بمناسبة احياء ذكرى تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل، اشرف الاخ بلقاسم العياري الامين العام المساعد مسؤول القطاع الخاص على تجمّع عمالي بجهة القصرين وذلك يوم 18 جانفي 2008 بمقرّ الاتحاد المحلي للشغل بسبيطلة حضره عضوان عن اللجنة الوطنية للنظام وكافة اعضاء المكتب المحلي بسبيطلة وقد افتتح الاخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي بالقصرين الاجتماع مرحبا بالامين العام المساعد ومرافقيه شاكرا كافة الحاضرين على حماستهم وحيويتهم في مواكبة فعاليات وانشطة الاتحاد العام . وهو ما يمثل حيوية المنظمة وحركيتها الدائمة الى جانب قوتها بفضل ابناءها النقابيين ثم احال الكلمة الى الاخ بلقاسم العياري الذي رحّب بالحاضرين من اطارات جهوية ومحلية واساسية وكافة مناضلي ومناضلات الاتحاد العام بالجهة التي تعتبر معقلا من معاقل مقاومة الظلم والاستغلال في دحر الاستعمار من اجل التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي مشيرا في هذا السياق الى ان مثل هذه الممارسات النوعية كانت تمثل وقتها وعيا متقدما للحركة النقابية التونسية في تلازم البعدين: النضال الاجتماعي لتحسين شروط حياة العمال والنضال السياسي كهدف لتحرير الارض من الاحتلال وتحقيق كرامة الانسان بالحرية مشيرا الى ان الاستعمار الفرنسي قد تفطن الى جذور هذا الوعي لدى الرواد وفي مقدمتهم محمد علي الحامي فعمد الى حلّ جامعة عموم العملة ونفى زعيمها الى الخارج واهما انه بذلك قد تمكّن من عزيمة وارادة الاحرار في تونس حتى نشأ الاتحاد العام التونسي للشغل بقيادة الشهيد فرحات حشاد في 20 جانفي 1946 في حركة لافتة استقلالية القرار عن النقابات والسلط الفرنسية والانحياز الى عموم الشعب وقضاياه العادلة فكان ان تبنى الانخراط في الحراك السياسي والدفاع عن المسألة الوطنية والتعريف بالقضية التونسية لدى المنظمات والهيئات الدولية وذلك حين وقع سجن اعضاء الحركة الوطنية وهو مالم تقبله النقابات الفرنسية والسلط الفرنسية التي عمدت الى اغتياله لإسكات صوت الاتحاد ولكن ذلك زاد من قوته وصلابته لان الاتحاد مثلما اكد الاخ الامين العام المساعد ولد من رحم الشعب وترعرع فيه وهو لذلك كله منظمةوطنية شعبية وان كانت تدافع عن مطالب العمال فهي تتبنى كل مشاكل الشعب والفئات الفقيرة. من هنابيّن الاخ بلقاسم العياري كيف يستمد الاتحاد العام شرعيته ببعديها التاريخي والنضالي اذ هو عاقد العزم كعهدنا به دائما على خوض جولات جديدة من المفاوضات الاجتماعية في كنف الوحدة والنضال والمسؤولية برغم الظروف والملابسات المحيط بنا محليا إقليميا ودوليا من اجل تحسين شروط الحياة لمنظوري الاتحاد العام التونسي للشغل على المستويين المادي والادبي: ماديا من خلال الترفيع في الاجور وتحقيق زيادات مالية تواكب الارتفاع الجنوني للاسعار وادبيا في تطوير منظومة التشريعات الشغلية ونعني بها الجوانب الترتيبية، وقد نبّه الاخ الامين العام المساعد مسؤول القطاع الخاص الى نقطة محورية في هذا السياق وهو ملف الجباية داعيا الى مراجعتها بما يراعي الظروف الاجتماعية لكل الفئات وان لا يتحملها فقط العمال والفئات الفقيرة لان مثل هذه المراجعة الجادة والشفافة تقودنا مثلما اكد الاخ بلقاسم العياري الى توزيع عادل للثروات الوطنية وينمّي لدى الجميع الاحساس بالمواطنة فينصرفون الى مزيد العمل والبذل والاجتهاد لتحقيق التنمية كما عرّج على ملفّ المناولة داعيا الى ضرورة اقامة حوار بناء وعميق بين جميع الاطراف الاجتماعية من اجل معالجة هذه الظاهرة وصياغة استراتيجيات وحلول لاستتباعاتها على العمال كونها تعد احدى العوامل المؤدية الى ضرب ممارسة الحق النقابي باعتباره حقا يضمنه دستور البلاد وتقرره كل المواثيق والاتفاقيات الدولية، فلا تنازل على هذا الحق كونه مقوّما من مقوّمات منظومة حقوق الانسان داعيا في هذا الصدد الى رصّ الصفوف ومضاعفة الجهود من اجل المحافظة على هذا الحق وكل المكتسبات وتطويرها برغم كل اختلافاتنا وتناقضاتنا في المواقف والممارسات التي لا يجب ان تخرج عن مبادئ وقيم الاتحاد الذي نختلف فيه وهذا حقّنا لأنّه منظمة تقوم على الصّراع البنّاء والهادف ولكن لانختلف عليه مهما كانت الاسباب كونه منظمة عمالية وطنية ديمقراطية ومستقلة عن كل التجاذبات السياسية ومنحازة الى الشعب والى كلّ قضايانا القومية وفي مقدمتها قضية العرب الاولى فلسطين، العراق ولبنان اضافة الى قضايا التحرر في العالم طالما انها تنشد الحرية وتقاوم الاستعمار والامبريالية. ثم فتح الاخ الامين العام المساعد باب النقاش حتى يصغي الى مشاغل ومشاكل اهل الجهة الذين عبروا باجماع عن اهمية الدفاع عن وحدة المنظمة أمام المتربصين بها داعين الى ضرورة الانكباب على معالجة الملفات المطروحة والبحث لها عن حلول واستراتيجيات مبرزين في هذا كله استعدادهم للنضال بشرف وامانة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل ليبقى منارة للاجيال القادمة مثلما كان تأسيسه شرارة افادت وما تزال البلاد والعباد من اجل النماء والتقدم حتى تبقى تونس حرة منيعة.