للمرة الألف نضطرّ في قسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي إلى توضيح طبيعة التعامل مع مؤسسة فريدريش ايبارت نظرا الى محاولات البعض، بخلفية لا جدال فيها، ترويج معطيات مغلوطة هدفها التشويه المجاني عبر استغلال بعض الاحداث والوثائق من هنا وهناك: 1 نشير أولا الى ان اقسام الاتحاد العام التونسي للشغل كافة معنيّة بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبارت طبقا لموقف من المكتب التنفيذي، وهو ما يجعل كلّ من يستهدف قسم التكوين النقابي او رئيسه على خلفية ما، في التسلّل بل انه مدعوّ الى مراجعة موقفه ان كان ذاك هدفه. 2 انطلقت الحملة المغرضة من خلال وثيقة روّجت دون علم القسم في الندوة الاخيرة التي انتظمت بالتنسيق بين اقسام القطاع العام، الدراسات والتوثيق والتشريع والنزاعات والتي احتوت على عرض لاهم المبادئ التي تدافع عنها المؤسسة والتي من بينها الديمقراطية، الحرية المساواة، العدالة وايضا السلم فيها سميّ الشرق الاوسط على أساس دولة لما سميّ باسرائيل ودولة فلسطين. إنه موقف يتضارب مع توجهات الاتحاد العام التوسني للشغل الذي وقف وسيظلّ كذلك ضدّ التطبيع مع كيان دخيل على الشعب العربي ولكن متى قرّرنا مقاطعة المنظمات والمؤسسات غير الحكومية الداعية الى سلام طبق تصوّر روّادها؟ إذا كان ذلك مقياسا من مقاييس التعامل علينا أن نتّخذ قرارا بمقاطعة المظمات النقابية الاوروبية والامريكية كافة بما في ذلك الاتحاد الحرّ. الاتحاد عضو في هياكل الاتحاد الحر ويتعامل مع النقابات الفرنسية، وهي منظمات على علاقة ب «الهستدروت» (النقابات الصهيونية)، بل ان النقابات الاوروبية والاتحاد الحرّ تدعم نشاطات الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد المغاربي ومنظمة العمل الدولية مشكّلة تشكيلا ثلاثيا (الحكومات، أرباب العمل والنقابات) والاتحاد عضو فيها، ثم ان هذه المؤسسة التي لا تدعم الاتحاد نقدا ولا تصرف أموالا الا لتغطية نشاطات مباشرة، هي مؤسسة مفوّضة من النقابات الالمانية (DGB). أليس اتحادنا عضوا فاعلا في «الدولية للخدمات» (ISP) ومتعاونا معها في جانب من انشطته والهستدروت إحدى مكوّناتها؟ أليست بعض نقابات التعليم عضوا في «الدولية للتربية» ويحتجّ بعضها على استئثار قطاع التعليم الاساسي بتمثيله في هذه الدولية التي من بين أعضائها الهستدروت؟ هل الحل إذا في مقاطعة كل هؤلاء وفتح وعرفات وحماس والجبهة الديمقراطية... باعتبارهم يتحاورون مباشرة مع الصهاينة ام ان الحل في مقاومة التطبيع وفي التعامل مع المنظمات الاوروبية على قاعدة احترام القرارات الداخلية واستقلالية المواقف. إن المنظمات الآنفة الذكر لم تشرّع يوما احتلال العراق بينما شرّعتها احزاب سياسية في المنطقة العربية، يمتدحها ومن غرائب الدهر هؤلاء الذين يقودون حملة تشويه مفتعلة. نقول ذلك ونحن على استعداد تام، إذا تدخلت هذه المنظمات في شؤوننا الى مقاطعتها والتنديد بها. 3 معطيات أخرى نسوقها عرضا الى «رفاقنا» ممّن يتمسكون دغمائيا بمواقف مسبقة. لهذه المؤسسة علاقات تاريخية مع الاتحاد العام التونسي للشغل بل انها هي التي احتضنت الزعيم احمد التليلي حين هاجر الى ألمانيا وهي التي كانت عبر (DGB) من أشدّ المقربين الى الزعيم الحبيب عاشور وهي التي قاطعت الشرفاء والمنصبين تمسكا بالشرعية النقابية. معطى آخر أهمس به الى من تمسّك بالمغالطة: من حجج هؤلاء أن هذه المنظمة يعود تأسيسها الى الرئيس فريدريش إيبارت الذي من أخطائه الكبيرة التنكيل بالشيوعيين!! اذا اعتمدتم هذا المقياس في تحديد مقاييس التعامل، راجعوا موقفكم ولنراجع مواقف من بعض السادة العرب الثوريين جدا والذين تعاملوا بالاسلوب نفسه مع الحركة الشيوعية في الوطن العربي. منسّق قسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي