على مدى ايام 28 و29 فيفري وغرة مارس 2008 نظم الاتحاد العام التونسي للشغل قسم الوظيفة العمومية بالتعاون مع باقي الاقسام المعنية ندوة وطنية لاعداد المفاوضين في الوظيفة العمومية. الندوة تناولت جملة من المحاور من ابرزها سياسة الاجور في تونس التطورات والعبر والمالية العمومية الواقع والافاق الى جانب محاور اخرى تعلقت بآليات التفاوض وتقنياته وواقع الاقتصاد الدولي وانعكاساته على الاقتصاد التونسي. وقد شارك في اشغال الندوة عدد من المسؤولين عن الوظيفة العمومية في الجامعات والنقابات العامة والاتحادات الجهوية للشغل بالاضافة الى الوفود التفاوضية التي ستشارك في المفاوضات الاجتماعية في جولتها السابعة والتي ستنطلق خلال شهر مارس 2008 ولدى افتتاحه اشغال الندوة ابرز الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد أن الندوة تندرج في اطار الاعداد الجيّد للجولة الجديدة من المفاوضات الاجتماعية التي سيعمل الاتحاد على انجاحها بما يجعلها في مستوى انتظارات كل الاطراف المعنية مع الاخذ بعين الاعتبار المصلحة العليا للبلاد في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة وفي ظل المنافسة الشديدة التي تشهدها مختلف اقتصاديات بلدان العالم وما تضمه من تكتلات اقليمية وعالمية. وقد اشار الاخ عبد السلام جراد إلى التطور الذي شهده قطاع الوظيفة العمومية في تونس مشيرا الى مستوى الخدمات المسداة للمواطن التونسي في مختلف مواقع الانتاج والتي شهدت تغييرا جذريا في مستوى خدمة المواطن وايضا في مستوى آليات العمل كما ابرز ان الوظيفة العمومية وما تقوم به من جليل الخدمات لفائدة المواطن هي المرآة العاكسة للتطور الذي تشهده تونس عموما، وفي نفس السياق دعا الاخ عبد السلام جراد الى ضرورة تحسين المستوى المادي والادبي لاعوان الوظيفة العمومية حتى يتسنى لهم القيام بمهامهم في ظروف طيبة ومواتية من شأنها ان تُحفّزهم على مزيد البذل والعطاء وتحقيق رغبة المواطن في الحصول على خدمة في المستوى المطلوب. من جهة اخرى اكد الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل ان الحق النقابي في تونس محترم وان العمل النقابي حر وأن الاتحاد العام التونسي للشغل يقوم بعمله في كنف الشفافية والاستقلالية ولا يتعرض الى اي ضغوطات من اي جهة كانت مبينا ان تونس تعتبر رائدة في المجال الاجتماعي ومثالا يحتذى وهي محل تقدير المنظمات النقابية الشقيقة والصديقة الإقليمية والدولية منها بفضل السياسة التعاقدية القائمة على الحوار والتشاور والتفاوض بين مختلف الاطراف الاجتماعية. واكد الامين العام للاتحاد ان المنظمة الشغيلة مع ضرورة دعم الاقتصاد الوطني بما يساعد على نمو البلاد وازدهارها داعيا كل الاطراف الى المساهمة بشفافية في دعم ميزانية الدولة عن طريق جباية عادلة بعيدة عن كل حيف والى ضرورة تحمل الاعباء وتقاسم الثروة الوطنية بين فئات المجتمع كافة مبرزا اهمية دور الشغالين بالفكر والساعد في القيام بواجبهم الجبائي تجاه الدولة داعيا باقي الاطراف الى النسج على هذا المنوال بما يوفّر سياسة اجتماعية عادلة... هذا وقد شدد الاخ عبد السلام جراد على حرص الاتحاد على انجاح الجولة السابقة من المفاوضات الاجتماعية راجيا ان تكون نتائجها ايجابية ومرضية ملحا على ضرورة التعاطي مع ملف الوظيفة العمومية بجدية والنظر اليه من زاوية خاصة لان الوظيفة العمومية الواجهة الحقيقية والمرآة العاكسة لمستوى الخدمات العمومية المسداة مباشرة للمواطن وعليه لابد من تمكين اعوان الوظيفة العمومية من حقوقهم كاملة المادية منها والمعنوية خاصة ان هذه الاوضاع بقيت دون المأمول رغم التحسينات والزيادات في الاجور على مدى جولات التفاوض الست الماضية التي شهدها هذا القطاع الذي يشكل مئات الالاف ويضم فئات مهنية لها مكانتها في المجتمع وتؤدي دورا مهما في نمو البلادها وتقدمها... ونشير الى ان جلسة الافتتاح حضرها الى جانب الاخ الامين العام للاتحاد عدد من اعضاء المكتب التنفيذي الوطني الذين ترأس عدد منهم اشغال هذه الندوة التي غاب عنها الاخ المنصف الزاهي الامين لعام المساعد المسؤول عن الوظيفة العمومية الذي كان مقيما بالمستشفى للتداوي ونحن نتمنى له الشفاء العاجل والعودة الى سالف نشاطه. وقد حاضر خلال الندوة مختصون وجامعيون وكانت مناسبة للحصول على مزيد من المعطيات حول الجولة السابقة من المفاوضات.