في مداخلته في الجلسة الافتتاحية للدورة أعرب الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل ورئيس الوفد النقابي لهذه الدورة عن شكره وتقديره للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وللامانة العامة وعلى رأسها الأخ حسن جمام على ما يقوم به هذا التنظيم النقابي العربي من جهود خدمة للحركة النقابية العربية ونزل الأخ عبد السلام جراد احتضان المعهد العربي للدراسات العمالية لفعاليات هذه التظاهرة النقابية الاولى من نوعها على مستوى القطر وعلى المستوى العربي في اطار حرص الاتحاد الدولي على تفعيل المسار النقابي العربي، وأبرز الأخ الأمين العام أن الحركة النقابية العربية جزء لا يتجزأ من الهواجس القومية المشتركة وأن مسؤولية تحمل أعبائها ملقاة على عاتق الجميع وفي ظل التمثيل النقابي الحر والمستقل والمجسد لكرامة الأمة التي ندافع عنها بنفس الثقل الذي ندافع به عن قضايانا المشتركة والمصيرية . وتبعا لهذا التوجه حيا الأخ الأمين العام للاتحاد بحرارة اتحاد نقابات عمال سورية منوها بأدائه الفعال لمبادئ التضامن العمالي العربي وأبرز من خلال هذه التحية العمالية القائمة بينه وبين الاتحاد العام التونسي للشغل مؤكدا قوة روابطها الداعمة للأداء النقابي العربي وقد أشار في هذا الصدد الى اعتزاز النقابيين بدور معهد الدراسات العمالية في اكساب الكوادر النقابية العربية المزيد من المعارف والتكوين والتثقيف من أجل مواكبة تحديات الحاضر وكسب رهانات المستقبل وفهم الواقع . وتحدث الأخ الأمين العام في جانب كبير من مداخلته عن هموم ومشاغل العمال العرب والقضايا المطروحة عليهم في ظل الواقع المعيش حيث ركز على الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية التي ألحقت الحيف بحقوقهم ومكاسبهم وقال أن النقابات لا يمكن لها مواجهة هذا الواقع إلا متى تحلت بالمصداقية والاستقلالية والممارسة الديمقراطية والدراية الشاملة بالواقع وجره الحديث في هذا الخصوص الى ابراز خصائص المرحلة بتونس خاصة ما تعلق منها بالمفاوضات الاجتماعية التي يخوضها النقابيون بروح عالية من التفاؤل والمسؤولية معربا عن اعتزازه بمثل هذه المبادرة التي قامت بها الجامعة العامة للنفط والمواد الكيمياوية والتي قال أنها توفر لنقابيي القطاع هامشا من المعرفة والتكوين والتثقيف لفهم تقلبات المرحلة وتذكي فيهم روح الحوار الجاد والمسؤول والمفاوضة الناجحة، وبالمناسبة أعلن أن الاتحاد العام التونسي للشغل سيبعث لجنة نقابية وطنية لمتابعة رصد تقلبات الأزمة المالية الحالية والتي رأى أنها نتيجة اختيارات اقتصادية اجتماعية وسياسية لليبيرالية العالمية المتوحشة طالما وقف في وجهها العمل النقابي وشجب مبادئها وقال الأمين العام أن عودة بعض الدول للقيام بدور في تأميم أنشطة بعض البنوك يعتبر عودة لدور الدولة وهو ما يبعث على الاعتزاز بأداء النقابيين الذين ما فتئوا يؤكدون عليه طيلة انتعاشة السياسة الرأسمالية في العقدين الأخيرين وبين أن التمسك بالتعامل مع الاطراف الاجتماعية الاخرى على قاعدة احترام استقلاليتنا وحرية ممارساتنا النقابية التي لا مجال فيها للتخلي عن حفظ كرامة العمال والدفاع عن حقوقهم ودعم مكاسبهم من شأنه خلق مناخ اجتماعي وسياسي سليم ننعم فيه بالاستقرار والرخاء . وختم الأخ الأمين العام مداخلته بالتأكيد على أهمية التوصيات التي ستصدر عن هذه الدورة لما لمس في عناوين المحاضرات المبرمجة والأساتذة المحاضرين من امكانيات معرفية وتثقيفية تساعد على فهم الواقع واستشراف الحلول . وسمحت الدورة في خاتمة اشغالها بتدخل ثان للأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد حلل فيه الاشكاليات التي اعترضت نشأة الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب خاصة على مستوى تكريس الاستقلالية والنضال المشترك وجاء في استعراض شامل للعلاقات بين التنظيمات النقابية والأنظمة السياسية في ضوء قناعات تختلف من قطر لآخر لكنها محمولة على الايمان بالعمل العربي المشترك. وأشاد الأخ الأمين العام بالجهود المبذولة من طرف الجامعة العامة للنفط والمواد الكيمياوية مكبرا فيها روح المبادرة والعطاء والسبق نحو الاهتمام بالملفات الكبرى والمطروحة على الساحة النقابية الوطنية وأعلن أن بمثل هذه المبادرة نحصن المكاسب العمالية وندفع باتجاه ما يشرف العمل النقابي التونسي ويؤدي الى نجاحات إضافية لعمل الجامعة التي لا نستغرب منها هذا العطاء فقد كانت دوما سباقة في توجهاتها ونضالاتها . زيارة تاريخية الى مدينة القنيطرة أدى المشاركون في الدورة زيارة تاريخية الي محافظة القنيطرة بوابة الجولان المحتل أمنها لهم اتحاد نقابات عمال سورية حيث شاهدوا في مدخل المدينة اعلام الزينة مرفوعة الى جانب علمي البلدين الشقيقين سورية وتونس. وقد استمع المشاركون في مقر المحافظة الي بيانات قدمها محافظ المدينةورئيس اتحاد نقابات عمال القنيطرة تهم المدينة المحررة سنة 1973 وخاصيات الجولان المحتل وبالمناسبة أهدى المحافظ درع المدينة المحررة الى الأخ الحسناوي السميري الكاتب العام للجامعة العامة للنفط والمواد الكيمياوية وتقدم بالشكر الى المشاركين علي هذه الزيارة التي تنم عن وعي بالحس القومي وتؤكد حميمية ومتانة العلاقات المتميزة بين الشعبين الشقيقين وعلى طول الشريط الواقع بين الجولان المحتل والكيان الصهيوني وقف الزائرون على فظاعة جرائم العدو الصهيوني من خلال معاينة اثار المباني المهدمة وآثار الطلق الناري التي لا تزال ظاهرة على جدران مبنى المستشفى وخلفت هذه الزيارة آثرا عميقا في المشاركين الذين عبروا عن تعلقهم المتزابد بالعمل العربي المشترك وبالتضامن العمالي من أجل تحرير كل شبر من الأراضي العربية المحتلة .