أثار اعلان نتائج مناظرة قامت بها شركة فسفاط قفصة أكبر مشغل لابناء مدن الحوض المنجمي (المتلوي الرديف أم العرائسالمظيلة) حالة من التململ والتوتر بين أهالي الجهة. نتائج رأى البعض انها تكرّس مبدأ التمييز بين المترشحين وان مقاييس الانتداب لم تكن على اساس الكفاءة العلمية، ذلك ان العديد من المترشحين ليسوا من اصحاب الشهائد العليا لكن تم انتدابهم مما دفع بالاهالي الى القيام بمسيرات شعبية واعتصامات من اجل تبليغ مطلبهم الرئيسي بأن التشغيل حق لكل ابناء التونسيين. ان رفض اهالي مدن الحوض المنجمي لنتائج المناظرة يبرز الوعي الذي بلغه ابناء هذا الشعب بأن مثل هذه النتائج تغذي حالة الاحتقان والتوتر بين افراد الوطن الواحد بل بين ابناء حي واحد فاذا علمنا ان عائلة لها بنان ترشحا لاجتياز المناظرة وتم انتدابهما وعائلة اخرى تجاورها في السكن لها ثلاثة ابناء ترشحوا لكن لم يقع انتدابهم. ألا يغذي ذلك الاحساس بالظلم والتمييز بين ابناء الحي الواحد؟ أليس من الممكن ان يثير ذلك مشاكل بين العروش التي تقطن المنطقة خاصة ان الجهة تعرف بما يسمى «العروشية»؟ ألا يمثل ذلك خطرا على أمن البلاد والعباد؟ الجواب سيكون حتما بالايجاب لأن أهالي المنطقة يدركون حجم التفاوت الصارخ بين بعض المناطق الساحلية وجل المناطق الداخلية خاصة الشريط الحدودي الممتد من ولاية جندوبة مرورا بالكاف والقصرين وصولا الى قفصة. إن تلافي هذه المشاكل يكون بالانتداب الذي يعتمد على المقاييس العلمية وتبجيل اصحاب الشهائد العليا من اجل تيسير شروط انتدابهم وذلك لتقليص البطالة في صفوف هذه الفئة التي بلغت أرقاما مفزعة في مدن الحوض المنجي (1500 صاحب شهادة عليا عاطل عن العمل في أم العرائس) خاصة ان اغلب هؤلاء الشباب ينحدرون من عائلات معوزة مما جعل من هذه المدينة معتمدية من المعتمديات ذات الاولوية في البرامج التنموية. ان امل اهالي مدن المناجم كبير في ان يتم انتداب ابنائهم من طرف شركة فسفاط قفصة المشغّل الاكبر في المنطقة مما يساعدهم على الاستقرار في مدنهم وضمان العيش الكريم لهم بعيدا عن النزوح الى العاصمة أو التفكير في الهجرة الى القارة العجوز وما تحمله هذه المغامرة (الحرقان) من عواقب مجهولة لأبناء هذا الوطن العزيز. ان التشغيل هاجس وطني لابد لكل مكونات شعبنا ان تعمل على توفيره لجميع التونسيين بشفافية حتى لا تخسر بلادنا خيرة ابنائها المشتغلين بالفكر والساعد. الطالب المتربص