كانت احتفالات لجنة المرأة بذكرى اليوم العالمي للمرأة مختلفة فعندما كانت اللجنة تتبع قسم الدراسات كانت فضاء علميا وفكريا فقد تمكنت العضوات من انجاز دراسات قيّمة حول وضعية المرأة العاملة في تونس... كانت مدخلا معرفيا مهما للإلمام بواقع العمل النسوي وسبيلا لاكتشاف الاخلالات الكامنة فيه، ولكن لما قُنّنت هذه اللجنة وصارت لجنة استشارية تهتم بمشاغل المرأة العاملة أفرغت من محتواها إذ ليس لديها صلاحيات طرح مطالب أو التفاوض لا داخل المنظمة ولا خارجها وبدأ التقنين منذ 1992 ثم مع مؤتمر الكرم 1993 وتواصل التنقيح حتى ابتعدت الاهداف التي من أجلها تكونت اللجنة فنشاطها اليوم يقتصر على احياء ذكرى 20 جانفي و8 مارس وذلك من خلال احتفالات تحضرها الهياكل النقابية وتغيب عنها المرأة العاملة ومشاغلها، فالمرأة العاملة يجب ان تكون اكثر حضورا اليوم داخل المنظمة اعتبارا للسياقات الجديدة للتشغيل التي تأثثت داخلها قطاعات من العمل بشكل لافت «كأعمال التنظيف ومراكز النداء وعموم قطاع الخدمات اذ تزداد معاناة المرأة العاملة يوما بعد يوم... وعلى لجنة المرأة العاملة ان تتحمل مزيدا من المسؤولية في توعية النساء بحقوقهن واستقطابهن للعمل النقابي خاصة في ظل واقع الردّة الذي يعيشه مجتمعنا مما دفع بالكثير من النساء إلى الركون في البيت عوضا عن التمسك بحق الشغل. انا ارفض ان يتم الاحتفال بذكرى اليوم العالمي للمرأة ضمن مائدة مستديرة ف 8 مارس هو تاريخ احتجاج النساء العاملات.... أتمنى أن تقام تظاهرات احتفالية تكون خلالها المرأة ممسكة بزمام أوضاعها المهنية ومدركة لحقوقها ومستوعبة لكيفية الدفاع عنها... اتطلع لاحتفالات نرفّه خلالها عن النساء العاملات اللواتي لا يجدن فسحة من الزمن للفرح. كل العالم اليوم يحتفل بذكرى 8 مارس بشكل يسمح معه للنساء بالتواصل وتبادل الخبرات والترفيه وانصات بعضهن لمشاغل البعض الاخر من أجل تطوير امكانياتهن النضالية. انا ارفض ان تقام موائد مستديرة تطرح خلالها مشاغل مهمة للنقاش ثم تطوى الصفحة ولا تتم متابعة المسائل المطروحة...