أن يحاول مقرر الدستور تأليف نص على قياسه فذلك طبيعي فالرجل مرّ من مرحلة النكرة الى مرحلة مقرر عام لدستور الثورة التي لم يحلم بها في المنام أصلا. وأن يفعل بن جعفر المستحيل كي يوفر للنهضة كل امكانيات المجلس التأسيسي فذلك ايضا طبيعي مادام مستقبل الرجل مرهون في جبةالشيخ ولا يمكن له ان يكون سوى أحد أمرين: إما رئيس جمهورية ورئيس أحباء النهضة أو بطال سياسي... بقية اللاعبين كلهم بدلاء على بنك الاحتياط... فيهم من يريد إطالة المقابلة ربحا للوقت (ولأشياء أخرى) وفيهم من يناور من اجل مكان في التشكيلة الاساسية... ومنهم من يرضى مستقبلا حتى بخطة مدير جهوي للتجهيز أو الفلاحة البيولوجية، منهم ايضا من يزاوج بين الاعتراض والانتهازية وخلط الأوراق... ولكن الثابت والأكيد وهذا واضح على وجوههم من خلال التلفاز الملون... الثابت أنهم تأكدوا أن التونسيين لن يصوتوا لهم مرة أخرى... فالنصف الذي شارك في أكتوبر غسل يديه بالصابون ولن يعيد المشاركة... والنصف الذي قاطع في اكتوبر سوف يشارك على ضوء ما عاش من مهازل وفضائح وملفات وكراسات وسكاتشات مباشرة من قصر باردو. وأكيد جدا ان البرلمان القادم سوف يصنع دستورا جديدا وقوانين جديدة وستفتح ملفات الفساد والافساد وشراء الذمم والتعذيب وسرقة المال العام واستقلال القضاء في الشؤون العائلية لمرحلة ما بعد الثورة... وسيقوم قانون لتحصين الثورة من الذين ركبوا عليها بعد جانفي 2011 واستعملوا الدولة والأجهزة لتكديس المال والسلاح... أتموا ملهاتكم... إننا في ... اليوم مصر... وغدا أمر...