انكشف ما كان متوقعا وما كناّ كتبنا في هذا الركن بالذات عند الإعلان عن لجنة التحقيق في الاعتداء على مقرّ الاتحاد العام التونسي للشغل في ستينية الزعيم الشهيد فرحات حشاد. استبشرنا خيرا بتعيين حمودة بن سلامة الوجه الحقوقي في لجنة التحقيق, ولكنّنا أبدينا بعض التحفّظ خوفا من أن يكون تعيين الرجل في اللجنة من باب الاحتواء الحزبي, وهو ما وقع فعلا ويا للأسف.. مع احترامنا لشخص السيد حمودة بن سلامة ومسيرته النضالية واستقامته ونزاهته الفكرية, فإنّنا نستغرب من تبنيه التقرير الذي أصدرته الحكومة فيما يخض الاعتداء الصّارخ على الاتحاد العام التونسي للشغل, وربّما تكون العملية مبيّتة من أساسها وهو ما كنّا كتبناه, إذ قد تكون النهضة سعت إلى استخدام إسم السيد حمودة بن سلامة لإضفاء مسحة من المصداقية على التقرير الحكومي, علما أنه قد كان دفع ثمن تعاطفه غير المعلن مع الإسلاميين عندما أزاحه بن علي من الحكومة لمّا كان وزيرا للشباب والرياضة وحضر افتتاح مؤتمر المنظمة الطلابية الإسلامية, وهكذا تتخذ القضية صبغة الصفقة السياسية ويا لها من صفقة؟