... مازالت الى يوم الناس هذا لم أفهم جدوى كل هذه الندوات المقامة هنا وهناك والموائد المنصوبة في كل مكان الى درجة ان الواحد منا يخيّل اليه وهو يتابع تفاصيلها ان الكل يفكر وان الكل يقرأ المستقبل، وان الكل يخطط للاتي من خلال التوقف امام اخطاء الماضي القريب، البعيد، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، لن اتوقف بالتحليل امام كل هذه الندوات على كثرتها لن احدد ملامحها ولكنني اقول انها تدخل ضمن تسجيل اي نشاط وكفى، والا ماذا يعني عدم حصول الفائدة والافادة؟ (2) ... ندوات كثيرة... وكلام اكثر... ولكن ماذا يحصل بعد ذلك بما ان الكل ينسى تفاصيلها بمجرد دخول قاعة الاكل... ندوات ترتكز في محاورها على جزئيات ربما لا تصلح مناقشتها في مثل هذا الوقت او ان الجماعة أرادوها لمة يستفاد منها البعض وكفى...! (3) وبما ان الامور عادية فلماذا وجع الدماغ على حد رأي لامين النهدي؟ أليس الاكتفاء بما هو موجود افضل، بما اننا تعودنا استهلاك العادي الى حد اننا اصبحنا عاديين في كل شيء، وحين اقول ان هذه الندوات ومحاورها لا تكاد تغادر الباب الخارجي للنزل التي تقام فيها فإنني أسأل كيف نحكم على نجاحها وهي لم تصل الى نخبة العامة على الاقل، ان لم نقل المتلقي العادي؟! في غياب حوار جدي بين الباث والمتلقي... (4) أسئلة كثيرة يطرحها البعض سواء في الاماكن العامة او الخاصة عن جدوى تنظيم مثل هذه الندوات بصورة تكاد تكون شهرية والحال ان الاستفادة تكاد تكون منعدمة، فلماذا الاصرار على توخي نفس المنهج والحال انه مشروع ولد فاشلا ان لم نقل ميتا...؟! والمشروع الذي اتحدث عنه هو مشروع هذه الندوات الكثيرة والتي يقال فيها الكثير من الكلام التجميلي فقط. (5) ... مرد قولي مثل هذا الكلام انني لم اسمع حديثا عن جدوى هذه الندوات في الشارع بما ان الكل يمهمه الاستهلاك اكثر من اي تقنية اخرى وبما ان الكل دخل منظومة الاكتفاء بالاستهلاك فانه يصبح حريّ «بالمولعين» بإقامة مثل هذه الندوات ان يدفعوا ما تعودوا صرفه من مال على تكوين بعض الرياضيين وخاصة في الجهات بما ان اوضاعهم صعبة بما انهم في غالبية الاحيان في حاجة الى الدعم المادي والمعنوي. (6) فرق رياضية كثيرة تشتكي ضيق الحال والجماعة يصرفون على ندوات يستفاد منها الا من ينتفع منها (؟) فلماذا هذه الندوات اصلا؟! والحال انه كان لابد من ايجاد اطر اقامتها لكي يستفيد منها رياضيو النخبة او طلبة المعاهد الرياضية، ما عدى ذلك فان البقية انخرطوا في لعبة الاستهلاك في غياب الانتاج ولذلك تراجعت احوال كرتنا (؟). (7) نعم الرياضة التونسية لم تعد في حاجة الى الندوات والحكايات والتصورات وانما في حاجة الى العمل بصدق وعمق، في حاجة ان تلعب وزارة الرياضة دورها الطبيعي بما انها تخلت عنه لبعض الهياكل الاخرى، ان الرياضة التونسية في حاجة الى مشروع تطويري حقيقي بعيدا عن رفع شعارات لا تجد لها اي اثر على أرض الواقع.