الاجراءات اللازمة دفاعا عن الاتحاد وعن حرمته وعن مكانته انعقدت في كافة الاتحادات الجهوية للشغل هيئات ادارية جهوية ترأسها الاخوة أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وكانت هذه الاجتماعات مناسبة للاطارات النقابية في الجهات للتعبير عن الالتزام بالدفاع عن الاتحاد والوطني ضدّ العنف الذي أصبح مُمنهجًا ومبرمجا له من قبل مجموعات لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالحرية ومحاولة الالتفاف على أهداف الثورة بعناوين مختلفة كما عبّرت اجتماعات الهيئات الادارية الجهوية عن تنديدها بمحاولات بعض العصابات جرّ البلاد إلى أتون العنف السياسي عبر الدعم الذي تلقاه الميليشيات والسكوت عن جرائمها في حق الاتحاد وباقي مكوّنات المجتمع. الهيئات الادارية الجهوية طالبت بحلّ ما يُسمّى برابطات حماية الثورة ومحاسبة المعتدين قضائيا ووضع حدّ لهرسلة النقابيين والتشكيك في نضالية منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل في محاولة لتركيعها وإلجام صوتها كما عبّرت الهيئات الادارية للاتحادات الجهوية للشغل عن تضامنها مع النقابيين المعتدى عليهم وتحميل الحكومة مسؤولية ما حدث يوم 4 ديسمبر 2012 بساحة محمد علي بالعاصمة داعية وزارة الداخلية إلى حماية مقر الاتحاد ومناضليه وعدم التهاون مع مرتكبي الهجوم والعنف الذي تعرّض له النقابيون. احداث 4 ديسمبر 2012 وما ميّزها من اعتداء مفضوح على الاتحاد العام التونسي للشغل شكّل فرصة للنقابيين لتمتين اللّحمة بينهم ودعم وحدتهم والتزامهم بالتصدّي لكل محاولات النيل من المنظمة الشغيلة ومن رموزها وروادها وسفهت أحلام المراهنين على الانقسام والتخريب. الاتحادات الجهوية للشغل نظّمت عدّة مسيرات سلميّة جابت أهم شوارع المدن ورفعت خلالها شعارات مُندّدة بالعنف ومتضامنة مع الاتحاد العام التونسي للشغل وقد شارك فيها العمّال والنقابيون ومكوّنات المجتمع المدني والاحزاب إلى جانب مشاركة عديد المواطنين الذين خَبِرُوا الاتحاد فوجدوه دائما منحازًا إلى قضاياهم وإلى الحق والعدل والمساواة وإلى الحريّة والديمقراطية والتعايش بين كلّ الأطياف في كنف احترام القانون واحترام الحريات الفردية والعامة.