قرّرت المحكمة الابتدائية بتونس يوم 26 فيفري 2013 بطلان الاجراءات بخصوص القضية المرفوعة ضد الأخ محمد المنجي بن مبارك الكاتب العام للجامعة العامة للبريد والاتصالات. القضية تتمثل في رفع 53 مهندس ذوي عقود خيالية الأجر قضية في الثلب والادعاء بالباطل والشتم ضد الاخ المنجي بن مبارك وهم المعنيين بتطبيق اتفاق 9 فيفري 2011 وتحديدا الفصل 10 وتقديمهم لعريضة دعوى ضد الاخ الكاتب العام اثر تصريحات تلفزية في وقت سابق حول قضية المهندسين ذوي الأجور الخيالية. وعلى أساس هذه الدعوى تمت دعوة الاخ المنجي بن مبارك للمثول امام المحكمة يوم 7 فيفري الفارط قبل ان يتم تأجيلها ليوم 25 فيفري والتصريح بالحكم يوم 26 من الشهر نفسه. مئات الأسئلة تطرح حول هذه القضية وتعمّد المهندسين ذوي الأجور الخيالية تقديم عريضة دعوى ضد الأخ الكاتب العام للجامعة العامة ومحاولتهم تحويل اهتمام الرأي العام من ملف الفساد في اتصالات تونس الى مجرّد قضية تعبير عن الرأي او حرية صحافة. و اعتبر الأخ المنجي بن مبارك ان القضاء قد أنصفه أمام محاولة يائسة لتشويهه وتشويه المنظمة الشغيلة معنويا وماديا وتحويله من مدافع عن مقاومة الفساد بالشركة الى ثالب، واكد لنا انه بدوره سيتقدّم بقضية حول هذه المسألة بالذات، اي ملف اصحاب العقود خيالية الأجر مصحوبا بالوثائق اللازمة والدامغة التي تثبت التجاوزات ونهب المال العام كما ان له وثائق تثبت قضية الثلب في شخصه وفي المنظمة الشغيلة وأمينها العام السابق. إرادة سياسية تحجب الفاسدين والفساد وللتذكير فان الاخ المنجي بن مبارك كان استدعي في برنامج تلفزي حول الموضوع وحاول خلالها توضيح وتفسير بنود اتفاق 9 فيفري 2011 وخاصة تلك البنود التي يعتبرها الجميع أنقذت شركة اتصالات تونس ومن بينها بنود الخوصصة وتسريح الأعوان والمناولة وذكّر في البرنامج ذاته بحيثيات تكوين لجنة التدقيق المشتركة بين الطرف النقابي والإداري في جميع الصفقات، وهي اللجنة التي قامت بمجهودات كبيرة وتوصلت الى نتائج مهمة بخصوص ملفات عديدة تدين البعض من الذين تقدّموا بعريضة الدعوى... لكن للأسف، وتحت ضغط الشريك الامارتي تم ايقاف نشاط هذه اللجنة وقبر أعمالها، كذلك، وبإرادة سياسية من السلط القائمة لم يتم تقديم الا ملف واحد في الفساد الى الدوائر القضائية وهذا طبعا ما يفسّر شجاعة أصحاب الأجور الخيالية وتقديمهم لعريضة الدعوى ضد الأخ الكاتب العام، وهذا ما يطرح كثير من الأسئلة بشأن الصمت المريب والمشبوه أمام قضايا الفساد باتصالات تونس...