احتفل نقابيو قابس بالذكرى الثانية والستين لتأسيس منظمتهم النقابية المناضلة الاتحاد العام التونسي للشغل على امتداد يومين، أما في اليوم الاول 2008/1/19 على الساعة الثالثة والنصف فقد افتتح الاخ محمد سعد الامين العام المساعد المسؤول عن المالية والادارة معرضا وثائقيا بالنص والصورة يعرّف بمواصلة نضال شعبنا العربي في العراق وفلسطين وانجازات المقاومة الباسلة بمناسبة الذكرى الاولى لاستشهاد القائد المناضل صدام حسين، ثم اشرف على تجمع دعا اليه المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي وحضره الى جانب الاخ محمد سعد الاخ الحاج كشرود عضو اللجنة الوطنية للنظام والاخ المنجي عبد الرحيم كاتب عام جامعة المهن والخدمات والاخوة اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي يتقدمهم الاخ اسماعيل حيدر وجمع من النقابيين الذين استمعوا بكل اهتمام الى كلمة الاتحاد الجهوي بهذه المناسبة ألقاها الاخ السلامي مجيد عضو المكتب التنفيذي الجهوي والتي جاء فيها: «... لقد خاض النقابيون في صلب اتحادكم العتيد النضالات المريرة من اجل صيانة استقلاليته وحماية وحدته والذود عن حرية قراراته وتمثيليته وقد واجه في طريقه هذا شتى المؤمرات ومحاولات تركيعه والهيمنة عليه مما سبب له أزمات عرف خلالها النقابيون ويلات السجن والطرد والمطاردة. لقد خرج اتحادكم من كل هذه الازمات اكثر وحدة وقوة ومصداقية واكثر عزما على مواصلة النضال من اجل تحقيق التوزيع العادل لثمرات النموّ وتحقيق العدالة الجبائية، وتوسيع مجالات الحوار الاجتماعي لتشمل مجمل القضايا التنموية ذات الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية اضافة الى مواصلة الدفاع عن الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان وجميع قضايا أمتنا العربية... كما تم إعلان تأسيس محمد علي بقابس وذلك من اجل «تطوير آلياتنا وتحديث عملنا دون التخلي عن ثوابتنا بالتركيز على المعرفة والتكوين والدراسات التي نحتاج اليها في عملنا اليومي كما في حوارنا الاجتماعي وفي كل الملفات الكبرى التي تنتظرنا في ظل الانماط الاقتصادية الجديدة والتنامي السريع للقوى المعادية للطبقة الشغيلة وما يتعرض له العمل النقابي من خطر جدي...». ثم قدم الاخ محمد سعد الامين العام المساعد المسؤول عن الادارة والمالية كلمة تجاوب معها الحضور لما اتسمت به من وضوح وصراحة وواقعية فأكد وهو يتحدث عن نشأة الاتحاد ان الارادة التي اوجدته كانت حرة مستقلة ذات ارث نقابي وطني (جامعة عموم العملة التونسيين) واهداف وطنية عاجلة وآجلة فتعددت الجبهات التي خاض فيها النضال فكانت سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية.. كما تنوعت اشكال النضال التي كان طليعتها دون منازع (نضال مسلح اضرابات عصيان مدني...) كما تولى فرحات حشاد مهمة التعريف بالقضية الوطنية خارج الوطن وربط النضال الوطني بالنضال القومي... وهذا ما دفع المستعمر وعملاءه الى اغتيال المؤسس فرحات حشاد الا انه لم يتمكن من اغتيال البذرة التي نمت وترعرت وأتت أكلها... ودعائمها الاساسية الجرية والاستقلالية والوحدة... ثم واصل الاخ محمد سعد مؤكدا أننا في هذه الايام أحوج الى التمسك بهذه الثوابت التي قد بني عليها الاتحاد والتي كانت هدفا لكثير من أعداء العمل النقابي داخليا وخارجيا مما جعل الاتحاد عرضة الى كثير من المحن والازمات التي تعرفونها... فعلينا ان نتعايش داخل هذه المنظمة المناضلة أصلا وان ننضبط لقوانينها ونمارس الديمقراطية قولا وعملا... ونفوّت الفرصة على كل من يحاول تهميش دور الاتحاد أو توظيفه الى مصالح فئوية او حزبية ضيقة لأن الازمات أثبتت ان محاولة ضرب الاتحاد او تهيمشه لا يضر بمصلحة المنتسبين اليه فحسب بل يضر بكل الفئات الشعبية تقريبا والمصلحة الوطنية... ونحن مطالبون ان نثبت ان منظمتنا لا تدافع عن منظوريها فقط بل تدافع عن مصالح كل ابناء الشعب لذلك تهمنا الحريات العامة والفردية والحقوق بأنواعها... ومن هذا المنطلق فان الاتحاد العام التونسي للشغل معني بتدهور المقدرة الشرائية وتفاقهم البطالة واخطار التلوث وانتشار الآفات الاجتماعية من جرائم وسرقة وغيرها... نعم من حقه ان يكون له دور في رسم سياسة تنهض بالوطن اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا لا ان يحمّل نتائج ما لم يشارك في وضعه رغم تنبيهه الى النتائج الحاصلة... ولذلك من واجبنا ان لا نكتفي بالمطالبة بتحسين الاجر بل علينا ان نطالب بالضغط على الاسعار او مراجعة الزيادات سنويا على ضوء نموّ الدخل العام المعلن وارتفاع الاسعار... ثم قال: أيها الاخوة ان اتحادكم فريد من نوعه نشأة وتركيبا وأهدافا وهو المنظمة الوحيدة التي يتعايش فيها العمال بالفكر والساعد على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية وانتماءاتهم السياسية ويلتزمون بثوابت واحدة وتنظمهم قوانينه الخاصة... وتخلل هذا التجمع قراءات شعرية للشاعر الكبير جمال الصليعي الذي استطاع حقا ان يشد اهتمام الحضور بشعره المعبر عن الهموم القومية واحلام التواقين للحرية والوحدة من ابناء هذه الامة المثخنة بالجراح... وقد تنوعت الوسائل لتمزيقها والقضاء عليها؟! وفي اليوم الثاني 2008/1/20 ألقى الدكتور عبد الله بن سعد محاضرة بعنوان (الاتحاد العام التونسي للشغل ستّة عقود من النضال الوطني الاجتماعي) حضرها جمع من النقابيين استعرض في بدايتها مراحل التأسيس والظروف المحبطة بذلك... ثم المحطات النضالية في بعديها الوطني والاجتماعي اثناء الاستعمار المباشر وغير المباشر... متوقفا عند بعضها شارحا ومعلقا... كما اشار الى دور الاتحاد العام التونسي للشغل في كل الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية... وعلاقة قياداته بالحزب الحاكم واثر هذه العلاقة في استقلالية الاتحاد وحرية قراراته مما سبب الازمات المعروفة مؤكدا ان هذه الازمات وان عاقت مسيرة الاتحاد فهي لم تلغ دوره او تهميشه كمنظمة نقابية وطنية... فسرعان ما يستعيد عافيته رغم السلبيات ليواصل نضاله الوطني والاجتماعي... ومهما كانت السلبيات والمعوقات فان دور الاتحاد العام التونسي للشغل يبقى الفضاء الوحيد الذي تمارس فيه حرية التعبير وابداء الرأي...