البشير الوسلاتي، اسم مناضل قد لا يعرفه الكثيرون ولكن هو علامة مميزة لرجل أفنى العمر بما فيه من صحة وشباب وفتوّة في خدمة العمال والاتحاد والوطن. التحق المرحوم بالعمل النقابي مبكّرا والتصق بالشهيد الرمز قائد الحركة النقابية وموسس الاتحاد العام التونسي للشغل الزعيم الخالد فرحات حشاد، فعمل معه بقناعة وحماس وأحبّه وأخلص له كبير الاخلاص وظلّ ملازما له في دار الاتحاد الكائنة في نهج سيدي علي عزوز حتى آخر يوم في حياته. ولأنّ حشاد خدم الاتحاد والبلاد حيّا وميّتا، فإنّ سي البشير استمر مناضلا صلبا وفيا للزعيم ومبادئه وحتى لاسمه حيث سمى أحد أبنائه فرحات وواصل عمله في الاتحاد مدافعا عن مناضليه ومقرّاته ومكاسبه إلى آخر رمق في حياته. عم بشير انتقل منذ مدّة قليلة إلى جوار ربّه، ومنذ أيّام فقط أقام أهله وذووه ذكرى الأربعين، فتلوا الفاتحة ترحّما على روحه الطاهرة مثلما تلوها على روح الزعيم وعلى أرواح جميع الشهداء وكلّ المتوفين من أبناء الاتحاد. بالمناسبة، وتكريما لروحه ولنضاله ننشر فيما يلي بعض صور المرحوم وهو في مقدمة المناضلين المناصرين للزعيم حشاد، المتحفزين لتطبيق أوامره خاصة لمّا تعلّق الأمر بالدفاع عن الاتحاد وعن البلاد وصون هويتها. ومعلوم أنّ المرحوم «البشير بن خميس الوسلاتي» ولد يوم 10 فيفري 1917 بمعتمدية تستور ونزح إلى العاصمة سنة 1935 والتحق بالثورة التونسية في صفوف الحزب الحرّ الدستوري لمجابهة الاستعمار الفرنسي وفي سنة 1946 التحق بالزعيم النقابي والوطني «فرحات حشاد» حيث كان مؤمنا بأنّ النضال قوّته تكمن في الطبقة الكادحة والعاملة وهو ما جعله ينتمي آنذاك إلى الاتحاد العام التونسي للشغل ولعب دورا هاما في تحرير الوطن وكان دوما وفيّا لحشاد من أجل مقاومة المستعمر وقد كلّفه بعديد المهام ولم يتردّد من أجل الواجب الوطني لدحر الاستعمار. وبالمناسبة فإنّ زميلنا فرحات الوسلاتي، نجل الفقيد يتوجّه بالشكر إلى: الأخ عبد السلام جراد والأخوة الأمناء المساعدين للاتحاد العام التونسي للشغل وأعضاء الجامعة العامة للنفط والمواد الكيمياوية وأعضاء النقابة الأساسية لموظفي الاتحاد العام التونسي للشغل والزملاء بالمركزية النقابية والزملاء بجريدة الشعب وأصدقاء المرحوم الذين قاموا بمواساتنا وسجّلوا حضورهم أثناء مراسم الدفن يوم 11 جوان 2008 سواء كان بالإبراق أو عن الهاتف أو المراسلة. رحم الله الفقيد وأسكنه فراديس الجنان.