قرر حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد رفع قضية اغتيال الشهيد الوطني شكري بلعيد أمين عام الحزب الى مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة، وأكد زياد لخضر عضو المكتب السياسي أن هذه الخطوة تأتي على خلفية «التراخي مع ملف الاغتيال ومحاولات طمس معالم كشف الحقيقة». من جانبه أفاد محمد جمور الأمين العام المساعد بالحزب بأنه تم الأسبوع المنقضي الاتصال رسميا بالمفوضية العليا لحقوق الإنسان بجنيف لإطلاعها على تطورات ملف اغتيال المناضل بلعيد وإشعارها بمخاوف الحزب وتحفظاته على الطريقة التعاطي مع القضية مؤكدا أن مكتب المفوضية بتونس التزم بمتابعة هذا الملف. وأضاف زياد الأخضر أن ذلك يأتي بعد ما صرح به علي العريض خلال الندوة الصحافية الأخيرة التي عقدها من محاولة لتوظيف ملف قضية شكري بلعيد لصالحه سياسيا وهو أمر مرفوض تماما، وبعد الكم الهائل للتسريبات حول ملابسات القضية وفي جزء منها محاولات لطمس الحقيقة والمصادر ليست ببعيدة عن أروقة وزارة الداخلية. من جانب آخر تساءل حول ملف فتحي دمق الذي تم غلق الأبحاث فيه بشكل مسرع رغم أن الملف كان يشير بالأصبع الى الشهيد، وقد تم غلق الأبحاث دون النظر في علاقة هذه القضية بملف اغتيال شكري بلعيد. كما أوضح زياد الأخضر أن شوقي الطبيب عميد المحامين كان قد وجّه رسالة الى وزارة الداخلية، منبها أن هناك من يترصد شكري بلعيد أياما قبل اغتياله، غير أن هذه الوزارة لم تأخذ بعين الاعتبار هذا التنبيه، كما أن وزير الداخلية اعترف أن شكري بلعيد كان محل ترصد قبل 5 أيام من اغتياله وأن وزارة الداخلية كان لها علم بذلك. واتهم الأخضر قيادات النهضة بالتواطؤ وبشكوك وقوفها وراء هذه القضية معتبرا جريمة الاغتيال جريمة سياسية وجريمة دولة، مذكرا بتصريحات قيادات النهضة بعد أحداث سليانة الشهيرة والتي اتهم بلعيد وحزبه بالوقوف وراءها. وكان ذلك في ندوة صحافية عقدها حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وتناولت اخر مستجدات كشف اللبس عن قضية اغتيال شكري بلعيد والتطرق لبرنامج أربعينية الشهيد شكري الذي بلعيد وأيضا موقف الحزب من الحكومة التي شكلها علي العريض أخيرا. الحكومة فاشلة وعن الحكومة المشكلة حديثا، اعتبر محمد جمور أن الحكومة التي يرأسها علي العريض هي حكومة يرأسها أحد عناوين فشل الحكومة السابقة لأن علي العريض فشل في تحقيق الأمن للتونسيين وكانت اجراءاته وسياساته تعمل من أجل وضع يد حركة النهضة على وزارة الداخلية وعلى مختلف مفاصل الدولة. «كما أن لوزارة الداخلية مسؤولية قانونية ازاء اغتيال شكري بلعييد وهناك تواطؤ وتهاون مع المجرمين، إضافة الى أن علي العريض تهاون مع مليشيات حماية الثورة التي لم تتوان في تعطيل نشاطات الأحزاب» حسب ما جاء على لسان جمور مضيفا، «علي العريض تهاون مع الذين يقفون وراء هدم قبب الأولياء كما تهاون مع تهريب الأسلحة وتسريبها للبلاد». ومن جانبه اعتبر زياد لخضر أن نور الدين البحيري منسق الحكومة الجديد وزير العدل سابقا هو عنوان جديد لفشل هذه الحكومة نظرا إلى ما اقترفه هذا الأخير من تسميات وتثبيت لموالين لحركة النهضة، وقال لخضر « المسؤول عن التجهيز بوزارة العدل مسؤول عن الجهاز السري لحركة الاتجاه الاسلامي سابقا النهضة حاليا» حكومة إنقاذ وطني وأشار لخضر إلى شجاعة عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع المستقيل ووطنيته وذلك لرفضه أن يكون ضمن الطاقم الحكومي الجديد معتبرا أن تونس في حاجة الى حكومة مستقلة تحقق المطالب الديمقراطية والاجتماعية التي ترتقي إلى مستوى طموحات المواطنين. ووصف لخضر الحكومة الجديدة بالحكومة «الرجعية المأزومة التي تعيش عزلة سياسية وتقلصا في مستوى الشعبية والامتداد الجماهيري» واعتبر أن حركة النهضة تعتمد على روابط حماية الثورة بعد أن عمل رموز من الحركة على تشكليها، وأيضا على الذراع السلفي حيث أن هناك مجموعات سلفية متداخلة مع حركة النهضة». واعتبر لخضر أن الحل يكمن في تشكيل حكومة انقاذ وطني وهو ما تشترك حوله مختلف القوى السياسية في تونس ماعدا الترويكا وبعض أصدقاء حركة النهضة، وأكد أن مؤتمر الانقاذ الوطني يجب أن يتنزل في مستوى مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل، ولكن أشار لخضر الى أن النهضة غير مستعدة للتخلي عن الحكم متهما راشد الغنوشي بأنه هو من يقود البلاد. نقد لاذع من جانب آخر واجابة على تصريح أفاده راشد الغنوشي لإحدى القنوات الاخبارية العالمية مؤكدا أن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد حزب صغير يريد أن يكبر على حساب حركة النهضة، انتقد زياد الأخضر الغنوشي وقال « الغنوشي كان يطبع جريدته عام 1978 بمقرات الحزب الاشتراكي الدستوري الحاكم آنذاك واعتبر أحداث 1978 التي شارك فيها الوطنيون الديمقراطيون انتصارا للشعب اعتبرها تحركات بين الكفار، وأيام كان الوطنيون الديمقراطيون يناصرون تحركات الحوض المنجمي 2008 كان الغنوشي يقترب من نظام بن علي». وقال لخضر «حزب الوطنيين الديمقراطيين صغير في الأموال لا ينتظر العطايا من دول البترو دولار الرجعية ولا يتمسح على أعتاب السفارات الأمريكية ويناضل ضد سياسات الالحاق والتبعية وكبير بمقترحاته وعطاءه وشهداءه ومنهم «زلوز وعمران المقدمي الذي استشهد في فلسيطن وأيضا شهيد الوطن شكري بلعيد» وتضحيات أبنائه ووقوفهم الى جانب الشعب التونسي وطموحاته في الانعتاق والتحرر والتقدم».