رجاء بن سلامة باحثة وكاتبة حاصلة على شهادة التبريز والحضارة العربية درست التحليل النفسي بفرنسا كما تعمل رئيسة تحرير لمجلة «الأوان», هي أيضا احد الأعضاء المؤسسين لرابطة العقلانيين العرب ولجمعية «بيان الحريات بفرنسا» وللجمعية الثقافية التونسية للدفاع عن اللائكية». ضيفتنا اليوم نموذج للمرأة المثقفة التي لها فلسفتها الخاصة وقراءتها النقدية للواقع تحاول تشخيص ما يحصل من خلال قراءتها التي قد تختلف عن بقية القراءات إن حدثتها عن السياسة تجدها ملمة بالمشهد الحالي وان سألتها عما أثارته مسألة التكامل بين المرأة والرجل من جدل فإنك ستجدها مدافعة شرسة عن الحريات وبالأخص عن حقوق المرأة ومكتسباتها. جريدة الشعب اختارت ان تصافح في هذا العدد رجاء بن سلامة فكان لنا معها الحوار التالي: هل يمكن الاقرار بأن مكاسب المرأة في تونس مهددة من طرف مشاريع متطرفة؟ - بعض مكاسب المرأة مهدّدة على المدى البعيد، خاصّة في ما تعلّق بالحقّ في تنظيم النّسل، نتيجة التّخلّي عن مراكز تنظيم النّسل والإيديولوجيّة اليمينيّة التي يحملها رجال ونساء حزب النّهضة، فهم يقفون ضدّ الإجهاض وزعيم النهضة نفسه يعتبر تحديد النّسل في عهد الزّعيم بورقيبة نوعا من الإبادة الجماعيّة. الآن هم صامتون، لا يدافعون عن هذه الرؤى إلاّ باحتشام، فميزان القوى ليس في صالحهم. والحريات الخاصّة أيضا مهدّدة، إذا ما واصل بعض رجال الأمن تعويض القانون المدنيّ بما يعتبره بعضهم شرعا إلهيا. نادى الجميع بحلّ رابطات حماية الثورة باعتبار انها نواة أساسية للعنف ماهو موقفكم ؟ - ناديت وسأظلّ أنادي بحلّ هذه الرّوابط التي ثبت تورّطها في قتل لطفي نقض، وفي اعتداءات 9 أفريل 2012، وفي الاعتداء على المنظّمة الشّغيلة وفي كلّ أحداث الشّغب التي تهدف إلى إعاقة اجتماعات الأحزاب المعارضة. يجب أن تحلّ هذه الروابط، ويجب أن يوقّع حزب النهضة وثيقة التعامل السلمي بين الأحزاب ويعمل بها. إنه الحزب الوحيد الذي لم يوقّع ميثاق الشرف هذا ضدّ العنف. ما معنى التظاهر ضدّ عقد حزب معترف به لاجتماع؟ ما معنى هذا إن لم يكن محاولة لفرض نتيجة الانتخابات القادمة بالعنف؟ ماذا يفعل الوهابيون بالتوانسة اليوم بعد أن خرجوا من جحورهم هل سيرحلون ؟ أم سيعمرون خاصة مع الدعم المادي والمعنوي من بلدان البيترو دولار ؟ - أطالب بمراقبة سيل الأموال المتدفّقة على الجمعيات الخيريّة ذات الطّبيعة السلفيّة. أطالب بتطبيق قانون الجمعيّات الصّادر بعد الثّورة. أنا أترأس جمعيّة وأعلم عن كلّ تمويل خارجيّ يصلنا، مهما كان بسيطا، احتراما للقانون. لكن الجمعيات الخيرية لا تعمل بالقانون ويكتنف تسييرها الكثير من الغموض. هل يوجد وهّابيّون توانسة؟ - خلقوا ظاهرة لا يمكن أن تنتجها البيئة التونسيّة. خلقوها بقوّة المال وبقوّة غسل الأدمغة. هؤلاء يمكنهم أن يعيشوا في تونس شريطة أن يحترموا حرياتنا ونمط عيشنا وأن يكفّوا عن أدلجة أطفال المدارس والمراهقين. يجب أن يقبلوا دولة القانون، ويجب أن يقبلوا بحرّياتنا كما قبلنا نحن بوجودهم وبحريتهم في اللباس، رغم البشاعة التي يشيعونها. كيف تقيمون المشهد السياسي اليوم في تونس ؟ - إلى الآن لم يحدّد موعد الانتخابات، إلى الآن لم يكشف عن القتلة الحقيقيين لشكري بالعيد. إلى الآن تدافع النهضة عن خيار العنف بحمايتها لروابط حماية الثورة. وفي الأثناء هناك تفريط في الثروات الوطنية لفائدة تركيا وقطر، وفي انعدام تامّ للشفافية. وأرجو أن لا أجرّ إلى القضاء مرّة أخرى بتهمة ترويج أخبار زائفة. ماهو موقفكم من فتاوى تزويج القاصرات وختان البنات؟ ;ومسالة الجهاد إلى سوريا؟ - كلّها بذاءات يتمّ تسويقها باسم الدّين. الفتاوى هي تبريرات منتهية الصّلوحيّة لأوضاع لم يعد بالإمكان احتمالها لأنها منافية للحرية أو المساواة أو منافية لهما معا. ولذلك فإنني أقول دائما إنّ الفتاوى منتهية الصّلوحية. كالأدوية التي لم تعد صالحة، ولذلك فإنّ استهلاكها يسبّب أضرارا كبيرة. كيف يمكن تقييم المنظومة القضائية في تونس بعد الثورة سيما بعد التهمة التي وجهت لك؟ - يوجد ولا شكّ قضاة نزهاء، وتوجد هياكل تنظّم المهنة جديرة بكلّ احترام، ويوجد توق إلى إرساء منظومة قضاء عادل ومستقلّ. لكنّ كتلة النّهضة في المجلس التأسيسيّ لا تريد قضاء مستقلاّ، يعاضدها في ذلك بعض المنتمين إلى حزب المؤتمر ممّن يدافعون عن الاستبداد ويطلعون علينا بنظريّات غريبة من قبيل : لا نحتاج في الدّيمقراطيّة إلى استقلال السّلط. ستتغلّب إرادة القضاة النزهاء وستتغلّب إرادة الشّعب على محامي الشّيطان والرّاغبين في خلق استبداد آخر تمارسه طبقة سياسيّة جديدة.