«الاتحاد لا يلعب دور الوساطة والمفاوضات التي يجريها تهدف إلى تجميع الأحزاب السياسية حول مبادرته التي تمثل حلاّ للخروج من الأزمة». هذا ما أكده الأخ حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل خلال اللقاء الذي جمع وفدا من المكتب التنفيذي للاتحاد، يضم الإخوة المولدي الجندوبي وقاسم عفية وحفيظ حفيظ وسامي الطاهري بوفد حكومي ألماني يرأسه وزير الخارجية الألماني السيد جويدو فسترفيليه يوم الأربعاء 14 أوت 2013 بمقر الاتحاد. دور وطني وذكر الأخ حسين العباسي أن الاتحاد يحترم ألمانيا التي تجمعها بتونس علاقات صداقة قوية وهو ما جعله يخصص وقتا لاستقبال الوفد الذي يرأسه وزير الخارجية رغم ضيق الوقت. وبين الأخ الأمين العام أن الاتحاد العام التونسي للشغل يلعب دورا وطنيا منذ تأسيسه وهو ما أهله لاحتضان الثورة وتاطيرها كما لعب دورا في المرحلة الأولى من الانتقال الديمقراطي مما امن الوصول إلى الانتخابات. ووضح الأخ الأمين العام أن الاتحاد منظمة نقابية اجتماعية ولكن دورها يختلف عن باقي النقابات في مختلف دول العالم مبرزا انه يتدخل ووفق ما تتطلبه المصلحة الوطنية. وبين أن المرحلة الانتقالية قد طالت وهو ما يجعل الاتحاد يتدخل كعادته ليلعب الدور التعديلي بعد ما لاحظه من اخلالات كتعشيش الإرهاب والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية. ووضح الأخ حسين العباسي أن التونسيين كانوا يأملون بعد رحيل «بن علي» في الانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية ومن الفساد إلى الشفافية ومن الفقر إلى العدالة الاجتماعية غير أن الوضع اخذ منعرجا غير الذي كان يامله التونسيون. وابرز الأخ الأمين العام أن الاتحاد لا يستطيع أن يرى الأحزاب تتناحر في ما بينها دون تدخل وهو ما جعل المكتب التنفيذي يجمع هياكل الاتحاد ويطلق مبادرته التي يساندها عدد من المنظمات وخاصة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة. ووضح أن الاتحاد لا يلعب دور الوسيط بل هو متضرر من الوضع الحالي بعد أن انعكست الأوضاع السياسية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي وتضاعفت مهام الاتحاد المعني بإيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والتدخل بشكل مباشر لحل المشاكل. مبادرة الاتحاد وبين أن الاتحاد يحاول جعل كل طرف يتنازل عن سقف المطالب العالي الذي يطلبه ليلتقي الجميع حول مبادرة الاتحاد معبرا عن ثقته في أن تونس ولادة وان بها من العقلاء القادرين على إخراجها من أزمتها. وبين الأخ حسين العباسي أن ما ينتظره الاتحاد من ألمانيا كبلد صديق ومؤثر هو إعطاء صورة جيدة عن تونس لدى الألمان وحث السياح على القدوم وحث رجال الأعمال على الاستثمار في تونس وعدم الرحيل وعدم تبديل الوجهة. ونوه الأخ الأمين العام بالمؤسسات الاقتصادية الألمانية المنتصبة في تونس والتي تحترم في الغالب القانون والعمل النقابي. وذكر السيد «جويدو فسترفيليه» وزير الخارجية الألماني، أن ألمانيا مقتنعة بقدرة تونس على تجاوز هذه العقبة مؤكدا على ضرورة أن لا تتحول مجريات الأمور إلى العنف كما نراه في مصر. وأكد على انه سعيد بوجود قناعة لدى الاتحاد بضرورة الاجتماع حول حل للازمة. وبين وزير الخارجية أن زيارته تشير إلى دعم ألمانيا للديمقراطية في تونس وإنها لا تحمل أهدافا خفية مبرزا أن مصلحة ألمانيا تكمن في وجود ديمقراطية في تونس نظرا للعلاقات الإنسانية المتطورة التي تجمع البلدين. وأعرب السيد «فسترفيليه» عن سعادته بسماع موقف الاتحاد ونقله إلى ألمانيا. وبين وزير الخارجية أن ألمانيا لا تدعم أي جهة بل تهدف إلى نجاح تونس في بناء الديمقراطية. وطلب أن يبقى باب التشاور بين الاتحاد وألمانيا مفتوحا حتى تتمكن من دعم تونس. وأشار وزير الخارجية إلى تواصل توافد السياح رغم دقة الأوضاع وذلك لإيمان ألمانيا بقدرة تونس على تجاوز هذه المرحلة. وأشار الأخ حسين العباسي في ختام اللقاء، إلى سعادته بموقف الحكومة الألمانية الداعم للديمقراطية دون الانحياز لأي طرف لان الاتحاد يرفض التدخل الأجنبي. ووضح الأخ الأمين العام أن الأمور مازالت في بدايتها وان الاتحاد مازال يقوم بالضغط معتبرا أن تونس تختلف عن مصر وان التوصل إلى حل أمر ضروري لأن مصير البلاد قد يتعرض إلى مخاطر.