عندما يكون العون حريصا على القيام بدوره على أحسن وجه وعندما يكون العون حريصا في المحافظة على أملاك الدولة وعندما يتصرف العون مع هذه الممتلاك وكأنها ملك له وعندما يكون العون حريصا على ان يتعامل مع الامور بعقلية الغيور بعيدا كل البعد عن عقلية رزق البليك وعندما يستميت العون في الذود عن الممتلكات بكل بسالة وشجاعة. في الماضي كانت تعلق لمثل هؤلاء النياشين ويرفعون على الاكتاف وتقام لهم نصب ولكن اليوم يبدو ان النياشين تركت مكانها لنصب الشراك والرفع على الاكتاف ترك مكانه لوضع المطبات وإقامة النصب تركت مكانها للعقوبة والاذلال. هذا ما جرى بكل اسف في صفاقس وبالتحديد في مركز التكوين والتدريب باش حامبة حيث تعرض زملاؤنا الى عقوبة غاية في القسوة تمثلت في الطرد تراوحت مدته بين الشهر والشهرين، في الوقت الذي كان الجميع ينتظر فيه حركة من الادارة العامة اقلّها توجيه رسالة شكر ولكن يبدو ان هؤلاء المساكين وأعني الاعوان الذين سلطت عليهم العقوبة وكذلك جمهور المنتظرين الذي يحلم بأن تبادر الادارة بتوجيه الشكر لم يفهموا الى حدّ الان بأن الزّمان غير الزمان وان الرجال غير الرجال وان العالم اصبح يمشي على رأسه بدلا من ساقيه ولعلك اخي القارئ سوف تستغرب اكثر عندما تعلم بان الادارة العامة عندما اصدرت قرارات العقوبة ارتكزت على محضر جلسة صادر عن مجلس التأديب وهي مسألة تثير فعلا الدهشة والاستغراب لسببين بسيطين الاول انه لم يصدر اي محضر جلسة يحضى باتفاق ممثلي الادارة وممثلي الاعوان ولم تصدر عن المجلس اي عقوبة في هذا الشأن والثاني ان مقرر اللجنة هو من يكتب هذه الاسطر بكل مرارة ولعلمكم فإن مقر اللجنة هو من يحرر محاضرها ولا ندري على أي مرجع قانوني استند السيد المدير العام للوكالة في اخذ قراره وبأي منطق تعامل مع هذه المسألة فلا القرارات كانت عادلة ولا الآجال كانت محترمة فكل شيء مختل بعيدا عن المنطق والعقلانية. في النهاية كل ما نتمناه هو ان تعود الادارة العامة للوكالة التونسية للتكوين المهني الى رشدها وان تتجاوز هذا الاشكال حفاظا على مناخ اجتماعي سليم داخل مراكز التكوين المهني والادارة المركزية وبالتالي المحافظة على السلم الاجتماعي وأعيد أملنا كبير.