بالعودة الى الذاكرة والى سجل ضيفنا نكون قد بلغنا ملحمة الارجنتين في سنة 1978 وكيف ساهم اولمبيك الكاف في اثراء الزاد البشري للمدرب عبد المجيد الشتالي وذلك بدعوة كل من كمال بن ابراهيم «الشاف» ووحيد الكافي الذي اكد انه دعي للمنتخب بعد متابعته في البطولة خلال موسمي 1976 1977 وكان عمره انذاك 19 سنة مع عتوة النايلي لمين بن عزيزة وكان اصغرهم والتدريبات التي خضع لها صحبتهم أهلته لينال مرتبة ومكانة خاصة عند الاطار الفني، فبين خبرة عتوة والنايلي وطموح بن عزيزة ووحيد كان التنافس النزيه خلال التربصات ولما حان موعد ضبط المجموعة النهائية للقاء فرنسا وتونس بمدينة نانسي كان على المدرب ان يختار 3 حراس من ضمن مجموعته هنا يتذكر وحيد: «السيد عبد المجيد الشتالي كان لبقا ومتحضرا في حديثه معي قدم لي نصائح زادت في تعلقي بموضوعية ووجاهة اختياره مؤكدا ان المشوار ما زال في بدايته واختيار الثلاثي الاول عتوة النايلي بن عزيزة يدخل ضمن بعض الشروط الموضوعية، وقد اهداني زيا رياضيا مع حقيبة من الطراز الرفيع وأوصاني بالمواضبة والصبر والعزيمة ايامها لم أشعر انني ظلمت وانما تصرف المسؤول الاول عن المنتخب كان بمثابة الدرس الذي استفدت منه على امتداد مشواري الرياضي. للتذكير فان مجموعة الارجنتين شهدت كذلك تعويض زميلي كمال بن ابراهيم بلاعب النجم صلاح القروي. هكذا طويت صفحة المنتخب لألتزم مع فريقي ورغم كل الاغراءات للعب لفرق اخرى الا انني حبذت انهاء مشواري مع اصدقائي وكانت فكرة التدريب تستوهيني لاني حاصل على الدرجة الثالثة ومهدت لي للحصول على شهادة مدرب حراس مرمى وباشرت تدريب جميع الاصناف في اولمبيك الكاف وكنت عملت مساعدا لنبيل معلول وكذلك للمدرب محمود الورتاني الذي مر بفترة قصيرة جدا بالكاف، نظرة المسؤول للمدرب المساعد ولمدرب حراس المرمى لم تكن واقعية بما انهم ينظرون له كمعاون وهذا ما حز في نفسي لذلك خيرت الانسحاب وكانت اول تجربة لي مع الملعب التبرسقي ولكن التحول اليومي الى تبرسق ارهقني فخيرت الانسحاب. أنجب أولمبيك الكاف حراس مرمى ذاع صيتهم ومكنوا اولمبيك الكاف من البروز بداية من المرحوم عمي عزوز ثم تلاه في خطته عمي قيوم الذي كرّمه اصدقاؤه بعد وفاته بتونس بعيدا عن مدينة الكاف. حمدة زويتة فقد اسنانه في لقاء بملعب مقرين فهو مقعد حاليا وقرر عدم قبول اي زيارة لمنزله وانزوى بمسكنه منذ 3 سنوات رغم محاولة الهيئة الحالية تكريمه الا انه رفض (؟). انجب الاولمبيك الشاذلي المبروكي مدرب حراس (الادارة الفنية للجامعة) وهو الذي انتمى الى مستقبل المرسى. عادل زويتة مدرب حراس النادي البنزرتي سابقا. عبد الستار الكافي جاهد وناضل من اجل ترسيمه كميكانيكي بشركة النقل بالكاف ولكن (!). فتحي المديني والحجوني موظفان بالاشغال العامة. وحيد الكافي مندوب الرياضة والتربية البدنية. صالح الكافي المدرب الحالي لأولمبيك الكاف حراس مرمى الاكابر. مدرسة تكوين الحراس عندما انتدب اولمبيك الكاف الحارس احمد بورشادة وطارق بن مريم وخالد المغزاوي لم تكن هناك سياسة واضحة للتكوين القاعدي ولم يبرز اي حارس مرمى بإمكانه ان يضيف صلابة اكثر للدفاع رغم محاولاتي افادة الفريق الا انني اصطدمت في كل مرة بعراقيل اثناء الحصص التدريبية وأتذكر اني ابعدت عادل زويتة عندما كنت مساعدا لنبيل معلول رغم انه جاري وصديقي الا ان الهيئة في ذلك الوقت لم تقف الى جانبي يومها عرفت ان مجال التدريب في اولمبيك الكاف لا مستقبل له. خلال هذا الموسم انتدب اولمبيك الكاف حارس مرمى جمعية مقرين محمد الرويني وحارس مرمى القلعة الرياضية الرواتبي وانظروا الى ترتيب الفريق، فعوض الاهتمام بهيكل الكافي ورياض حمدي وحارس الآمال واعطائهم الوقت اللازم للتدريبات فان الهيئة تغاضت عن هذه الناحية وفكرت في الحاضر دون التخطيط للمستقبل. وهذه واحدة من مشاكل كثيرة ظل اولمبيك الكاف يعيشها عبر مسيرته الطويلة. (الجزء الثالث)