اقترب موعد الاحتفال ب التي يمر على تركيزها بمدينة المتلوي وبقرية فيليب توماس، محطة المتلوي اليوم وتحديدا يوم 11 نوفمبر 1908 وبما انني من المولودين بمحطة المتلوي في منتصف القرن الماضي وعمل والدي في اول بلدية تونسية في 1957 وقد كان مساعدا لرئيس بلدية المتلوي الاستاذ الهادي كروا والمحامي حاليا والاستاذ الجامعي سابقا وأزوره من حين الى اخر حيث كان تربطه بوالدي رحمه الله علاقة ود واحترام قلت لقد بدأ العد التنازلي لهذا الحدث فبقي اقل من شهرين على ذلك ورغم قيمة هذا الحدث فان الاستعدادات تبدو متواضعة وهذا مرده الى عاملين اثرا في ذلك اولهما تركيز لجنة الاحتفال التي ضمت عناصر من المجلس البلدي نفسه ومن شركة الفسفاط بالمتلوي في مستوى بعض المسؤولين وهم كلهم لا يعلمون بكل تواضع مقر البلدية في تلك الفترات وفيهم من ورد على المدينة لما اصبح مسؤولا وقد حرم عدد من العارفين بالتاريخ والعباد وحركية المدينة في تلك الفترات ولهم شهادات حية عن البلدية في محيطها الجغرافي اولا وتوسعها بعد فترة التونسة وبعيدها ولم تقع الاستعانة بكبار الحومة وبالمناضلين الرسميين والذين مازال منهم البعض على قيد الحياة ويحتفظون بعديد الوقائع والشهادات والوثائق وأرشيف البلدية لابد ان يكون غنيا بمثل هذا وهذا دور الكتاب العاملين للبلدية لتبويب ذلك واثرائه والحفاظ عليه باعتباره ذاكرة المدينة وزيادة على ذلك ان في ارشيف شركة الفسفاط بالمتلوي مخزونا يزخر بحياة هذه المدينة اضافة الى ارشيف شركة السكك الحديدية بالمتلوي سندا لاثراء هذه الذاكرة بالوثيقة والصورة حيث تلاصق مقراتها بالمحطة البلدية وهي قريبة منها ذلك ان مسؤولي محطة الارتال ومصالحها كانوا من اعضاء البلدية وقتها اما عن العنصر الذي ادخل بطئا وتأخيرا ربما على عمل هذه اللجنة فهو ما مرت به هذه المدينة من تقلبات ابان الاحداث الخاصة بالحوض المنجمي ومن خلال هذا الطرح نبرئ رئيس البلدية من هذه التبعات في مستوى تركيب هذه اللجنة التي جاءت نتيجة اعتبارات وضغوط هذه الظروف وكان يمكن ان نكون ضمن هذه اللجنة لنسهم بقسط في تحسين اداء هذه اللجنة واثراء مضامينها انطلاقا من حبنا للمتلوي خاصة ولتونس عامة لان حب الوطن من حب المواطن الذي هو جزء مكون له وكان كذلك يمكن الاتصال بودادية قدماء اعوان شركة الفسفاط بالمتلوي الذين يوجدون بمدينة «ليون» الفرنسية ولهم اكثر من موقع على شبكة الانترنات ويمكن ان تتراسل البلدية مع هذه الودادية وتربح منها غنما كبيرا وثائقيا وعلائقيا وكذلك المدارس الابتدائية التي تركزت بالمتلوي وكانت مدارس فرنسية كمدرستي المحطة والمنجم واللتين صارتا فيما بعد فرنسيتين عربيتين ثم تتونستا لتلتحق بهما مدارس تونسية اخرى اولاهما مدرسة ساحة الجمهورية التي عمل بها الاستاذ الهادي كرواول رئيس بلدية المتلوي (1957) بعدها معلما بمدرسة المحطة فقد تحمل ادارة مدرسة ساحة الجمهورية (1958) وفي السجلات التاريخية للمدرستين الاوليين احداث دقيقة وتاريخ متواتر يفيد اللجنة في مجال التعليم والحركة التربوية بهذه المدينة منذ تاسيسها الى ما بعد ذلك ويمكن استدعاء المعلمين الذين عملوا بهذه المدينة ومات منهم الكثير وبقي القليل منهم احياء امثال صلاح الدين الغابري معلم الخمسينيات وتويق العبيدي وابراهيم العبيدي وابناء عديد الزملاء وحتى الاجانب خاصة من الفرنسيين ويمكن العثور على عناوينهم ويأخذ الاحتفال شكل العرس لايام تعيشها هذه المدينة اضافة الى اقامة معرض ذي أجنحة كان يمكن ان نشرف عليها خدمة لهذه التظاهرة وكتكريم للهيئات البلدية نستطيع ان نمد البلدية بصور فوتوتغرافية في مستوى والدنا وتعهد الشوارع بهذه المناسبة في تركيز لافتات بأسمائها وتنويرها واعطاء الاذن للشروع في تهيئة حي المحطة الذي ضم ادارة البلدية من 11/11/1908 الى اواسط الستينيات زمن انتقال قصر البلدية الى الحي العصري في بناية تضم المعتمدية كذلك ثم نزلت البلدية الى حي الرئيس بعد وضع حجرها الاساسي (1969) وهي الى الان هنالك، هذا الحي حي المحطة يمكن ان يكون انطلاق الاشغال بمناسبة احتفالات المائوية للبلدية ليكون عربون اعتراف لهذا الحي الاصيل على ان تسهم شركة الفسفاط وشركة السكك الحديدية في تهيئة حي المحطة وتنظيمه وتطهيره بصفة جذرية وهي منطلق افواج من السياح عبر القطار الاحمر لزيارة مجابل الثالجة ولا ننسى وزارة السياحة في دعم مجهود التنمية بهذه المدينة وبالمحطة وبمستغل القطار السياحي حتى تكون صور المحطة راقية تعكس قدم هذا الحي الاصيل وانطلاقة مع الاجانب ومعايشتهم له لحد اليوم وفي الجعبة الكثير من الافكار العملية والبناءة التي يمكن ان تعطي لهذا الاحتفال قيمة مضافة لهذه المدينة وأحقية لها وفي مستوى هذا القرن من الحياة المدنية لهذه البقعة المعطاء حتى يتفاعل الجميع مع هذا الحدث ويكونوا في قلبه لا ان تضمهم لجان يجهلون فيها الاهداف والمادة والمنهجية ولا يمكن ان نتقدم بذلك. حسبنا ان يأتي الاحتفال ولا نعدو ان نحتفل بذكراه وهذه البلدية بهذا القرن الذي يمر على تأسيسها يبرهن على عراقتها وهي من البلديات الاولى في البلاد الى جانب العاصمة وبنزرت وسوسة وصفاقس وقابس وغيرهم قليل فيجب ان نوظف هذه العراقة في خدمة الاهداف الوطنية والتاريخية والاجنبية.