احتضن نزل المشتل بالعاصمة على امتداد ثلاثة أيّام من 26 إلى 28 نوفمبر 2008 في اطار تنفيذ منظمة العمل العربية لخطّة عملها لسنة 2008 وذلك بالتعاون مع وزارة التشغيل والادماج المهني في الجمهورية التونسية ندوة حول التعاونيات الانتاجية ودورها في توفير فرص عمل للشباب حضرها 59 مشاركا يمثلون أطراف الانتاج الثلاثة والاتحادات التعاونية في الدول العربية (الأردن الامارات البحرين تونس السودان سوريا عمان فلسطين الكويت لبنان ليبيا المغرب واليمن). كما حضر الندوة ممثلين عن جامعة الدول العربية والاتحاد التعاوني العربي والمكتب التنفيذي لدول مجلس التعاون الخليجي وحضرها كذلك عن الاتحاد العام التونسي للشغل الأخوان محمد نجيب الحسني ومختار المويهبي. ❊ المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تواجه الحركة التعاونية العربية عديد المتغيّرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية على كافة المستويات القطرية والاقليمية والقومية والعالمية واذا كانت الدول العربية تختلف فيما بينها من حيث الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الاّ أنّ التعاونيات تعتبر القاسم المشترك بين الدول العربية وإيمانا من منظمة العمل العربية بأهمية الدور الذي يقوم به القطاع التعاوني كأحد الرّوافد الاقتصادية المهمة في المنطقة العربية والذي ساهم بشكل ملحوظ في اعادة توزيع الثروة وخلق قوى انتاجية ذات طابع مجتمعي. ورغم أهمية هذا القطاع فإنّ مردوديته مازالت غير ملموسة خاصّة في الأزمات الاقتصادية على الرغم من قدرته على اختراق مشاكل اقتصادية عديدة ومن أبرزها البطالة التي تمثّل أهم مشكلات الوطن العربي فالبطالة لا تقف فحسب عند حدود المشكلة الاجتماعية والاقتصادية التي يجب العناية بها ولكنّها تجاوزت ذلك لتهدّد السلم الاجتماعي. ومن هذا المنطلق أخذت منظمة العمل العربية على عاتقها المساهمة في التصدّي لهذه المشكلة بكافة الطرق والوسائل وجاءت هذه الندوة كأحد الحلول الايجابية للإلقاء الضوء على كيفية ايجاد فرص عمل جديدة لاستيعاب العمالة الزائدة من الشباب ومن خلال النظام التعاوني ودوره الفعّال في تشجيع ودعم الانتاج للمشاريع الصغيرة والحرف التقليدية ومشاريع تشغيل الشباب خاصة في الريف العربي. ❊ أهداف الندوة تأكيد ضرورة دعم فرص العمل أمام الشباب. التعرّف على الحركة التعاونية العربية وخاصة الانتاجية منها. معرفة القوانين الخاصة بإنشاء التعاونيات الانتاجية والامتيازات التي تقدم لها والمشكلات التي تعاني منها. الوقوف على قدرة التعاونيات في توفير فرص عمل الشباب وتوجيه رأس المال اللازم لذلك. ❊ الواقع، الدور والتجارب واقع الحركة التعاونية العربية أنواعها وحجم العضوية فيها واتحاداتها. التشريعات التي تحكم التعاونيات وعوامل القوّة والضعف فيها وماهو المطلوب لتطويرها للنهوض بالعمل التعاوني. دور العمل التعاوني في مواجهة المنافسة التجارية الدولية ودعم المنتج الوطني. دورمنظمة العمل العربية في دعم وتشجيع التعاونيات الانتاجية. دور العمل التعاوني في مواجهة البطالة بين الشباب في الريف العربي. تجارب قطرية حول تجربة التعاونيات في الدول العربية. ❊ الجهات المشاركة وزارات العمل في الدول العربية والاتحادات التعاونية في الدول العربية ومنظمات أصحاب الأعمال في الدول العربية ومنظمات العمال في الدول العربية والاتحاد التعاوني العربي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمكتب التنفيذي لمجلس التعاون لدول الخليج العربي والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. الندوة التي افتتحها معالي الدكتور سليم التلاتلي وزير التشغيل والادماج المهني للشباب والسيد خليل أبو حزمة مدير ادارة الحماية الاجتماعية وعلاقات العمل بمنظمة العمل العربية والسيد الدكتور أحمد عبد الظاهر رئيس الاتحاد العربي التعاوني ألقاها نيابة عن الدكتور محمود منصور الأمين العام للاتحاد العربي التعاوني شهدت تدخلات عديدة للوفود الحاضرة عن التجارب القطرية في مجال التعاون اثراء للحوار وتبادلا للخبرات: جمهورية مصر العربية ودولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية السودانية والجمهورية اليمنية والجمهورية التونسية. وعلى ضوء المناقشات والمداخلات التي شهدتها جلسات العمل التي ترأسها في اليوم الأول السيد منصف فنيش من تونس واليوم الثاني الأخت آمال حسين من السودان واليوم الثالث زياد السكري من سوريا، توصّل المشاركون إلى جملة من التوصيات: مراجعة التشريعات التعاونية في الدول العربية بما يضمن ملاءمتها مع الوظيفة المتجددة للتعاونيات. اصدار مدونة وطنية تجمع بين طيّاتها النصوص القانونية المنظمة لنشاطها. التنصيص بالتشريعات على وجه الدقة الجهة التي تتولّى الاشراف والرقابة في الدولة وحصرها. ضرورة مزيد إيلاء شيء من الاهتمام والدعم للتعاونيات الانتاجية بوجه خاص. اقرار معايير مشتركة تقوم عليها أحكام القوانين المنظمة للتعاونيات. دعوة الدول العربية للإستئناس بالمعايير الدولية ذات الصلة وخاصة التوصية عدد 193. مساعدة التعاونيات لحل مشكلاتها ودعم انشاء البنوك التعاونية. بعث بنك معلومات يعنى بالنشاط التعاوني. اشاعة الثقافة التعاونية من خلال البرامج التربوية وأوسع قاعدة ممكنة من الجماهير. مزيدا من التكامل وتبادل المعلومات والخبرات والتجارب في هذا المجال. بعث المعهد التعاوني العربي لتوفير الكوادر المؤهلة والمدربة وتوحيد المفاهيم. العناية أكثر من وسائل الاعلام المختلفة بالفكر التعاوني وقيمه. بعث جهاز حكومي عربي للمعنيين بالتعاون. تعزيز الجهود وتوحيدها حتى ترى التوصيات الصادرة عن الندوات المتخصصة النور والتطبيق كما أثبتت التجربة العملية الحاجة إلى تنفيذها. دعوة منظمة العمل العربية والاتحاد التعاوني العربي لمزيد التنسيق. العمل على تنفيذ توصيات المنتدى العربي للتشغيل والتنمية المنعقد بالدوحة أيّام 15 و16 نوفمبر 2008 والاعلان الصادر عنه. مع الاشارة بأنّ المشاركين في هذه الندوة ثمنوا عاليا الجهود التي قام بها الأستاذ خليل أبو حزمة وكذا الأستاذ علي حمدي والسيدة رجاء قاسم وآمنة عريقة وجلال الخلايفي عن الادارة العامة للنهوض بالتشغيل لتوفيرهم مستلزمات نجاح الندوة وكان للوفد التونسي الممثل للاتحاد العام التونسي للشغل وكذا ممثلي الاتحاد الوطني للتعاونيات مشاركة متميّزة في فعالياتها سواء على مستوى المداخلات وابراز التجربة التونسية بدءا من محمد علي الحامي وصولا إلى حشاد العظيم مؤسس اتحادنا وكذلك توزيع مطويات تتعلّق بالعمل التعاوني ببلادنا في الوقت الحاضر.