كيف؟ لماذا؟ متى؟ أين؟ لرفاق شكري اجابة ولأعدائنا، أعداؤه أعداء الوطن اجابات للمولعين بالتدقيق في حيثيات الجريمة متّسع من الوقت لتخيّل شكل الجُناة وللرفاق تسبق الاكتواء بما انغرس في صدر الوطن من غلّ الحقد والغدر. التاريخ: 6 فيفري هكذا يسبق الخونة ذكرى الاحتفال بشهداء 8 فيفري بساقية سيدي يوسف كل على طريقته «يحتفل». الفاعل: أحد المتسلّلين من غابر الأزمنة الى مخيّلة تخيّلت في خطة شاردة شرود أنها عانقت الحياة وطلّقت مرض التفرّد بعشق الامانة. رحل شكري وما عدا ذلك فتفاصيل قد تليق بهواة تجميع مكائد التاريخ ومكره. رحل شكري وما اكتمل بعدُ النّشيد فهل نكمل نحن النشيد؟ هل؟ رحل شكري. لم يبكه أحد. وهل تبكي الأم يوم زفاف ابنها؟ أبدا أبدا أبدا. ويعرف الشعبُ كيف يكرّم شهداءه. ويعلّمنا الشعب كيف نضمّد الجرح لتسمو على الجرح وعلى دم الشهيد لا نساوم أبدا لن نساوم. وليس لنا إلاّ ان نقاوم لم اشاركك يوما رأيا ولم أبادلك فكرة. ورغم ذلك، وربّما لذلك سأهيم بما إليه دعوت واليه تُقْت ومن أجله استشهدت وفيه أوغلت ودْبتَ. لم يبكك أحد لأنّ البكاء صغَارٌ ومذلّة. ومن لم يعرف للاستشهاد طعما أُلبس ثوب الذلّ والصَّغَار. لستَ شريدا أنت فقط مصاب بداء عضال لست طريدا، ألم يعمّدك الكلّ شهيدا؟ ألم تر النّخل يمشي؟ واقفا يمشي يوغل في وعْر المسالك ودوما يمشي. لم يبكك أحد لأنّ أمّ الشهداء حملت عنّا وزْر اللحظة وأعلنت في القبائل ميلاد عرس صدًّا لهاجس المأتم. كم دفع شكري لجحافل المشيّعين؟ لنترك للمتيّمين ببدعة الافتاء بالايغال في نسق الظّلمة. ولنمض نحن في التنقيب عن بريق الفرحة في رحاب العتمة رحل شكري في رحلة بحث عن حقيقة دائمة، عن فرحة حزينة، عن حلم مكلوم، عن يوميات جرح دامٍ. فحذار! الشهداء لا يموتون كلّما لُجم هوى صاحوا نحن قادمون موتوا شهداء لكي نتقبّل فيكم العزاء. هل كان يجب ان يتحوّل الاغتيال من تعقّب موصوف إلى تنفيذ منصوص حتّى يمنّ علينا «الحكّام» بباهت العزاء إخفاءً لبليد الرّثاء؟ لن نقول لك الوداع. تونس لا تودّع حرّاسها فهي على موعد دائم مع عشّاقها فقط لا تنْسَ الوصيّة. بلّغْ شهداءنا بعضا من بنود الوصيّة: ليس لنا ما عليه نساوم على جراحنا لن نساوم فكيف لا نقاوم؟