يبدو أنه كتب على الرياضة التونسية أن يرتبط اسمها دائما بسي سليم فسليم الرياحي بملياراته عجز على النجاح مع الافريقي مثلما فعل المافيوزي سليم شيبوب بكرتنا على مدى سنوات من تخريب وتدمير ممنهج مستغلا في ذلك نفوذه وثروته المشبوهة وقد خلنا ان زمن الرداءة والانحطاط قد ولّى، لكن للاسف لم يحدث شيء من ذلك وسمح المناخ العام والسلطة القائمة وفلول شيبوب الذين مازالوا يمسكون ويتحكمون في دواليب الرياضة بتسلّل رجال أعمال لا يمتون بصلة للقطاع للإشراف على كبرى النوادي وخدمة أغراضهم الخاصة مثلا سليم الرياحي رئيس الافريقي لم يجد افضل من الرياضة وخلص إلى ان ترؤس ناديا كبيرًا يمكن ان يمثل الوصفة السحرية لتسويق نفسه وحزبه حين ادّعى حبّ الافريقي وأقول ادّعى لانه لو أفلح في الساحل لزعم نفس الحبّ وعندما تمّت تزكيته رئيسًا لهذا الفريق قال قولته الشهيرة «سأحكم الفريق بما أنزل اللّه»! وصرّح لاحقا بأنّه سيرفعه إلى مصاف أشهر الاندية الأوروبية وغالى في ذلك بأن وعد بإفريقي في حجم الريّال وبرشلونة وهذا ما انتظره ليس أحباء الافريقي فحسب بل كل الجمهور الرياضي الذي سئم سيطرة فريق واحد على البطولة وفي سبيل ذلك انفق المليارات لعقد صفقات مدوية على غرار جابو والذوادي والجمل والحدّاد والغربي لكن حبل الوعود قصير والخدعة بدأت في الانقشاع فهو لم يأت بمدرّب عالمي واكتفى بآخر مبتدئ لا سجل يذكر له ثم اقصى الكفاءات والمحنّكين والخبراء مقابل الولاء، فكان من الطبيعي ان تبرز الانشقاقات والتكتلات حيث لم يبقى المدير الفني حسن مالوش واستقال بسّام المهري مهاجما سياسات الرياحي الذي ردّ بتشويهه واعادة استقالته لاسباب مادية ولا أحد صدّق الأمر! وزاد عن ذلك بان قال أنا الوحيد الذي يعرف مصلحة النادي وأردف انا أعرف جيدا ماذا افعل ولست مستعدا لتلقي دروس من أحد! ولكنه في غمرة النشوة والإحساس بتضخّم الذات تناسى ان المهري وغيره هم ابناء النادي وهم الادرى بمصلحته قبل الرياحي.. كما هاجم الاعلام متهما إياه بالفبركة والكذب والتضليل ونسأل الرياحي: من أنت حتى يُفبرك عنك الاعلام الحوارات؟ لم يكتف بذلك بل احتج لدى رئيس الحكومة على منع الجمهور من حضور المباريات! وعبّر عن دعمه لرئيس الجامعة عقب مهزلة الكان وفي اطار استمالة النوادي الفقيرة لتكون في خدمته عند الحاجة قدم الهبات المالية لها، تقدّم بطلب رسمي للحكومة لتمكين فريقه من امتلاك ملعب رادس او المنزه هذه اذا ملامح شخصية جديدة تسير على نهج سلفه شيبوب ويقول، لن نرضى بغير المرتبة الأولى! ألا يعني ذلك انتهاج كل الأساليب بما فيها غير المشروعة للوصول إلى هذه النتائج لقد تحدّث عن بورصة حبّ تجمعه بالافريقي وقال ان كل ما يفعله يصبّ في خانة الرياضة التونسية حتى وان كان افراغ الاندية من مواهبها وتكديسها في الحديقة «أ» والغاية بسط سيطرة الافريقي على الكرة التونسية كما كان يفعل شيبوب الذي هو الآخر تشدّق بحبه للترجي لتبرير أخطائه واساءاته وتجاوزاته وأخذ ما يريد غصبا. الأكيد أنّ الافريقي الجديد يحتاج إلى فكرة وليس الى نتيجة قد تأتي بكل السبل، اليوم وبعد احداث بنزرت علي الكل ان يعرف انّ الرياضة في تونس بقدر ما تحتاج إلى المال فانها كذلك تحتاج إلى النوايا الطيبة.