تحت إشراف قسم العلاقات العربية والدولية والهجرة وقسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي وقسم المرأة والشباب العامل والجمعيات احتضنت مدينة الحمامات يومي 20 و 21 فيفري 2013 أشغال الندوة التحضيرية لمشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل في أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي تونس 2013 بحضور العديد من المشاركين والمشاركات. في مستهلّ الندوة قام الأخ مصطفى بن احمد بتقديم برنامج الندوة مرحبا بالضيوف والمشاركين قبل ان يحيل الكلمة للأخ عباس الحناشي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بنابل فقد ذكّر بمشاركة النقابيين والنقابيات وحضورهم البارز في المنتديات السابقة سنوات الجمر، منوّها بالشرف الذي نال المنظمة بالمشاركة في تنظيم المنتدى في تونس بعد أن طاف عديد البلدان الإفريقية والآسيوية واعتبر أن استضافة تونس الثورة للمنتدى يشكّل حدثا بارزا يجب على النقابيين وعموم منظمات المجتمع المدني جميعا العمل على إنجاحه. السيد «إميل ليزار» المسؤول في مؤسسة «فريدريش ايبارت» أكّد على دور الاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة وطنية لها ثقلها وإشعاعها الوطني والدولي. واعتبر أنّ ذلك ما دفع مؤسسته لإقامة شراكة معه وفتح مكتب لها في تونس منذ 1988 ايمانا منها بضرورة دعم مبادئ الديمقراطية الاجتماعية والدفاع عن العمل النقابي والحقوق الاقتصادية والاجتماعية. ودعما للاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة تقوم بدور كبير وهام من اجل ترسيخ قيم الديمقراطية والتضامن والتسامح وتحقيق السلم الاجتماعي والدفاع عن القضايا العادلة عموما، وذلك منذ انبعاثه. تنظيم المنتدى حلم راود النخب النقابية والحقوقية ومكونات المجتمع المدني التونسي. الأخ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي استهل مداخلته بدعوة الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت ترحما على روح شهيد الوطن المناضل شكري بلعيد الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد وفقيد الأسرة النقابية المناضل علي الزارعي عضو الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد. وعبر عما يخالج شعور كل التونسيين من نبذ للاغتيالات السياسية والتهديدات التي تطال المناضلين من سياسيين ونقابيين وإعلاميين وحقوقيين واعتبر أنّ الاغتيالات تستهدف ثورة الكرامة والحرية التي ضحى من أجلها الشعب التونسي وشبابه بالخصوص من اجل إرساء مجتمع يقوم على الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية. ووجّه الأخ الأمين العام دعوة صريحة لتضامن جميع القوى الديمقراطية فيما بينها من اجل إنقاذ البلاد وحماية أهداف الثورة ومقاومة مظاهر العنف والإرهاب، والذي يرمي أصحابها إلى إسكات الأصوات المناضلة والمعارضة والرأي المخالف وقمع حرية التعبير وفرض نمط مجتمعي وطريقة عيش معينة. واعتبر الأخ الأمين العام أن تنظيم المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس أيام 26 – 30 مارس 2013 هو حلم راود النخب النقابية والحقوقية ومكونات المجتمع المدني التونسي منذ انطلاقته باعتباره جاء في اتجاه خلق تيار اجتماعي عالمي لمواجهة هيمنة السياسات «النيوليبرالية» القائمة على الاحتكار وضرب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وخاصة الحقوق الشغلية للعمال والفئات الاجتماعية وضرب الحق النقابي وإضعاف النقابات وفرض نمط تنمية غير متوازن وغير متكافئ يعمّق الفوارق بين الدول والطبقات واعتبر المنتدى الاجتماعي بمثابة فضاء عالمي لتبادل الأفكار وخلق تصورات وبدائل ديمقراطية تضمن حقوق الشعوب وترسخ قيم العدالة الاجتماعية ومبادئ التسامح والسلم بين الشعوب. كما أشاد بصمود الحركة النقابية وتعلقها بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين والمواطنات والدفاع عن مصالح العمال والعاملات. واعتبر أن تونس ليست بمنأى عن التطوّرات العالميّة على مستوى التشريعات الشغلية التونسية. ورشات ولجان لبلورة برنامج المشاركة النقابية في المنتدى أشغال الندوة التحضيرية لمشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل في أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي – تونس 2013 تواصلت بعد الافتتاح لتفسح المجال لمجموعة من الورشات التي أثثها مجموعة من النقابيين والنقابيات وقد قسمت إلى ورشة حول الحقوق والحريات النقابية والتضامن النقابي الدولي، ورشة حول دور النقابات في الانتقال الديمقراطي، ورشة حول الاقتصاد الاجتماعي (تعريف الاقتصاد الاجتماعي، تشخيص واقع الاقتصاد الاجتماعي (دوليا ووطنيا)، العلاقة بين الاقتصاد الاجتماعي والعمل النقابي) وورشة حول النقابات والهجرة. في اليوم الثاني للندوة تم تقسيم المشاركين والمشاركات على مجموعة من اللجان اهتمت: لجنة الشباب العامل، لجنة اللوجستيك، لجنة المحتوى والبرمجة، لجنة الإعلام والتعبئة، لجنة الثقافة ولجنة المرأة. وقد انتهت هذه الورشات واللجان إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات وضعتها على ذمّة لجنة التنسيق النقابيّة للمنتدى الاجتماعي العالمي لصياغة البرنامج النهائي لمشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل أهمّها: إحداث قرية نقابية تكون فضاء لالتقاء النقابيين والقيام بالعديد من الأنشطة الاستعراضية والفكرية. ايلاء الثقافة جانبا هاما من الأنشطة النقابية. ترويج الكتب والمنشورات الصادرة عن الاتحاد العام التونسي للشغل وباقي النقابات. التفكير في فضاء لاحتضان أنشطة الأطفال. شعار المنتدى «تونس أخرى ممكنة» وعنوانه «الكرامة» «عالم آخر ممكن» هو شعار المنتدى الاجتماعي العالمي أمّا شعار المنتدى الذي ستحتضنه بلادنا فهو « تونس أخرى ممكنة» وعنوانه « الكرامة». وهو ما يحمل جميع الأطراف المشاركة فيه مسؤولية كبيرة في العمل على إنجاحه من اجل فرض صوت المهمّشين على كل الاقتصاديين من اجل اعتماد منوال اقتصادي آخر يقضي على الحيف الاجتماعي وبالتالي مزج الاجتماعي بالاقتصادي للقضاء على كل أشكال الهيمنة والارتهان وإيقاف المد الليبرالي المتوحش والمضطهد للشعوب، وذلك من خلال المكانة التي يحتلها المنتدى الاجتماعي العالمي والتي تجعل منه أداة هامة في مواجهة المد «النيوليبرالي».