أسالت أحداث الشعانبي الكثير من الحبر وفتحت المجال لطرح مجموعة من التساؤلات علي غرار أهداف القاعدة في تونس وأهم مخططاتهم وخاصة اسباب تواجدهم في هذا الظرف بالذات. وللوقوف عند هذا الوضع الذي احتل صدارة اهتمامات الشعب التونسي خلال المدة الاخيرة توجهنا بالسؤال الى السيد علية العلاني الخبير في الحركات الاسلامية. وفي هذا الصدد أكد الباحث والمؤرخ علية العلاني ان المشاكل الامنية اصبحت حادة نظرا لارتباطها بنوع من الاحتقان السياسي والاجتماعي وغلاء الاسعار بالاضافة الى الوضع الامني على غرار ما يحدث بجبال الشعانبي واعتبر محدثنا ان الاحداث الاخيرة ملفتة للانتباه وفتحت المجال الى رصد جملة من النقائص سواء فيما يتعلق بالاستراتيجية الامنية او بطرق معالجة الاوضاع الطارئة. وذكّر محدثنا ان ماشهدته منطقة القصرين من انتشار ألغام يعتبر تطوّرا نوعيا لتعامل التيارات الجهادية مع الوضع العام في تونس وبخصوص تنقل رئيس الجمهورية ورئيس الأركان مؤخرًا إلى القصرين يؤشر الى أنّ المسألة الامنية تمر بمنعطف هام بالاضافة الى أن هناك استنفارا كبيرا من قبل الجيش الجزائري لملاحقة الارهابيين. وبسؤالنا عن الهدف من تواجد العناصر الارهابية في هذا التوقيت بالذات افاد عليّة العلاني ان تواجد هذه العناصر في هذه الفترة مرتبط بالتطورات الاقليمية خاصة بما يحدث في مالي مشيرا الى البيان الذي كانت قد أصدرته القاعدة والذي تؤكد فيه عزمها على ضرب المصالح الفرنسية مؤكدًا على ان عناصر القاعدة في مالي انتقلوا الىبلدان افريقية مثل النيجر والى بلدان مغاربية ويتوقع ان يكون بعض عناصر هذه القاعدة ممن تقع ملاحقتهم هذه الايام في جبال الشعانبي. ماذا عن مخططاتهم حول مخططات هذه العناصر كشف محدثنا ان مخططاتهم تتمثل في زرع عدم الاستقرار في البلدان وفرض نمط مجتمعي لا يمتّ للإسلام المحلي بأيّ صلة وهو ما يفرض علينا التفكير في أنجع الطرق للتصدي للارهاب وبسؤالنا عن موقفه من طريقة تعامل الحكومة مع هذه التيارات لم ينطلق من تقييم علمي مشيرا الى ان الحكومة منذ أكثر من سنة الى اليوم تعتبر ان التيارات الجهادية لا تشكل خطرا على السلم الاجتماعي وقال اننا فوجئنا بحادثة موت شكري بالعيد من قِبل هذا التيار المتشدد وفوجئنا كذلك بالألغام المزروعة من قِبل هذا التيار والتي دفعت بأمننا وجيشنا الى تسخير مجهودات كبيرة لإزالتها. لابد من مؤتمر وطني لمقاومة الارهاب واعتبر العلاني ان هذا التقييم الضعيف للحكومة تجاه خطر الارهاب جعلنا نصل الى هذا الوضع وهو ما يفرض علينا اعادة النظر في جملة من الاجراءات لإعادة استتاب الامن والاستقرار ببلادنا ودعا العلاني في هذا الصدد إلى ضرورة عقد مؤتمر وطني لمقاومة الارهاب تسعى له كل الفعاليات السياسية وتحضره مختلف التيارات بما في ذلك السلفيون ويتم في هذا المؤتمر اصدار وثيقة ملزمة لكل المشاركين يقع فيها تعريف معنى الارهاب وتحديد الأساليب التي يتم اتخاذها لمقاومة هذا الخطر الداهم كما يقع في هذا المؤتمر الوطني ضبط استراتيجية جديدة للامن القومي تقوم على جملة من العناصر اهمها ادماج عديد الهياكل الامنية من أمن وجيش وديوانة في هيئات جديدة تُشرف على مراقبة الحدود وعمليات التهريب ويكون التنسيق داخل هذا الهيكل بيد الامنيين وليس السياسيين. تطوير النشاط الاستخباراتي وافاد العلاني ان تطوير النشاط الاستخباري بشكل يمكن من معرفة الاحداث قبل وقوعها عنصر مهم كذلك بالاضافة الى ضرورة التنمية الاقتصادية للمناطق الحدودية المهمشة وتحسين الوضع المادي واللوجستي للامنيين والعسكريين بالاضافة الى العمل على الحدّ من الاحتقان السياسي وضرورة ان تسيطر وزارة الشؤون الدينية على كلّ المساجد ومؤكدا في هذا السياق على انه من الضروري إلحاق وزارة الشؤون الدينية بوزارات السيادة ووضع شخصية مستقلة على رأسها وقال محدثنا انه من الممكن ان يتحوّل المؤتمر الوطني لمقاومة الارهاب من مؤتمر ذي بعد وطني الى مؤتمر ذي بعد مغاربي مشيرا الى ان العديد من الباحثين المغاربيين كانوا قد أكدوا له اهمية عقد مؤتمر وطني لمقاومة الارهاب نظرا الى ان الارهاب لا يخص تونس فقط وايضا الى ما تعتزم القاعدة في بلاد المغرب العربي الاسلامي من انشاء مثلث جهادي جديد يهم تونس وليبيا والجزائر. وختم قائلا انه يجب من الآن ان تكون هناك دراسات معمقة حول هذا المشروع الجديد وذلك لا يتم الا بتنسيبق مغاربي.