نقلة نوعية في تاريخ الموسيقى التونسية حدثت يوم الثلاثاء الفارط 10 جوان 2008 بعد نجاح الاتحاد العام التونسي للشغل في هيكلة هذا القطاع ولمّ شمله في نقابة موحّدة افرز اعضاؤها صندوق الاقتراع الذي احتكمت له اصوات الفنانين والموسيقيين والعازفين والفنيين في الميدان ليختاروا سبعة اعضاء سيتكفلون برفع مطالب القطاع إلى الجهات المعنية ويسعون لانهاء ما أسموه عهد الانتماء لرصيف شارع الحرية الذي طال الخمسين سنة... بحضور عدد كبير من اهل الميدان في نزل الهناء الدولي افتتح الموسيقار عبد الكريم صحابو المؤتمر التأسيسي لنقابة المهن الموسيقية مرحبّا بممثلي الاتحاد الجهوي للشغل بتونس وهم الاخوة توفيق التواتي وروضة الحمروني وراضي بن حسين ومحمد علي خذر، مشيدا بالدور الذي لعبه الاتحاد ا لجهوي والاتحاد العام ممثلا في الامين العام الاخ عبد السلام جراد الذي استقبلهم سابقا وتبنّى مشروعهم في تكوين نقابة مستقلة تنضوي تحت لواء المنظمة الشغيلة. عبد الكريم صحابو اكد جهد المكتب التأسيسي لنقابة المهن الموسيقية الذي تأسس في ماي 2008 وقد اعتبر ان يوم 10 جوان يوم تاريخي ومفصلي سيغيّر واقع ومستقبل القطاع اذا ما تظافرت الجهود وآمن اهل المهنة بدور النقابة في تحسين اوضاعهم وتأمين الحد الأدنى المفقود. المهم الانجاز الاخ توفيق التواتي الكاتب العام للاتحاد الجهوي بتونس ورئيس المؤتمر التأسيسي لنقابة المهن الموسيقية اشار في تدخله الى ان الفنان التونسي لا ينقصه شيء عن صنوه من الاجانب لذلك فانه من غير المنطقي ان لا يكون له هيكل نقابي يمثله ويدافع عنه، مشيرا الى ان انجاز هذا المؤتمر حتى وان كان متأخرا فانه سيحدث نقلة نوعية بتظافر اهل القطاع ودعم ومساندة الاتحاد الجهوي للشغل والاتحاد العام بكل هياكله لافتا النظر الى ان الاتحاد مثلا هو الذي امّن للممثلة درة زروق العمل في مصر بعد ان ارسل لنقابة الممثلين المصريين نسخة من بطاقة انخراطها مقترحا عليهم احداث صندوق تضامني للفنانين تتأتى عائداته من احداث طابع جبائي على كل عقد حفل يُبرم. الاخ توفيق التواتي اكد انّ الفنان هو مرآة المجتمع لذلك يكفيه ما ناله من تهميش وان التأطير القانوني والشرعي للمبدع هو الذي سيؤمن له مواصلة الابداع والاضافة والمساهمة في بناء المجتمع. مطالب تدخلات كثيرة لأكثر من فنان سُجلت قبل التصويت طرحت عدّة مطالب وملفات كبطاقات الاحتراف والتصنيف المهني والمهرجانات وحقوق التأليف والدعم والأداءات والأجور وقد أجملها الشاعر الغنائي حاتم القيزاني ضمن تدخله حيث رفع عدّة مطالب ومقترحات لعدّة جهات مثل وزارة الثقافة والمالية والسياحة والداخلية وقطاع الاعلام السمعي البصري حيث أكد القيزاني أولوية الفنان التونسي في الحضور الاعلامي وفي المهرجانات ومقترحا اعضاءه من الضرائب وتنظيم عمله في النزل وزيادة نسبة دعمه وتصنيفه وتكثيف مراقبة عمليات القرصنة التي تطال أعماله وابداعاته... المكتب الجديد ترشح لعضوية المكتب التأسيسي 11 فنانا هم حسان عطاء وحاتم القيزاني وخالد بالخامسة وسامي بن سعيد وسامي الزغلامي وشكري عمر الحناشي وعبد الكريم صحابو ومقداد السهيلي ومهدي أمين وهاني دمق وأسامة فرحات، وبعد عملية التصويت (81 مصوّتا تم احتساب 77 صوتا والغاء 4 ، فاز كل من أسامة فرحات (70 صوتا)، حاتم القيزاني (69 صوتا)، عبد الكريم صحابو (64 صوتا)، مقداد السهيلي (54 صوتا)، شكري عمر الحناشي (61 صوتا) سامي الزغلامي (43 صوتا) وسامي بن سعيد (36 صوتا). إشارة عابرة رغم أن الحدث وطني وتاريخي إلاّ أنّنا لم نسجل حضور وسائل الاعلام خاصة السمعية والبصرية فما عدا بعض الصحف المكتوبة التي لم يتجاوز عددها أربع غابت كل من قناة تونس 7 وقناة 21 وقناة حنبعل والاذاعات الوطنية والخاصة... ربّما فضائياتنا واذاعاتنا مشغولة باستضافة أشباه الموسيقيين واصحاب الحناجر الرديئة القادمة من الخارج لتأثيث برامجها وتلويث مسامعنا.