قبل اسبوع تحدثنا عن وجهين لولاية القصرين احدهما معاناة الناس في بعض المواقع وثانيهما محاولة السلطة (جهويا ومركزيا) تطبيق سياسة مدّ اليد لتطويق بعض جيوب القلق والفقر والجهل والخصاصة التي مازالت تعشش في أرض السباسب. «زهور» بلا عطر في الحلقة الفائتة تحدثنا ايضا عن القصرينالمدينة وشارعها الاطول على المستوى الوطني وقد يكون الاجمل وقد عاتبنا بعض أصدقائنا الى حد اللوم على اقتصارنا على «حائط الحشمة هذا» حيث افادونا بأن وراء الاكمة ما وراءها وان وراء تلك الشجرة غابة يجتاحها الفقر والخصاصة و «ينمو» فيها الانحراف... لهؤلاء الاصدقاء نقول اننا فعلا ذهبنا الى هناك وتحديدا الى حي الزهور حيث تسكن أم هاني مشجعة مستقبل القصرين رقم 1 والتي تعذر علينا استجوابها وتصويرها على عين المكان نظرا لضنك العيش الذي تعرفه هذه السيدة صحبة معزاتها ودجاجة واحدة على ما يبدو!! مما اضطررنا معه الى اخذها الى الفندق وارجاعها الى «منزلها» سالمة، لنذهب بعد ذلك الى بيت اخر في حي قريب اسمه حي «الظلام» حيث يسكن ابن أم هاني وابناؤه الاربعة عشر (14). هذا الرجل حدد قانونا يخصه وهو احالة من يبلغ السيريام على شرف الدراسة (كما يسمي مثقفونا الاحالة على التقاعد احالة على شرف المهنة وكأنه قبل الاحالة كان خارج الشرف؟). قلت هذا السيد يطبق القانون بدقة متناهية فكل من بلغ او بلغت السيزيام يحيله على الشارع ليواجه مصيره وذلك بداعي الخصاصة والفقر وعدم القدرة على المصاريف. وامثال هذا في المعتمدية / الحي الزهور يعدون بالمئات رغم ان هذه المعتمدية ذات أولوية حسب التصنيفات الاخيرة... علما وان ابن ام هاني يتوفر على اجهزة التقاط تلفزية لا تملكها حتى ال «BBC» كيف لا وهو «يجبد الضو من البُوطو» هكذا صرح لنا وطلب مساعدته في دفع «الخطية» المقدرة ب 800 دينار مع تعهده بقضاء فترة السجن المحكوم بها عليه شريطة ان يعول السيد المعتمد كتيبة ال 14 وأمهم!! وعليه وحيث ان (كما يقول المحامون) الحالة على هذه الشاكلة فانها فوق كل تعليق لأن الفائدة من الغربال معدومة طالما الشمس في كبد السماء. حاسي الفريد: «شربة نريد» مثلما تحدثنا عن ولجة عقيل معتمدية سبيبة فان واقع معتمدية حاسي الفريد يدعو الجميع الى مزيد الاحاطة خاصة ما يتعلق منها بالماء الشروب... هذا المرفق الذي كان وما زال ونتمنى ان لا يظل أرقى مطلب وأغلى أمنية، ففي منطقة مثل الساهلة وتحديدا دوار السلامنية يصلي بعض الناس هناك بلا وضوء!! بل باعتماد التيمم!! حفاظا على الماء... ولا نريد ان نضيف شيئا في هذا الباب مادام السيد حسن الآجري والي القصرين وعد بحسم المسألة خاصة ان صيف ذاك الربع يحوله الى احد احواز جهنم... شد ... شد الطبيب هرب! وأنا أهمّ بمغادرة حاسي الفريد استرعى انتباهي جلبة داخل المستشفى... دلفت الى هناك فاذا بالجميع يصرخ فهؤلاء اطفال «يفغمون» وهؤلاء نسوة متكدسات وهذا شيخ ينبئ «الأمة» بأنه ريّد للطبيب يمينه ولكنه لم يستجب.. ومختصر المسألة ان الطبيب غضب من امر فحلف بأن لا يضرب ضربة!! وترك الناس على عِللهم ووجعهم وعاد الى منزله «متنوّي». على باب المقبرة اخر «طرفة» وتتعلق بتلك العجوز ام الصبايا والتي ناشدت «الحاكم» الحصول على دفتر علاج فطالبوها في المعتمدية بمتابعة اخبار الوفيات حيث لا يمكن تمكينها من هذا «الكرني» الا تعويضا لمن هو في حالتها وذهب الى جوار الرحمان.