من المنتظر ان يعقد المنتدى الاجتماعي العالمي دورته القادمة بتونس خلال شهر مارس القادم، وسيشارك فيها آلاف المندوبين من مختلف دول العالم وسيتناولون عديد القضايا التي تشغل العالم اليوم ومنها قضايا السلام والقضايا الاقتصادية والاجتماعية ومحاور التنمية والبيئة والمرأة والهجرة والمسائل الثقافية والحضارية، كذلك ستقوم اللجنة التونسية المكلفة بتنظيم المنتدى بتنظيم أنشطة خاصة الى جانب الأنشطة التي ستنظمها الوفود المشاركة والتي من المنتظر ان تكون بالمئات علاوة على ذلك سيكون الافتتاح عبر مسيرة ضخمة، أما في اليوم الأخير ستنتظم مسيرة أخرى ستهتم بمحور معيّن ومن الممكن ان تهتم بقضية المرأة أو القضية الفلسطينية. المنتدى الاجتماعي العالمي هو الاجتماع السنوي الذي يعقده أعضاء الحركة العالمية لمناهضة العولمة بهدف تنسيق حملاتهم العالمية، وتبادل وتطوير المعلومات حول الاستراتيجيات التي يعملون وفقها، إضافة إلى التعارف فيما بين الحركات الناشطة في مختلف أنحاء العالم وماهية القضايا التي يتبنونها. دورات المنتدى دأب هذا المنتدى على الانعقاد في شهر ديسمبر وهو الموعد الذي يجتمع فيه «منافسها الرأسمالي الأكبر» في دافوس، سويسرا، وهو«المنتدى الاقتصادي العالمي» وليس في هذا التوافق الزمني أي مصادفة، اذ تم اختيار الموعد بسبب الصعوبة المتوقعة لتنظيم التظاهرة في دافوس، ومحاولة للتأثير على التغطية الإعلامية للمنتدى الاقتصادي العالمي في وسائل الإعلام. ساهم المنتدى الاجتماعي العالمي بتأسيس الكثير من المنتديات، منها المنتدى الاجتماعي الأوروبي، والمنتدى الاجتماعي الآسيوي، والمنتدى الاجتماعي المتوسطي، وكثير من المنتديات الاجتماعية المحلية والوطنية مثل المنتدى الاجتماعي الايطالي ومنتدى ليفربول الاجتماعي ومنتدى بوسطن الاجتماعي. وقد انعقد أول منتدى اجتماعي أمريكي في ولاية أتلانتا في جوان عام 2007. وتلتزم معظم المنتديات الاجتماعية، إن لم نقل أجمعها، بميثاق المنتدى الاجتماعي العالمي. في عام 2006 انعقد المنتدى الاجتماعي العالمي في مدن مختلفة حول العالم، مثل كراكاس في فنزويلا وباماكو في مالي وكراتشي في الباكستان ونيروبي في كينيا. المسار التاريخي انعقد المنتدى الاجتماعي العالمي الأول في الفترة ما بين 25 و30 جانفي 2001 في مدينة بورتو اليغري بالبرازيل وقد أشرفت على تنظيمه مجموعات مشاركة في حركة العولمة البديلة، منها الرابطة الفرنسية الداعية لفرض الضرائب على التحويلات المالية لمساعدة المواطنين، والمسماة أتاك. وقد شاركت حكومة بورتو اليغري في رعاية ذلك المنتدى بقيادة حزب العمال البرازيلي (PT). آنذاك كانت المدينة تجرّب نموذجاً مبتكراً للحكومة المحلية اتحد فيه التمثيل التقليدي للمؤسسات مع مشاركة التجمعات الشعبية، وقد حضر المنتدى نحو 12,000 شخص من مختلف بقاع العالم، في وقت شهدت فيه البرازيل لحظة تحول أدت فيما بعد إلى فوز مرشح حزب العمال البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا بمنصب الرئاسة. عقد المنتدى الاجتماعي العالمي الثاني في بورتو اليغري ما بين 31 جانفي و5 فيفري من عام 2002، وحضره أكثر من 12,000 مندوب رسمي يمثلون شعوب 123 بلدا، إضافة إلى 60,000 شخص حضروا 652 ورشة عمل و27 من المحادثات. أما المرة الثالثة التي انعقد فيها المنتدى الاجتماعي العالمي فكانت ايضا في بورتو أليغري في جانفي 2003 انتظمت فيها الكثير من ورشات العمل، منها ورشة عمل تحت عنوان «الحياة بعد الرأسمالية» وقد تركزت المناقشة على اقتراح لا شيوعي ولا رأسمالي، بل خيارات تشاركية لمختلف مظاهر البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية حيث كان اللغوي المشهور «نعوم تشومسكي» من أبرز المتحدثين في ذلك المنتدى. وانعقد المنتدى الاجتماعي العالمي للمرة الرابعة في بومباي، الهند، من 16 حتى 21 جانفي 2004 وكان من المتوقع أن يبلغ عدد الحاضرين 75،000 لكن العدد تجاوز ذلك ببضعة آلاف ليكون من التنوع الثقافي أحد أبرز جوانب المنتدى وتعلقت أبرز القرارات التي اتخذت بالبرمجيات المجانية. المنتدى الاجتماعي العالمي الخامس انتظم عام 2005 في بورتو أليغري، في البرازيل ما بين 26 و31 جانفي. وقد حضره قرابة 155,000 من المشاركين المسجلين في المنتدى، معظمهم من البرازيل، والأرجنتين، والولايات المتحدة، والأوروغواي وفرنسا، خلاله أصدر عدد من المشاركين في المنتدى بيان بورتو اليغري. المنتدى الاجتماعي العالمي السادس «المتعدد» التأم في جانفي سنة 2006 في كراكاس بفنزويلا وباماكو في مالي ومن ثم في مارس في كراتشيالباكستان، وقد تم تأخير انعقاد المنتدى في باكستان بسبب زلزال كشمير الذي ضرب المنطقة قبيل موعد المنتدى. المنتدى الاجتماعي العالمي السابع التأم في نيروبي عاصمة كينيا في جانفي 2007. حدود وانتقادات تعرض المنتدى الاجتماعي العالمي لانتقادات عدة، خصوصا من الأحزاب الاشتراكية والشيوعية التي تعتبر انه لم ينتج سوى القليل من الأفكار العملية الى جانب انه يركّز على بعض الانتقادات العامة والغامضة ضد الاستعمار والليبرالية الجديدة. من ناحية أخرى يرى البعض، خاصة جماعات الفوضويين أو الثوريين أن المنتدى الاجتماعي العالمي يحاول أن يتصرف كما لو كان مركزاً لصناعة القرار نيابة عن جماعات منشقة أو معارضة، مثلما تصرف الشيوعيون الدوليون فيما سبق. وكثير من المشاركين في المنتدى الاجتماعي العالمي قد يجيبون بأن المنتدى ليس هيئة متخصصة بإصدار القرارات، بل هو مكان لتداول الشؤون العامة والتشاور في أمرها. كما ظهر انتقاد آخر أكثر شيوعاً من السابق لكنه يسير في الاتجاه المعاكس، ومفاده أن الجماعة لم تحدد إجراءات محددة يتم بموجبها إجماع على رأي محدد أو بيانات التأييد.