لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم هذا ما يلخص حال كرتنا ومسؤولينا ووضعنا الكروي الرياضي بصفة عامة لنعود لنسأل هل ان بمثل ما شاهدناه قبل نهاية مباراة النادي البنزرتي والنادي الافريقي ببضع الدقائق وبمثل تلك العقلية يمكننا النهوض بكرتنا؟ إن ما قامت به بعض جماهير النادي البنزرتي ليس له اي تبرير وأيّ تفسير وانما فيه دلالة كافية على أننا لا نزال بعيدين عشرات السنين عن الأمم المتحضّرة «رياضيّا». واذا كان غضب جماهير النادي البنزرتي مرده «صفارة» رياض الحرزي فاننا هنا نلوم لجنة التحكيم التي عينته للمباراة رغم انه كان معاقبا وقد كان من الافضل ان تكون عودته تدريجية حتى وان كان دوليا. هنا كان بودي التعرف عن فحوى الحوار الذي دار بين الحزري والمدرب فريد بن بلقاسم لأنّ الحرزي لم يدوّن اسمه على ورقة التحكيم ولو انّ ما قام به مدرب النادي البنزرتي هو المصدر الاصلي للاحداث التي صدرت عن تلك الفئة من جماهير عاصمة الجلاء والتي لا تفقه شيئا في جزئيات لعبة كرة القدم ولو كان الامر عكس ذلك لتفطنت هذه الجماهير بان اللياقة البدنية للاعبين فريقهم لا يمكنها ان توصلهم لحدّ الدقيقة 90. بما انهم اضاعوا عديد النقاط في الاشواط الثانية فأمام الملعب القابسي عجز لاعبو النادي البنزرتي عن المحافظة على النتيجة رغم تقدمهم بفارق هدفين قبل ان يخطف القوابسية في الشوط الثاني تعادلا مستحقا على الاقل ثم في مباراة النجم بسوسة كان بامكان النادي البنزرتي الخروج بنقاط الفوز في الشوط الاول ولكن «كالعادة» تغيرت المعطيات في الشوط الثاني بعد ان لاح التعب على ابناء بن بلقاسم ليفسحوا المجال واسعا امام لاعبي النجم الذين لم يرفضوا الهدية بما ان لاعبي «مرشان» لم يكونوا في أحسن أحوالهم في تلك المباراة وجاء التأكيد على ما اقول في مباراة النادي الافريقي فبعد ان كان النادي البنزرتي متقدما في النتيجة في الشوط الاول دائما في الشوط الاول انقاد البنزرتي الى هزيمة اقل ما يقال عنها انها منطقية نظرا لتوضح نقطة ضعف لاعبي بن بلقاسم وهي اللياقة البدنية وما ادراك ما اللياقة وهذا لا ينقص في شيء من احقية الافريقي بالانتصار. مجانبة الصواب... لاجل كل هذه النقائص، ارى ان مدرب النادي البنزرتي فريد بن بلقاسم جانب الصّواب حين قام بذلك «الفيلم» الذي اراد من خلاله تحويل اهتمام الجماهير الى اشياء تافهةكمردود الحكم والارضية السيئة والطقس الحار الى غير ذلك من التعلات الفارغة، نحن نعلم الحالة التي انهى عليها النادي البنزرتي الموسم الماضي حيث لم يتسن له ضمان مكانه ضمن فرق النخبة الا في اللحظات الاخيرة من مباراة النجم كما اننا نعلم ان فريق نادي عاصمة الجلاء لم يكن بامكانه اتمام الشوط الاول في حالة حسنة، اليوم تحسنت الاحوال نسبيا وصار الفريق قادرا على الظهور بوجه لائق في الاشواط الاولى لذا يبقى فريد بن بلقاسم مطالبا بتحسين اوضاع فريقه البدنية والتكتيكية والاختيارية افضل من ان يمسح أخطاءه الشخصية اشياء جانبية اثرت على بعض الجمهور الذي سيقضي بقية شهر رمضان المعظم رهن الايقاف. والحال ان كرتنا كانت في غنى عن مثل هذه الممارسات والاحداث التي لا تشرف اي مدرب تونسي ولا الفرق التي منحت ممرنيها صلوحيات قد تفوق قدراتهم بكثير، هنا فهل يجوز لنا ان نستشهد بذلك المثل القائل: «جا يعاون فيه على قبر بوه هربلو بالفاس» لكنّ هذا لا ينفي مسؤولية جامعة الكرة في كل الذي حصل من ذلك اسأل: « لماذا رياض الحرزي لهذه المباراة وماهي المقاييس التي اعتمدوها ولماذا مباراة كبيرة لحكم دولي كان نفسانيا في وضعية صعبة بما انه تردد بعد معاقبته في الجولة الاولى من بطولة الرابطة الاولى انه سيغادر القائمة الدولية ولماذا علي بالناصر مراقبا لهذه المباراة والحال انّ الكل يعرف انّ بالناصر كان راقب في اواخر الموسم الماضي مباراة النادي البنزرتي ومستقبل المرسى وكيف لسي علي ان يتحدث ويحلل ويوضح احداث مباراة السبت للاحد الرياضي من خلال كشفه لاخطاء الحرزي اليس بذلك يكون كشف ما كان دونه في تقريره؟ الا يستحق بالناصر الانذار مثلما حصل عليه رشيد بن خديجة في الموسم الماضي حين نشر تقرير مباراة نجم حلق الوادي والكرم الاولمبي الباجي على اعمدة جريدة الصباح ولماذا سي علي لمباراة تجري يوم السبت اذا لم يطلب هو ذلك حتى يتمكن من ضمان «خبزة الاحد الرياضي» انّ منطق التعيينات مع اللجنة الحالية للتحكيم يخضع للكثير من الحسابات والتخطيطات والسؤالات والاستفسارات وهذا فيه تأكيد انّ لا شيء سيتغير في كرتنا وانّ ما قاله الطاهر صيود في حملته الانتخابية ظلّ كلاما أجوفا غير قابل للتصديق بما انّ الاحداث اكدت حقيقة الاوضاع وانّ صيود ليس بقادر على العمل ضدّ التيار لانّ اهدافه لم تكن واضحة منذ البداية ويأتي التأكيد على لسان رئيس مستقبل المرسى المنذر مامي حين قال ان رئيس الجامعة نفسه يجهل الفصل 53 في تعقيب فوري على الندوة الصحفية التاريخية التي ارادها لتوضيح موقف الجامعة من حكاية قرار لجنة التحكيم الرياضية في قضية حرمان مستقبل المرسى من المشاركة في مسابقة البطولة العربية ولكنّ اعود لاقول انّ هذه الجامعة ومن ورائها لجنة التحكيم هي المسؤولة عن كل الذي يحصل في ملاعبنا من عنف ومن تبادل للتهم!!!