كنّا انفردنا في شهر فيفري الماضي بخبر هجرة الطيارين التونسيين إلى الخليج واليوم ننفرد بخبر هجرة الفنيين التونسيين، حيث يعتزم 22 عونا فنيا لصيانة الطيران بشركة الخطوط التونسية، ممّن لهم الكفاءة العالية والخبرة الطويلة، مغادرة مواقع عملهم بتونس نحو شركة طيران الخليج. فقد علمت «الشعب» من مصادر خاصّة أنّ مسؤولين من طيران الخليج الإماراتية قد قدموا مؤخرا الى تونس وقاموا باختيار مجموعة من فنيي الطيران وتمّ قبول 22 فنيا حيث طلب منهم الاستعداد الى التحوّل بسرعة إلى دولة الإمارات. وكانت دفعة أولى تقدّر ب 6 فنيين قد انطلقوا في العمل بالإمارات منذ مدّة. وتقدّم شركات طيران دول الخليج حاليا اغراءات كبيرة للطيارين والفنيين. فبالنسبة للطيارين فإنّ الأجور المقترحة قد تصل إلى أكثر من 17 مليون دينار، أمّا بالنسبة للفنيين فإنّ الأجور قد تفوق 8000 دينار تونسي اضافة إلى عديد المنح وتوفير السكن والتغطية الطبية الشاملة. ويعتبر ملف هجرة الطيارين وفنيي طيران شركة الخطوط التونسية ملفا شائكا رغم أنّ المؤسسة قامت بتحفيز الطيارين لوقف هذه الهجرة المضرّة للشركة. ويقدّر عدد فنيي الطيران حاليا ب 500 فني موزّعين على المطارات التونسية، كما علمنا أنّ الإدارة العامة قد استبقت هذا الخطر بإنتداب 200 عون جديد متكوّن في برج العامري. وتعتبر اليد العاملة التونسية في الطيران من الكفاءات المطلوبة بشدّة بدول الخليج، نظرا للسمعة الطيبة التي تتمتّع بها شركة الطيران التونسية. وهذه الإشكالية التي تعيشها الخطوط التونسية تشتكي منها أيضا الخطوط الجوية الجزائرية حيث صرّح رئيس نقابة الطيارين الجزائريين لصحيفة «الشروق اليومية» الجزائرية أنّ 40 طيارا جزائريا غادروا الشركة نحو قطر والامارات وسلطنة عمان. وأكد أنّ حركة هجرة عمّال القطاع الجوّي أخذت في الاتساع وتهدّد القطاع ككل، وكانت نقابة الطيارين الجزائريين قد وجهت رسالة إلى الحكومة ووزير النقل حول وضعية الهجرة نحو بلدان الخليج مركزة على ضرورة تحسين الراتب وظروف العمل. ونقلت صحيفة «الشروق اليومية» تصريحا للسيد مسعود بن شمّام مدير الطيران بوزارة النقل اعتبر فيها «أنّ مشكلة هجرة الطيارين الجزائريين لا تخص الجزائر وحدها وهي تشمل عددا من دول افريقيا من بينها تونس موضّحا أنّ هذه الأخيرة حالتها أعوص مرتين أو ثلاث من الجزآئر». وأفاد أنّ الإغراءات التي تعرضها كل من الصين والهند ودول الخليج باتت تستقطب الطيارين عبر أنحاء القارّة الافريقية مؤكدا أنّ لجوء هذه الدول يعود الى الحاجة في مواجهة التطور الحاصل في مجال النقل الجوي.