سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدخول في مرحلة العمل بالنظام الرقمي سيطوّر الخدمة الصحية ويحسن ظروف العمل السيد الحبيب اللويزي المدير العام للمستشفى الجامعي بالرابطة «للشعب»:
اولينا عناية فائقة بالتكوين والرسكلة حتى نضمن حسن الاستعمال للتجهيزات ونضفي النجاعة المطلوبة
تمكن قسم الاشعة بمستشفى الرابطة بالعاصمة مؤخرا من اقتناء تجهيزات عالية الجودة ورقمية الاستعمال بلغت كلفتها الاجمالية نحو مليارين من المليمات التونسية وذلك بهدف تأهيل اداء المستشفى على صعيد تشخيص امراض الفم والاسنان وسرطان الثدي وامراض القلب. ويسعى المستشفى الجامعي بالرابطة من وراء كل ذلك الى تحقيق هدفين رئيسين. الشروع في تأهيل قطاع الصحة العمومية للحدّ من فجوة السرعتين القائمتين بين القطاعين العام والخاص. الحصول على شهادة المطابقة العالمية وفق مقاييس الصحة العالمية. في هذا الاطار اجرت «الشعب» حوارا دقيقا حول هذه التطورات التي شهدها قسم الاشعة مع السيد الحبيب اللويزي المدير العام لمستشفى الرابطة. اوّلا لماذا تم ادخال تحسينات معمارية وتكنولوجية على قسم الاشعة دون غيره من الاقسام؟ قبل الحديث عن قسم الاشعة وما يشهده من تطوّر، لا بدّ من تأكيد البعد الجامعي لمستشفى الرابطة الذي يعرف اقبالا كبيرا من قبل الاطباء الداخليين والمقيمين وخاصة على صعيد ما يتميّز به من جدية على مستوى التأطير والعمل. أمّا قسم الاشعة، فهو يشكل قطبا مرجعيا إن على صعيد العناية بالاذن والانف والحنجرة أو على صعيد تشخيص امراض القلب. هل يمكن التأكيد اذن ان هذا التطوّر الذي يشهده قسم الاشعة على صعيد كفاءاته او على صعيد تجهيزاته الرقمية، سيكون له بالغ الاثر على مرض القلب الآخذ في التنامي؟ نحن نقول ان هذه التجهيزات المتطوّرة والدقيقة ستستفيد منها الاقسام الاربعة الخاصة بجراحة القلب والشرايين وامراض القلب للاطفال والكهول والتدخل والانعاش في امراض القلب. ماهي الاهداف الاستراتيجية التي يرنو الى تحقيقها المستشفى الجامعي بالرابطة من خلال ما اقدم عليه في قسم الاشعة؟ في الحقيقة انه وبتعليمات من السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية، قد شرعنا في انجاز تمش منهجي دقيق المراحل واضح الاهداف من اجل الحصول على شهادة المطابقة حسب المقاييس والمعايير الدولية ISO9001 V2000. ونعتقد انه بتحقيق هذه الاستراتيجية، سيتحول قسم الاشعة بالرابطة الى قسم مرجعي بالنسبة لكامل مستشفيات الجمهورية من حيث اساليب العمل وتنظيمه وجودة الخدمات ودقة التشخيص. هل يمكن ان تقدم الينا صورة اولى عن كلفة هذه التجهيزات ومردوديتها اللاحقة على الصحة العمومية؟ بلغت الكلفة الاجمالية للتجهيزات التي وقع اقتناؤها سنة 2007 حوالي مليارين من المليمات التونسية وهي مبالغ مالية هامة وقع رصدها من قبل الدولة لتوفير تجهيزات جديدة وتكنولوجيا عالية. هل يمكن الاطلاع علي نوعية هذه التجهيزات؟ التجهيزات التي وقع اقتناؤها هي سكانير (مفراس) ب 64 برات، وتجهيزات لتشخيص سرطان الثدي، وثلاثة تجهيزات او آلات كبيرة للتصوير بالاشعة متعددة الاختصاصات. هل نفهم من كلامك حول طبيعة هذه التجهيزات وآلات ذات التكنولوجيا العالية ان منظومة الصحة العمومية، قد دخلت فعليا مرحلة التأهيل الذي من شأنه وضع حدّ للصحة ذات السرعتين والقائمة بين القطاعين الخاص والعام؟ لقد شرعنا في ارساء نظام رقمي لمعالجة الصور والقيام بالتشخيصات المختلفة الى جانب الشروع في اشغال اعادة تهيئة وتوسعة القسم بما كلفته 110 آلاف دينار. ونسعى من خلال ذلك الى توفير جودة عالية للخدمات وتحسين ظروف الاستقبال وظروف العمل لكل العاملين بقسم الاشعة. تحدثت عن تحسين ظروف العمل، فهل يمكن الاطلاع على عدد المستفيدين في من هذه التحسينات والتطوّرات؟ يعمل بهذا القسم استاذان مبرزان واستاذان مساعدان وثلاثة اطباء اختصاص وعشرة اطباء مقيمين وطبيب خارجي وخمسون من الاطار شبه الطبي في جميع الاختصاصات اضافة الى سبعة عملة. هؤلاء جميعهم يساهمون في القيام باكثر من 75 الف حالة تشخيص (احصائيات سنة 2006) ولعلمكم فإن نسبة الكشوفات العادية قد تطوّرت ب 57 مقارنة بسنة 2005 كذلك الشأن بالنسبة للكشوفات بالسكانير والتي شهدت تطورات خلال نفس الفترة ب 17. لكن هناك من العاملين بهذا القسم من يدعو الى ضرور رقمنة كل التجهيزات حتى يمكن تفادي الاخلال الذي يمكن ان يحصل بين عمل الاجهزة المرقمنة والاخرى التقليدية؟ على صعيد تشخيص امراض الفم والاسنان مازال لدينا جهاز للتصوير غير مرقمن ولكننا حريصون على توفير جهاز مرقمن خلال الاشهر الثلاثة القادمة خاصة بعد ان تولت الوزارة القيام بطلب عروض في الغرض وفي المقابل فقد حافظنا على طاولة تقليدية حتى نحقق الملاءمة بين خدماتنا الصحية داخل القسم وطبيعة الخدمات المتوفرة في بعض المستشفيات الاخرى والتي تتعامل معنا في هذا المستوى.. نأتي الان الى تأثير هذه التجهيزات باهظة الثمن على كلفة العلاج لدى المريض؟ لا شك ان حسن استعمال هذه التجهيزات سيمكن من المحافظة عليها وضمان خدمات راقية للمرضى، اضافة الى ما يمكن ان توفره هذه التجهيزات من حسن تصرّف في الافلام التي كانت تستوجب ميزانية هامة. وفي كلّ الحالات فإن ما يمكن التأكيد عليه هو انه مهما كانت قيمة التسعيرة التي سيقع اعتمادها، فإنها لن تغطي الكلفة الحقيقية المرتبطة بنوعية الخدمة ونوعية الالة المستعملة والجهد المبذول وما يمكن الاشارة اليه انه خلال كل سنة تقع مراجعة التعريفات حتى نقترب شيئا فشيئا الى الكلفة الحقيقية لكل عملية تشخيص. ونعتقد في النهاية، ان هذه التجهيزات الجديدة سيكون لها تأثيرات على كلفة التشخيص، لكن باب الحوار يبقى مفتوحا حول تقريب قيمة الكلفة من قيمة التشخيص ونوعية الخدمة حيث لا يمكن ان ننسى دخول المنظومة الصحية في اطار المنظومة الوطنية الشاملة في بعدها التضامني والانساني وفي دورها الاجتماعي المميز وبخاصة بالنسبة للذين يعالجون بنظامي التعريف المنخفضة او المجانية، فالعبء المالي الكبير عادة ما يتوزّع على المجموعة الوطنية. لضمان حسن استعمال هذه التجهيزات واستخدامها بالطريقة المثلى هل قامت الادارة برسكلة الاعوان والاطباء والعاملين بالقسم؟ انه من خصائص المستشفيات الجامعية وأوكدها هي المهام ثلاثية الاضلع ونعني بذلك العلاج، التكوين والبحوث. فبالاضافة الى ما تقوم به الجمعيات العلمية المتخصصة من مؤتمرات وندوات وملتقيات يؤمن المستشفى عملية المشاركة في التظاهرات العلمية الكبرى. فكراس الشروط تقتضي تكوين الفنيين وكل المتعاملين مع هذه التجهيزات من اطباء واطار شبه طبي بما يجعل القسم يدخل مرحلة حسن الاستعمال وحسن الاستغلال من اول يوم. كما ان الادارة توفر قسطا من ميزانيتها للتكوين والرسكلة وتصل الكلفة العامة الى نحو 350 الف دينار، اضافة الي وجود ضروب من التعاو والشراكة العلمية التي توفر زادا هاما للمشاركين ان على الصعيد العلمي او على صعيد الخبرة والتميز. فعلى سبيل المثال لدينا في مستشفى الرابطة اتفاقيات من هذا القبيل مع: المستشفى الاوروبي جورج بومبيدو بباريس قسم الاشعة بمستشفى مونبليي وسنمضي قريبا اتفاقية اخرى مع اكبر مؤسسة صحية في بروكسل في مجال الاشعة.