كتاب شعريّ صدر عن دار افريقية للنشر سنة 2012 وصمّم غلافه حسام القرواشي، وقد امتدّ على 92 صفحة. مجموعة تغلب عليها نصوص التفعيلة وإن عثرنا على بعض قصائد النثر، وهي نصوص اشتغل فيها الشاعر على رؤية إيقاعيّة ضاجّة. نصوص زاخرة بالانفعال، سلسة لطيفة كعادة الشاعر. إذ يظلّ ينحت في اللغة ويجهد أن يكتب نصّا مختلفا يستوعب وعيه الشعريّ. نصوص يشتغل فيها الشاعر على لعبة المجاز والاستعارات دون إسراف أو تكلّف نكتشف معها قدرة الشاعر على تطويع اللغة كما يشاء. فكان نصّه حقلا تنضج فيه تلك اللغة ليقطفها الشاعر ويقدّمها ناضجة نديّة فوق طاولاتنا. وهو لا يفتأ يجرّب ويخوض غمار قصيدة النّثر معلنا أنّ الشعر لا يركن إلى معيار واحد وإنّما هو متعدّد تعدّد الصوت الشعريّ ذاته. هي نصوص يتداعى فيها الشاعر ويغلّف تداعيه هذا بقشور البرتقال وبمساءات النفيضة الهادئة. نصوص لا صخب فيها، لا ميترو، لا ضجيج للمدينة، لا لمشاحنات المخمورين في نهج مارسيليا، لا خنازير بريّة تركض في سهول تَكْرونة... نصوص صاخبة أثناء اللّعب اللغويّ فحسب.