... شاءت الصدف أن أتحصّل خلال هذه الأيّام على محضر جلسة المكتب الجامعي لإجتماع 5 ماي 2008 والذي كلّف خلاله عبد السلام شمام بمتابعة وتفقد انجاز مشروع دار الحكام. لحظتها تذكرت تقريرا للجنة مراقبة حسابات وتصرّف الجامعة التونسية لكرة القدم في سنة 2002 وقد تضمّن الملاحظات التالية حول بناء وتجهيز حجرات ملابس الملعب الفرعي بالمنزه والذي تمّ تكليف أيّامها الدكتور فيصل الشريشي بمتابعة الأشغال. 2 1 مشروع بناء وتجهيز حجرات ملابس بالملعب الفرعي بالمنزه: أبرمت الجامعة التونسية لكرة القدم في أواخر سنة 2000 صفقة قصد بناء وتجهيز حجرات ملابس بالملعب الفرعي بالمنزه بمبلغ قدره 302 ألف دينار ومن خلال التدقيق في انجاز الصفقة المذكورة ثبت لفريق الرقابة ما يلي: 1 1 تأخير كبير في الإنجاز مقارنة بالآجال التعاقدية: يشير فريق الرقابة إلى أنّه وإلى حدود إنتهاء أعمال الرقابة (آخر جانفي 2003)، لا تزال الأشغال مستمرّة وذلك رغم مرور أكثر من سنة على التاريخ التعاقدي لإنتهاء الأشغال وقد قدّرت مدّة الأشغال بستة أشهر يتمّ احتسابها انطلاقا من 22 جوان 2001، تاريخ الإذن ببدء الأشغال ويفسّر هذا التآخر جزئيّا بالمعطيات التالية: قامت الجامعة بإبرام الصّفقة في شهر أكتوبر 2000 ولم تأذن ببدء الأشغال الاّ في شهر جوان 2001 (تاريخ تسليم الإذن ببدء الأشغال إلى صاحب الصفقة) أي بعد حوالي 8 أشهر. إضافة أجزاء جديدة للمشروع لم تكن مدرجة في الصفقة تتمثّل في بناء طابق علوي فوق حجرات الملابس لمكاتب الإدارة الفنيّة للمنتخب الوطني وذلك دون إبرام ملحق للصفقة المذكورة لضبط آجال إضافية. إدخال تعديلات جوهريّة على مكوّنات المشروع الأساسيّة ممّا ترتّب عنه تعديل بالزيادة في الكميات التعاقدية للأشغال. 1 2 وجود فوارق هامّة بين الكميّات التعاقدية والإنجازات: بلغت كلفة الأشغال المنجزة والمقبولة من الجامعة إلى حدود شهر جانفي 2003 ما قدره 8،472 ألف دينار (كشف وقتي للأشغال عدد 6) أي بزيادة جملية تفوق 56 من المبلغ الجملي للصّفقة (302 أ.د) مترتبة عن الزيادة في الكميات التعاقدية وهو ما ينم عن وجود نقائص على مستوى الدراسة الأولية للمشروع التي لم تأخذ بعين الاعتبار بعض الأركان الأساسيّة (تصريف المياه وتزويد الحجرات بالماء والكهرباء). وتعتزم الجامعة إبرام ملحقا للصفقة المذكورة بمبلغ جملي يقدّر ب 5.208 ألف دينار يشمل الزيادة المسجلة في الفصول الأولية للصفقة واضافة فصول جديدة للمشروع. ويسجّل فريق الرقابة في هذا الصّدد قبول مصالح الجامعة للأشغال الاضافية، دون إحاطة المكتب الجامعي علما بمحتواها وبكلفتها، حيث لم يعرض مشروع الملحق على مصادقة المكتب الجامعي. 1 3 تقصير في متابعة تقدّم الأشغال: كلف المكتب الجامعي أحد أعضائه بمتابعة إنجاز هذه الصفقة (الدكتور فيصل الشريشي) بالتّنسيق مع المهندس المكلّف بالمشروع والذي تعاقدت معه الجامعة بكلفة ناهزت 18 أ.د، ورغم التأخير الهام الذي شهده تقدّم الأشغال، فإنّه لم يتم إعلام المكتب الجامعي في الإبّان لتدارك النقائص المسجّلة على مستوى تنفيذ المشروع بإتخاذ التدابير اللازمة كتوجيه إنذارات للمقاول أو تطبيق غرامات تأخير عليه. أمّا على مستوى المتابعة الميدانيّة، فإنّ الوثائق المتوفرة في مصالح الجامعة تبرز وجود 3 محاضر اجتماعات مع المقاول بين شهر سبتمبر وأكتوبر 2001 والتي سجّل فيها تأخير كبير، ولم تتخذ مصالح الجامعة الإجراءات الكفيلة بتدارك هذا التأخير. 3 وبما أنّ الجامعة الجديدة لم تعلن طلب عروض في شأن بناء دار الحكم فإنّني أعتقد أنّها أرادت أن تتعامل مع أطراف معيّنة في عملية البناء بما أنّ القانون واضح لضمان حدّ كبير من نجاح المشروع وبما أنّها لم تفعل فإنّي من موقعي أقول أنه كان على محمود الهمامي بما أنّه كان أيّامها يضطلع بنفس خطة اليوم أن يحذر وان يعمل على ما يضمن شفافية التصرف في مثل هذه الصفقات خاصة وأنّ التقرير واضح فلماذا تعاود نفس الأخطاء؟ 4 الأكيد أنّ أشياء كثيرة بصدد الحصول خلف الأبواب المغلقة لذلك فإنّ ماهو حاصل في صلب مشهد جامعة الكرة يصبح عاديا جدّا.. جدّا وسأكتفي بذلك اليوم لعلّهم يراجعون أنفسهم!! لأنّني غير راغب في الدخول في تفاصيل عديدة هم يعرفون أنّني على اطلاع على الكثير من جزئياتها.