حبست مدينة أنفاسها على إثر الخلاف الطارئ الذي نشب بين إدارة مصنع الكابل الألماني»كرونبيرغ شوبارت» و النقابة الأساسية للمؤسسة و هو خلاف كاد يهز أركان الجهة لما تمثله هذه المؤسسة من ثقل تشغيلي و إجتماعي إذ تشغل ما يناهز 4200 عاملا و عاملة، في هذا الإطار و لمحاصرة هذه الأزمة بالرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها تونس بعد إغتيال الشهيد محمد البراهمي و خاصة الإتحاد العام التونسي للشغل الذي يكافح على كل الجبهات إنطلاقا من الشأن النقابي المرهق وصولا إلى المجهودات المضنية للمصالحة الوطنية انعقدت بقاعة المرحوم أحمد التليلي في دار الإتحاد العام التونسي للشغل جلسة عمل ترأسها الأخ حسين العباسي الأمين العام مرفوقا بالأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المكلف بقسم التشريع و النزاعات و حضور الإخوة محمد بن يحيى الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل ب و الطاهر البرباري الكاتب العام للجامعة العامة للإلكترونيك و أعضاء النقابة الأساسية للمؤسسة و حضر عن الإدارة السيد لمين الجندوبي المبعوث الخاص لصاحب مؤسسات « كرونبرغ شوبارت» و وفد مرافق له. إفتتح الأخ حسين العباسي الجلسة بآستعراض الثوابت الأساسية التي ينتهجها الإتحاد العام التونسي للشغل و أهمها على الإطلاق الحفاظ على كافة المؤسسات و خاصة منها الإستثمارية لما لها من دور في إحداث مواطن الشغل و تنمية إقتصاديات الجهة و مجتمعها، و قد أكد في هذا الإطار أن على جميع الأطراف أن تتكافل لصون مؤسسة الكابل الألماني باعتبارها عنصرا يشع إيجابيا على منطقة بكاملها هذا وأبرز الأخ محمد بن يحيى دور النقابة الأساسية في التأطير الجيد للعمال نحو بذل مزيد من الجهد في سبيل المحافظة على مواطن الشغل و تطوير آفاق المؤسسة داعيا إلى حل الخلافات عبر الجلوس إلى طاولة الحوار الهادف و البناء. كما دعا وفد النقابة الأساسية للشركة إلى ضرورة الإسراع بتنقية المناخ الشغلي و الإجتماعي بها بطريقة تحفظ حقوق جميع الأطراف. و على إثر مغادرة الأخ الأمين العام للجلسة ترأسها نيابة عنه الأخ المولدي الجندوبي الذي أوصى بالتركيز على الحوار الإجتماعي و دور النقابة الأساسية للمؤسسة الذي يجب أن تكون شريكا فاعلا و مساهما في مزيد تقدمها و إشعاعها. هذا و قد أسفر الحوار الذي دار أثناء هذه الجلسة عن إرجاع الأمور إلى سالف نصابها بفض الخلاف و تعهد كل من الوفدين الإداري و النقابي بالعمل سويا للتقدم بالمؤسسة نحو الأفضل عبر الزيادة في الإنتاج و تطوير الإنتاجية إذا ما وضعنا في الاعتبار إستيعاب هذه المؤسسة لخدمة جديدة هي صناعة كابل « مرسديس» أحد أكبر الشركات العالمية لصناعة السيارات و هو رهان و تحدّ بحكم النجاح في جلبه إلى جهة رغم كونه محل أنظار دول عديدة في العالم. هكذا يقدم الإتحاد العام التونسي للشغل رسالة طمأنة بل و تشجيع للمستثمرين في المناطق الداخلية و منها جهة بأنها منطقة مفتوحة لاستثمار آمن و مضمون النتائج.