بأحد نزل الحمامات الجنوبية، وطيلة ثلاثة أيام 21 22 و23 أكتوبر 2008 نظمت الجامعة العامة للمعادن والإلكترونيك، ندوة دولية بعنوان «دعم المبادرة النقابية بالشركات متعددة الجنسيات في قطاع المعادن بتونس والمغرب» شاركت فيها وفود نقابية أجنبية من فرنسا وايطاليا واسبانيا وجنوب افريقيا والمغرب الى جانب ممثلي القطاع في الجهات. الندوة سجلت في يوم افتتاحها حضور الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل والأخوة محمد شندول ومحمد السحيمي عضوي المكتب التنفيذي الوطني، الى جانب الكاتب العام لجامعة المعادن والإلكترونيك الأخ الطاهر البرباري وكذلك الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بكل من نابل وبنزرت وعضو من المكتب التنفيذي الجهوي بسوسة. المفاوضات الجماعية ضمن أشغال اليوم الأول قدم الأخ المنجي عمامي مدير الدراسات بقسم الدراسات والتوثيق مداخلة قيمة بعنوان «المفاوضات الجماعية واستحقاقات المرحلة القادمة» تطرق ضمنها لتنظيم العلاقات الشغلية وتطوير التشريع الاجتماعي والمساهمة في صياغة برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية . كما تطرق المحاضر الى الجانب الاصطلاحي لمفهوم «المفاوضة» حسب أنظمة العمل الدولية وللاطار المؤسس لها من خلال المعايير القانونية وكذلك مجالات التفاوض الاجتماعي ومستوياته وأنواعه ومراحله وتحديد نتائجه، وتطرق للنقائص المسجلة في مستوى المفاوضات الجماعية في تونس مقدما جملة من الاقتراحات لتجاوزها كترسيخ ثقافة الحوار والنهوض بالصحة والسلامة المهنية واعتماد التصرف في الموارد البشرية والتنسيق مع مكاتب التشغيل وهياكل الادماج واعادة الادماج ... النهوض بالعمل اللائق ضمن مقاربته التقييمية للمفاوضات الجماعية بقطاع المعادن والإلكترونيك قدم الأخ الطاهر البرباري شروط ومسوغات تطوير نمو العمل اللائق وعرّج على الحرية النقابية وحماية الحق النقابي من خلال ملاءمة الاتفاقية الدولية عدد 135 ، كما قدم مقترحات اللجنة المركزية للتفاوض والجامعة العامة للمعادن والإلكترونيك خلال االمفاوضات الاجتماعية 2008 / 2010 وقدم بسطة عن حماية الدخل والمقدرة الشرائية وتطور معدل الأجر في القطاع الخاص وتنقيح الفصلين 165 و166 من مجلة الشغل. في نفس اليوم قدم ممثلا كنفدرالية الشغل المغربية بسطة معمقة عن تجربة منظمتهم في التفاوض مشيرين الى عسرها وتعثرها في ظل هيمنة رأس المال الأجنبي والمؤسسات متعددة الجنسيات، كما قدم ممثل جنوب افريقيا لمحة عن واقع التفاوض في بلاده وقد فتحت التجارب الثلاث، التونسية والمغربية والجنوب افريقية، أمام المشاركين بابا واسعا للنقاش والتحاور ومقارنة التجارب بعضها ببعض، وقد أدارت الحوار والنقاش ممثلة الجامعة العالمية لمنظمات المعادن وأطرته خاصة في مناقشة محاولة وضع استراتيجية لتنسيق عملية مساندة المبادرة النقابية بالمؤسسات المتعددة الجنسيات بتونس والمغرب خاصة في ظل تراجع الحركات النقابية وضعفها والضغط المسلط عليها من الحكومات والقوى الاقتصادية. صعوبات الانتساب وافاقه ضمن أشغال اليوم الثاني للندوة تمت مناقشة أربعة محاور رئيسية توزعت على النحو التالي : الوضعية النقابية بقطاع المعادن بتونس والوضعية النقابية بقطاع المعادن بالمغرب وكذلك تحليل الصعوبات وطرق العمل ببلدان افريقيا ورابعها مشاركة ممثلي النقابات الأوروبية والجامعة العالمية في الاستراتيجيات إزاء الشركات متعددة الجنسيات ( الاتفاق الاطاري العالمي) ... وهذه المحاور أثارت عدة مسائل فرعية وخصوصية كالأجور وأشكال العمل الهشة وانحسار الحريات النقابية ونجاعة التحركات النقابية وأساسا ضرورة توحيد الجهود والخطط للدفاع عن العمل والأراء بصفة عامة وبصفة خاصة عمال قطاع المعادن والإلكترونيك. التضامن النقابي في اطار دراسة امكانية وضع استراتيجية حول التضامن النقابي بين الجامعة العالمية لمنظمات عمال المعادن وممثلي القطاع بتونس والمغرب تمت يوم الاختتام 23 أكتوبر مناقشة مشروع عمل لتعيين المؤسسات التي يمكن ابرام اتفاقيات اطارية عالمية معها، وكذلك تم التباحث في سبل تنمية القدرات في مجالي التفاوض والانتساب والتخطيط والتعاون بين الاطارات النقابية، كما تم العمل على انشاء وتنسيق حملات لاحترام الحقوق الاساسية للعمل.