تنعى الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي ببالغ الحسرة والأسى إلى النقابيين كافة وإلى النقابيين في قطاع التعليم بالخصوص الأستاذ الدكتور أحمد عبد السلام الذي وافاه الأجل المحتوم عن سن تناهز الخامسة والثمانين بعد حياة حافلة بالنشاط الغزير في البحث والتدريس والتأطير والإشراف على مؤسسات جامعية وثقافية من أبرزها دار المعلمين العليا التي أسسها وأدارها بين سنتي 1957 و1966 وترأس الجامعة التونسية فعليا بين سنتي 1962 و1968 وأسس وأدار «بيت الحكمة» بين سنتي 1982 1987. ومن أهم نشاطات الفقيد النقابية وجوده في الصدارة في فترة عصيبة من تاريخ الحركة النقابية بتونس ومن تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل.إذ شغل منصب كاتب عام للنقابة القومية للتعليم الثانوي من 1949 إلى1953 وكان كاهية رئيس الجامعة القومية للتعليم بين سنتي 1949 و1964 وانتخب رئيسا لهذه الجامعة بين سنتي 1954 و1956. وقد كان الفقيد أحمد عبد السلام عضوا بالهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل بين سنتي 1952 و1956. ومن مآثر الفقيد والحركة النقابية في قطاع التعليم بتونس أنه صاغ في فترة نشاطه النقابي صحبة المرحوم محمود المسعدي والمرحوم أحمد باكير مشروعا إصلاحيا رائدا تبنته الجامعة القومية للتعليم والنقابة القومية للتعليم الثانوي من أجل تطوير التعليم في تونس وتحديثه ووجد طريقه إلى التطبيق حين عين الأستاذ أحمد عبد السلام رئيسا للجنة القومية لإصلاح التعليم سنة 1958. وهذا مثال يجسد الترابط المتين بين النضال الوطني والنضال النقابي ودور الاتحاد العام التونسي للشغل في بناء الدولة الفتية ويجسد بالخصوص دور النقابات النوعية في بلورة التصورات الرائدة والمشاركة الفعالة في إنجاح البرامج الوطنية حين تجد استعدادا من سلطة الإشراف للتفاعل مع ما تبدعه العقول النيرة والكفاءات النقابية الوطنية. إن مسيرة المرحوم الأستاذ أحمد عبد السلام العلمية والنقابية ستظل رافدا لنا في الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي من أجل الدفاع عن الجامعة العمومية وحق الجامعيين في المشاركة في صياغة التصورات الجديدة والبديلة. والجامعة في الأخير تتقدم بأحرّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة لذوي الفقيد العزيز وللأسرة التربوية والنقابية قاطبة. الكاتب العام للجامعة العامة